[ تحليق مكثف لطائرات سعودية في عدن.. والانتقالي يهدد بجعل الجنوب "كتلة مشتعلة" ]
شهدت مدينة عدن، جنوبي اليمن، فجر اليوم السبت، تحليقاً مكثفاً لمقاتلات حربية أطلقت قنابل ضوئية، في وقتٍ أعلنت فيه قوات موالية للإمارات أن الطائرات السعودية تطالبها بالانسحاب وتهدد بقصفها. في حين أصدر التحالف لاحقا بيانا اكد فيه سحب "المجلس الانتقالي الجنوبي" قواته وعناصره القتالية والعودة إلى مواقعه السابقة قبل الأحداث الأخيرة.
وأكد سكان لـ"العربي الجديد"، أن الطائرات الحربية حلقت على ارتفاع منخفض في سماء عدن، وأطلقت قنابل ضوئية فوق معسكرات تسيطر عليها قوات ما يُعرف بـ"الحزام الأمني" الموالية للإمارات.
ووفقاً لمصادر قريبة من الحكومة، فقد جاء التحليق بعد ساعات من انتهاء مهلة حددتها السعودية لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي والموالي لأبوظبي، للانسحاب من المواقع التي استولت عليها قواته في عدن أخيرا.
في غضون ذلك، أعلن اللواء الخامس في قوات الدعم والإسناد والمعروفة بـ"الحزام الأمني"، أن الطائرات السعودية تهدد بقصفه، بعدما طلبت من قوات اللواء الانسحاب من القصر الرئاسي الذي استولت عليه في عدن.
وقال اللواء، في بيان اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه: "طلبوا منا الانسحاب من القصر ومحيطه فانسحبنا، فكانت نواياهم بأن ترحل كافة قواتنا عن عدن، وهذا لا يمكن أن نرتضيه ما دامت أرواحنا في أجسادنا".
وأضاف البيان "للأسف الشديد تعرضنا لتهديدات بالقصف، والآن وفي هذه اللحظات (البيان بحدود الثالثة فجراً)، تقوم الطائرات السعودية بإطلاق صواريخ ضوئية على معسكر قواتنا في مقر اللواء الخامس دعم وإسناد في ردفان (بمحافظة لحج) في محاولة منها للكشف وربما القصف والاستهداف".
وهددت القوة المدعومة إماراتياً بأن أي استهداف لها سيجعل من الجنوب "كتلة مشتعلة ستحرق ما تبقى من سلام واستقرار في اليمن، والذي لم ولن تسلم منه السعودية".
وتابع البيان: "نودّ أن نوصل رسالتنا إلى كلّ أبناء شعبنا الجنوبي العظيم، بأنّ هذه الوسائل لا ولن ترهبنا، بل تزيدنا إصراراً وعزيمةً، فنحن قد عاهدنا الله وعاهدنا شهداءنا بأننا على دربهم لسائرون ولو ننتهي عن آخرنا"، مضيفاً: "لن نتراجع ولن نتزحزح ولن تخيفنا طائراتهم، فعزيمتنا كالجبال ولن تنحني وفي حال تعرضنا لأي قصف سيلاقون الردّ من شعب الجنوب وكافه قادته".
وكانت مصادر تابعة للتحالف قد أعلنت، الخميس الماضي، أن لجنة سعودية وصلت إلى عدن لاستلام المواقع التي سيطر عليها الانفصاليون الموالون للإمارات، إلا أن الأخيرين رفضوا الانسحاب، وأصدروا بياناً يعلنون فيه برنامجاً لإدارة المناطق الجنوبية لليمن.
والحاقاً لبيانها السابق الذي طلبت فيه وقفاً فورياً لإطلاق النار في عدن، ودعوة كلّ المكونات والتشكيلات العسكرية من "الانتقالي" وقوات "الحزام الأمني" إلى العودة الفورية لمواقعها والانسحاب من المواقع التي استولت عليها خلال الفترة، ثمّنت قيادة القوات المشتركة للتحالف، اليوم السبت، "استجابة الحكومة اليمنية الشرعية للدعوة لضبط النفس أثناء الأزمة، وتغليبها لمصالح الشعب اليمني، ومحافظتها على مكاسب تحالف "دعم الشرعية" في اليمن لأجل إعادة الدولة ومؤسساتها"، بحسب البيان.
وثمنت القيادة أيضاً "استجابة "الانتقالي" في عدن لدعوة السعودية والإمارات لوقف إطلاق النار، وتغليب الحكمة، ومصالح الشعب اليمني، وعدم الإضرار بها، أو المساس بالممتلكات العامة والخاصة، وسحب "الانتقالي" قواته وعناصره القتالية والعودة إلى مواقعه السابقة قبل الأحداث الأخيرة، وتسليم مقرات الحكومة اليمنية وبإشراف من التحالف.
ودعا البيان إلى "استمرار التهدئة وضبط النفس ووقف الخطاب الإعلامي المتشنج، وتعزيز لغة الحوار والتصالح وتوحيد الجهود في هذه المرحلة، والوقوف سوياً لإنهاء الانقلاب الحوثي ومشروع النظام الإيراني الهدام باليمن، وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين بالدولة اليمنية وشعب اليمن من التنظيمات الإرهابية، كالمليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، وتنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب و"داعش""، وفق ما جاء في البيان.
في سياق آخر، طالب أعضاء في مجلس النواب اليمني، الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالاستغناء عن مشاركة الإمارات في الحرب الدائرة في اليمن. وحمّل تسعة من أبرز النواب اليمنيين، في بيان مشترك، اليوم، السعودية مسؤولية الأحداث التي شهدتها عدن باعتبارها من يقود التحالف العربي. وشدّدوا على ضرورة تحمل هادي ونائبه مسؤولياتهم الدستورية والسيادية في مواجهة ما يحدث في المنطقة.
وطالب النواب التسعة رئيس الجمهورية "باستخدام صلاحياته بالاستغناء عن دولة الامارات العربية المتحدة في قوات التحالف العربية وخروج قواتها من كلّ اراضي الجمهورية اليمنية". كما طالبوه برفض كلّ الاجراءات التي اتخذها الانقلابيون في عدن، وعدم التفاوض معهم بأي حال من الاحوال، باعتبارهم متمردين ومنقلبين على السلطة الشرعية وخارجين عن الدستور والقانون مثلهم مثل الحوثيين الانقلابيين، وفق البيان.
وقال النواب إن على الحكومة اليمنية تحمل كافة مسؤولياتها التنفيذية تجاه ما هو حاصل في عدن. وحمل البيان جملة من المطالب أهمها: توجيه النائب العام باستصدار مذكرات للتحقيق مع كل من شارك وتواطأ مع الانقلاب في عدن، ومطالبة هيئة رئاسة مجلس النواب بسرعة دعوة المجلس للانعقاد في المناطق المحررّة في اسرع وقت ممكن ليتحمل مسؤولياته ووجباته الدستورية.
ودعا النواب اليمنيون كل مؤسسات الدولة السيادية (الرئاسة والحكومة والبرلمان) لممارسة مهامها ومسؤولياتها المناطة بها دستوراً وقانوناً من داخل الاراضي اليمنية المحررّة، مؤكدين ضرورة إلزام سفراء الجمهورية اليمنية في الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وفي غيرها من الدول باتخاذ كافة الاجراءات لإدانة الانقلاب في عدن.