[ فرانس برس : الرياض تحتاج إلى أبوظبي في اليمن ]
ذكرت وكالة «فرانس برس» أن الرياض وأبوظبي أظهرتا أنهما متحدتان في اليمن، لكن الاستيلاء على عدن من قبل الانفصاليين المدعومين من الإمارات يكشف عن انقسامات حادة، يقول محللون إنها تضعف حملتهما المشتركة ضد الحوثيين في اليمن.
وأضافت الوكالة في تقرير لها، أن الاستيلاء على القصر الرئاسي في المدينة الساحلية الجنوبية يوم السبت، وجّه ضربة جديدة للرياض التي قادت تدخلاً عسكرياً مكلفاً لمدة 4 سنوات فشل في هزيمة الحوثيين، في حين تسبب في أزمة إنسانية.
وتابعت، إن نوبة القتال المميتة في النزاع اليمني المدمر أصلاً خلقت مواجهة بين القوات الحكومية المدعومة من السعودية، وبين قوات الحزام الأمني المدربة في الإمارات، وكلاهما حلفاء ضد الحوثيين.
وأشارت إلى أن ولي عهد أبوظبي عقد محادثات مع الزعماء السعوديين بالقرب من مكة يوم الاثنين، تخللتها المصافحات والابتسامات لدعم دعوات الرياض للحوار بين الأطراف المتحاربة، لكن تحت السطح تكمن الانقسامات التي تغذي الاقتتال وتضعف الحملة لاقتلاع الحوثيين الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء كما يقول المحللون.
ونقلت الوكالة عن فاطمة أبوالأسرار المحللة اليمنية في واشنطن، قولها: «السعودية بحاجة إلى القوة المقاتلة الجنوبية -التي تدربت في الإمارات- إذا كان السعوديون بحاجة إلى الفوز في المعركة ضد الحوثيين المدعومين من إيران، فسوف يحتاجون إلى تشجيع وقف إطلاق النار والمصالحة بين الحكومة والانفصاليين».
ونقلت الوكالة عن ريان بوهل من مركز الدراسات الجيوسياسية الأميركي ستراتفور قوله: «الإحباط السعودي الرئيسي تجاه الإمارات سيكون شيئاً لا يستطيعون حله، بالنسبة للإمارات، كانت حرب اليمن حرباً اختيارية، أما بالنسبة للسعودية فإنها ليست كذلك، هذا الاختلاف الاستراتيجي الأساسي كان سيخلق دائماً احتكاكات».
وتابعت الوكالة: «إن الانسحاب العسكري للإمارات هو تطور آخر يبدو أنه ترك الرياض معزولة في اليمن، على الرغم من تأكيدات أبوظبي أنه مجرد تراجع تكتيكي، وليس انسحاباً كاملاً».
وقال أوليفر جيتا العضو المنتدب لشركة جلوبال سترات، وهي شركة استشارية في مجال المخاطر الجيوسياسية وفقاً للوكالة الفرنسية: «إنها ضربة كبيرة للتحالف السعودي في اليمن، وسيكون من الصعب على الرياض إيجاد بديل للإمارات»، وأضاف: «في الوقت الذي تزيد فيه التوترات في إيران من خطر نشوب صراع إقليمي».
وأضافت الوكالة: «من الواضح أن الإمارات تراجعت بشكل ملحوظ في خطابها المعادي لإيران في الأسابيع القليلة الماضية»، وذكرت الوكالة: «لكن الرياض تحتاج إلى دعم الإمارات لجلب الانفصاليين الجنوبيين إلى طاولة المفاوضات».
وأوضحت الوكالة أن الفراغ الأمني المحتمل قد يؤدي إلى تفاقم خطر وقوع الأسلحة الغربية في أيدي الجماعات المسلحة المحلية، خاصة بعد فشل مجلس الشيوخ الأميركي الشهر الماضي في منع صفقة أسلحة مثيرة للجدل بقيمة 8.1 مليار دولار إلى المملكة العربية السعودية.
وقالت بيكا فاسر المحللة السياسية في مؤسسة راند ومقرها الولايات المتحدة: «كانت هناك مخاوف بشأن مراقبة الاستخدام النهائي، التي أثيرت بشأن قيام السعودية والإمارات بنقل أسلحة أميركية إلى فصائل مختلفة في اليمن، وخاصة الانفصاليين الجنوبيين».