[ منشأة لإنتاج النفط في حقل الشيبة بالسعودية (رويترز) ]
أكد كبير محللي الأسواق في أواندا بنيويورك إدوارد مويا أن أسعار النفط تستفيد من الهجوم الذي نفذته قبل يومين جماعة الحوثي بطائرات مسيرة على منشآت للنفط في السعودية، كما تستفيد من التفاؤل بشأن إمكانية حل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
لكن خبيرا نفطيا توقع في حديث للجزيرة نت أن يكسب الخام دولارا إلى دولارين في التعاملات خلال الفترة الحالية فقط، إلا إذا كانت هناك ضربة موجعة، بحسب وصفه.
وزادت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم نحو 1% بعد الهجوم الذي نفذه الحوثيون بطائرات مسيرة على منشآت نفطية بالشيبة في السعودية.
وقال إدوارد مويا "يستفيد النفط من التفاؤل العام المتمثل في أننا لن نشهد سيناريو الحرب التجارية الرهيبة وبعدما نبه هجوم بطائرة مسيرة على منشآت للنفط والغاز في السعودية الأسواق بأن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط لن تنتهي قريبا".
ويبحث المتعاملون عن أي مؤشرات على تراجع التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وارتفع خام القياس العالمي مزيج 1.1% إلى 59.28 دولارا للبرميل. كما ارتفع خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 1% إلى 55.42 دولارا للبرميل، بحلول الساعة الثالثة بالتوقيت العالمي تقريبا، قبل أن تتراجع تلك المكاسب لاحقا.
مخاوف
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس الأول إن هجوم جماعة الحوثي على حقل نفط سعودي السبت يستهدف تعطيل إمدادات النفط العالمية.
وأضاف الفالح أن "هذا الاستهداف لمنشآت حيوية لا يستهدف المملكة فحسب، وإنما يستهدف أمن إمدادات الطاقة للعالم".
وفي مايو/أيار الماضي أعلن الحوثيون شن هجوم مماثل بسبع طائرات مسيرة قالت إنه استهدف أرامكو.
وفي حديث للجزيرة نت قال وزير النفط العراقي السابق عصام الجلبي من الطبيعي أن تتأثر أسعار النفط بالهجمات خاصة إذا تكررت وأصابت أهدافها.
وأضاف أن هذه الهجمات تثير القلق لدى المتعاملين بالنفط، بجانب المخاوف بشأن الأزمات الأخرى بالخليج والحرب التجارية وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي.
وتوقع الجلبي أن تتأرجح أسعار النفط بين 55 إلى 65 دولارا في ظل مناوشات من هناك وهجمات من هناك، وقال "هناك عوامل تدفع الأسعار إلى الارتفاع مثل التوترات في الخليج وهناك عوامل أخرى تجر هذه الأسعار إلى الأسفل مثل الحرب التجارية بين أميركا والصين وتراجع نمو الطلب العالمي".
لكنه استدرك بالقول إن "هذه الأسعار قد تتغير في حال وقع حدث فوق العادة. ضربة موجعة من هذا الطرف أو ذاك".
وأثار تقرير متشائم لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) مخاوف بشأن نمو الطلب على النفط. ومن النادر أن تعلن أوبك رؤية متشائمة لتوقعات السوق.
وفي تقرير شهري، خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2019 بمقدار أربعين ألف برميل يوميا ليستقر عند 1.10 مليون برميل يوميا، وأشارت إلى أن السوق ستسجل فائضا طفيفا في 2020. ويرجع ذلك إلى ضعف النمو الاقتصادي، والمشكلات التجارية العالمية الجارية.
تفاؤل
من جهته، قال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إن ممثلي الشؤون التجارية في الولايات المتحدة والصين سيجرون محادثات في غضون عشرة أيام.
وأضاف "إذا نجحت هذه الاجتماعات... نعتزم دعوة (ممثلي) الصين للحضور إلى الولايات المتحدة" لدعم إحراز تقدم في المفاوضات من أجل إنهاء الحرب التجارية التي باتت تشكل خطرا محتملا على النمو الاقتصادي العالمي.