[ حكومة اليمن تشكو الإمارات إلى مجلس الأمن وروسيا تحذر من تقسيم البلاد ]
أدانت الحكومة اليمنية الشرعية ما وصفته "بالعدوان الإماراتي الصريح" الرامي إلى منع الشرعية من بسط سيادتها الكاملة على أرضها، وقالت إن استمرار الإمارات في تزويد ما يسمى المجلس الانتقالي بالأسلحة الثقيلة يعد "إصرارا على تقويض الشرعية".
وطالبت الحكومة اليمنية في بيان لها أمس الجمعة بعد نحو 24 ساعة على غارات الإمارات على مواقع الجيش اليمني في عدن وزنجبار، مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة خاصة لمناقشة ما وصفتها بالاعتداءات والتدخلات الإماراتية في اليمن.
وحملت الحكومة في رسالة لمندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة دولة الإمارات كامل المسؤولية عما وصفته بالتمرد المسلح في جنوب البلاد.
وأشار المندوب اليمني إلى أن بلاده "تحتفظ بكامل حقها في الدفاع عن نفسها أمام الاعتداءات الإماراتية والمليشيات الموالية لها"، كما دعا السعودية إلى ممارسة دورها بصفتها قائدا في التحالف، "لوقف التصعيد العسكري الأخير ضد الشرعية".
تحذير روسي
وفي موسكو أعربت الخارجية الروسية عن قلقها إزاء تطور الأوضاع في اليمن على خلفية القصف الإماراتي لمواقع تابعة لقوات الحكومة الشرعية في عدن وأبين.
ودعت الوزارة أطراف النزاع في اليمن إلى ضبط النفس، وقالت إن الأولوية الآن لوقف الأعمال القتالية، وإن تصاعد المواجهة المسلحة جنوبي اليمن وانتقالها إلى مرحلة خطيرة جديدة، محفوف بعواقب سلبية على اليمن والأمن الإقليمي.
وأضافت أن تقسيم البلاد وتسخين المواجهة يصبان في صالح الجماعات الإرهابية التي تسيطر على ثلث اليمن، حسب البيان.
وتابعت أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار إلا عبر عملية تفاوض ينبغي للأمم المتحدة أن تلعب دورا مركزيا فيها.
إعدامات وتعذيب
من جهته قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن توقيت "العمليات الإرهابية" التي شهدتها عدن أمس وإعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها، يضع أكثر من علامة استفهام حول الجهة التي تقف خلفها والطرف المستفيد.
وأضاف الإرياني في تغريدة على تويتر أن "من يتحمل مسؤولية تنامي الأعمال الإرهابية في المحافظات الجنوبية هو من قوض وجود الدولة والحكومة وسلم الملف الأمني في عدن لمليشيا مناطقية تفتقر للتدريب والخبرة".
وزارة حقوق الإنسان اليمنية تقول هي الأخرى إن لديها تسجيلات مصورة لمشاهد إعدامات وتعذيب وتصفيات ارتكبتها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ضد جنود جرحى من قوات الحكومة اليمنية في المستشفيات.
وأضافت الوزارة أن تلك القوات قتلت وجرحت قرابة ثلاثمئة مدني -منهم أطفال ونساء- خلال عمليات مطاردة ومداهمة تنفذها في محافظتي عدن وأبين بعد أن سيطرت عليهما.
مطالب بطرد الإمارات
وكانت الحكومة اليمنية طالبت في وقت سابق الرئيس عبد ربه منصور هادي بتوجيه رسالة إلى السعودية تطالب بإنهاء مشاركة الإمارات في التحالف السعودي الإماراتي، مؤكدة الاحتفاظ بحق اليمن في مقاضاة الإمارات على خلفية تلك الغارات.
يأتي هذا بينما جابت شوارع مدينة تعز مسيرات شعبية رافضة للوجود الإماراتي في اليمن، طالبت الحكومة بطرد الإمارات من التحالف الذي تقوده السعودية.
وقالت مصادر محلية إن متظاهرين خرجوا عقب صلاة الجمعة في مسيرات طافت الشوارع، ورددوا شعارات تطالب برحيل القوات الإماراتية عن اليمن.
وندد المشاركون بكافة الأعمال التي تقوم بها الإمارات في اليمن، بما فيها الضربات الجوية التي شنها الطيران الإماراتي أول أمس الخميس على القوات الحكومية في محافظتي عدن وأبين وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.
كما طالب المتظاهرون الحكومة اليمنية بسرعة اتخاذ موقف لإنهاء الدور الإماراتي في التحالف، بسبب ما وصفوه بانحراف أبو ظبي عن أهداف التحالف المعلنة التي دخل إلى اليمن من أجلها.