[ يرى الكاتب أن المحور الجديد هو المغَيِّر الحقيقي لقواعد اللعبة بالمنطقة (الجزيرة) ]
قال باحث غربي إن اهتمام وسائل الإعلام بالهجمات التي استهدفت منشآت نفطية في السعودية السبت الماضي، صرف الأنظار عن مخططات أخرى من شأنها أن تغير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط حقا.
وأوضح الفيلسوف والناقد السلوفيني سلافوي جيجك، في مقاله بصحيفة إندبندنت البريطانية، أن أحد تلك المخططات ما أعلنته إسرائيل مؤخرا عن نيتها ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية تتميز بخصوبة أراضيها، مما سيعني أن كل الحديث عن حل الدولتين لا يعدو أن يكون "كلاما فارغا" القصد منه "التعتيم" على مشروع استعماري بتعريف معاصر.
تواطؤ سعودي صامت
وتابع قائلا إن إسرائيل تميط اللثام عن مشروعها هذا في ظل ما يسميه "تواطؤا سعوديا صامتا" يمثل شاهدا آخر على أن محور شر جديدا آخذ في التشكل بالشرق الأوسط، يضم كلا من السعودية وإسرائيل ومصر والإمارات.
واعتبر جيجك -وهو أحد كبار الباحثين في معهد علم الاجتماع بجامعة ليوبليانا في سلوفينيا- أن بروز ذلك المحور هو "المغَيِّر الحقيقي" لقواعد اللعبة.
وفي معرض تعليقه على هجمات السبت التي تبنتها جماعة الحوثي اليمنية، يرى كاتب المقال أن تلك الحادثة يمكن أن تُعد تصرفا يغير قواعد اللعبة إلى حدٍّ ما في المنطقة، طالما أنها عطّلت جزئيا إمدادات النفط العالمية وجعلت نشوب نزاع مسلح واسع في الشرق الأوسط أمرا محتملا جدا.
اليد التي تؤلم
غير أن جيجك يلتمس للحوثيين بعض العذر في شنهم لتلك الهجمات حتى بعد الإدانات الدولية لها، إذ يزعم أن تلك الجماعة أمسكت السعودية من اليد التي تؤلمها، بحسب تعبير المقال.
ووفقا للكاتب، فإن الدمار الذي ألحقته السعودية باليمن وما أعقبه من رد جماعة الحوثي عليه، لا يعدو أن يكون جزءا لا يتجزأ من "ألاعيب الجغرافية السياسية"، مؤكدا مرة أخرى أن اعتزام إسرائيل إعادة رسم معالم الضفة الغربية هو الإجراء الذي يغيِّر قواعد اللعبة.
وكانت طائرات ميسرة استهدفت السبت الماضي منشأتين نفطيتين شرقي السعودية، إحداهما معمل ضخم لمعالجة النفط الخام، مما أدى إلى انخفاض إنتاج النفط العالمي بنسبة 5%، وقد تبنت جماعة الحوثي في اليمن الهجوم.