[ عنصر من قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا أمام مسيرة مؤيدة للانفصال في عدن قبل أيام (رويترز) ]
بعد انقلابها على الحكومة اليمنية في عدن في العاشر من الشهر الحالي، بدأت قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا بالتوسع صوب أبين فجر اليوم الثلاثاء، فحاصرت معسكرات تابعة للحكومة الشرعية، مما دفع بعض المحللين للاعتقاد بوجود تبادل أدوار بين السعودية والإمارات.
ووفقا لمصادر يمنية تحدثت للجزيرة نت، فإن المجلس الانتقالي أرسل عشرات المدرعات والعربات العسكرية من عدن إلى أبين، وشددت الحصار على معسكر الشرطة العسكرية في منطقة الكود، مما أدى لنفاد الذخيرة وسقوط عدد من الجرحى.
وبعد أكثر من 12 ساعة من المواجهات، قام قائد المعسكر بالتسليم والمغادرة برفقة بعض قواته باتجاه منطقة لودر.
وتزامن ذلك مع مواجهات عنيفة شهدتها مناطق مختلفة بمدينة زنجبار، حيث لم تنجح الوساطات التي بذلتها وجاهات قبلية واجتماعية من أجل تجنب الدخول في معارك بالمدينة التي ينحدر منها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأكدت مصادر أمنية سقوط عدد من القتلى والجرحى من طرفي الحزام الأمني والقوات الحكومية، كما أصيب مدنيان إثر المواجهات في زنجبار، وحالة أحدهما خطيرة.
ولا يتردد المجلس الانتقالي في إظهار رغبته بالتوسع حول عدن أبين، فهو يؤكد أنه سينتزع باقي المحافظات الجنوبية خلال الأيام القادمة، وذلك على لسان قيادات المجلس منذ انقلاب عدن.
بالمقابل اكتفى وزير الإعلام في الحكومة الشرعية بنشر تغريدات على تويتر تستنكر انقلاب المجلس الانتقالي في عدن وتصعيده بمحافظة أبين.
وظهر الناطق باسم التحالف السعودي الإماراتي ليتحدث عن إخلاء قوات المجلس الانتقالي لعدد من المواقع الحكومية، وهو الأمر الذي نفاه المتحدث باسم المجلس الانتقالي الذي قال إن ما جرى يندرج ضمن تفاهمات مع التحالف لتسليم بعض المرافق الخدمية في عدن.
تبادل أدوار
وتحدثت الجزيرة نت مع مسؤول في الحكومة الشرعية عن طبيعة الدور الحقيقي الذي تلعبه السعودية منذ تطورات الأحداث في عدن والدعم الذي تقدمه الإمارات للمجلس الانتقالي، فقال إن هناك تبادل أدوار للأسف بين الدولتين اللتين تقودان التحالف وكان يعول اليمنيون عليهما في استعادة دولتهم.
وذكر المسؤول أن تلك الأدوار تمثلت في دعم أبو ظبي العلني للمجلس الانتقالي، في حين تمثل دور الرياض في إعلان رفض الانقلاب.
ولفت المسؤول الحكومي إلى أن هناك شيئا لم يعد مفهوما لدى الرئاسة اليمنية والحكومة فيما يتعلق بالموقف السعودي، فالرياض تعلن في الظاهر أنها مع الحكومة وتدعو إلى انسحاب قوات المجلس الانتقالي، ولكنها تكتفي بالصمت إزاء التصعيد.
ويفيد المحلل السياسي ياسين التميمي في حديث للجزيرة نت بأن التطور الذي شهدته أبين يشير بوضوح إلى أن مخطط الانفصال يمضي قدما ودون توقف، وأن هناك تفاهما بين الرياض وأبو ظبي مما يجعل من التحركات السعودية الأخيرة لمواجهة الانقلاب "مجرد خداع إستراتيجي".
ويضيف التميمي أنه كان يمكن للسعودية أن توقف التطورات في أبين، لكن كما حدث في عدن حلقت الطائرات السعودية فوق مناطق الاشتباكات لتوحي بأن القوات الحكومية مدعومة من التحالف، في حين يتفوق المجلس الانتقالي الأكثر إمدادا وتسليحا والمدعوم من "التحالف المخادع".
ويرى مراقبون يمنيون أن دعوة السعودية عقب انقلاب عدن إلى الحوار بين طرفين متساويين في القوة القانونية كانت تهدف إلى البناء على انتصار الطرف الأقوى في معادلة الحرب وهو الطرف الانفصالي، وذلك عبر فرض التنازلات على السلطة الشرعية، بما يشبه تلك التي قدمتها الشرعية نفسها للحوثيين بعد انقلابهم في صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014.