[ الاشتراكي: ما يحدث في عدن يلقي بظلاله القاتمة على مدى التعاطي مع قيم التعايش ]
حذرت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني، من خطورة الأفعال الغير مسؤولة في ترحيل المواطنين الأبرياء التي أعقبت تفجيرات عدن الإرهابية، وما أعقب ذلك من تصرفات غير مسؤولة.
وأشارت في بيان لها إلى أنها تمثل خطرا حقيقيا يلقي بظلاله القاتمة على مدى التعاطي مع قيم التعايش وحقوق الإنسان والانتصار لقضايا الناس.
وقالت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي إن القوى المناهضة للقضية الجنوبية، نجحت حتى الآن في توظيف التصرفات الفردية الحمقاء التي طالت بعض المواطنين والعمال من أبناء المحافظات الشمالية في عدن، لجر المعركة بعيدا عن مضامينها، وكذا صرف الأنظار عن التعاطف والتنديد بالجريمتين الإرهابيتين اللتين شهدتهما عدن نهاية الأسبوع الماضي، وحولتهما باتجاه معاكس.
وأعربت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي، عن قلقها الكبير من تداعيات المشهد في العاصمة المؤقتة عدن، بعد الجريمتين اللتين استشهد فيهما العشرات من العسكريين والأمنيين، في شرطة الشيخ عثمان، ومعسكر الجلاء، منتقدة التصرفات الغير مسؤولة التي أعقبت تلك التفجيرات.
ولفتت إلى أن "ردود الافعال المتطرفة لا تخدم قضية ولا تؤمن شارعا، كونها تتحول إلى مادة إعلامية خصبة بيد جهات شديدة الخبث والمكر"، مبينة أن من أسمتهم المتطرفين يوفرون الفرص لهزيمة القضايا الوطنية، في مواجهات عبثية غير مسؤولة.
وتابعت أن بعض المتطرفين يوفرون الفرص لاختراقات داخلية تقود إلى استنزاف الجهد في معارك جانبية يستفيد منها الأعداء والخصوم، مضيفةً: "لعل التماهي مع شعارات وضجيج العامة المؤججة للصراع يحرف مسارات المعركة ويعكس تراجع وعدالة القضايا التي تخاض النضالات من أجلها".
نص البيان
تتابع الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بقلق كبير تداعيات المشهد في العاصمة عدن بعد جريمة التفجيرين اللذين أوديا باستشهاد عدد من العسكريين والأمنيين في شرطة الشيخ عثمان ومعسكر الجلاء ، وما أعقب ذلك من تصرفات غير مسؤولة في ترحيل المواطنين الأبرياء .
وبقدر فجاجة تلك الأفعال التي يجب إدانتها ورفضها من الجميع ، بقدر ما تشكله من خطر حقيقي يلقي بظلاله القاتمة على مدى التعاطي مع قيم التعايش وحقوق الإنسان والانتصار لقضايا الناس ..
لقد نجحت القوى المناهضة للقضية الجنوبية حتى الآن من توظيف التصرفات الفردية الحمقاء التي طالت بعض المواطنين والعمال من المحافظات الشمالية في عدن لجر المعركة بعيدا جدا عن مضامينها وصرفت الأنظار عن التعاطف والتنديد بالجريمتين الارهابيتين وحولته باتجاه معاكس في سلوك أرعن بترحيل مواطنين أبرياء قذفت بهم الحرب للاحتماء بعدن ، والبحث عن لقمة العيش لأبنائهم وهو الأمر الذي سيعمل على الحاق أفدح الاضرار بالقضية الجنوبية ناهيك عن التشوهات التي سيسببها ذلك السلوك المناقض تماما لأخلاقيات ووعي أبناء عدن والجنوب والإنسان .
ان ردود الافعال المتطرفة لا تخدم قضية ولا تؤمن شارعا ،كونها تتحول إلى مادة إعلامية خصبة بيد جهات شديدة الخبث والمكر ، ذلك أن المتطرفين يوفرون الفرص لهزيمة القضايا الوطنية في مواجهات عبثية لا مسئولة ، كما يوفرون الفرص لاختراقات داخلية تقود إلى استنزاف الجهد في معارك جانبية يستفيد منها الأعداء والخصوم . ولعل التماهي مع شعارات وضجيج العامة المؤججة للصراع يحرف مسارات المعركة ويعكس تراجع وعدالة القضايا التي تخاض النضالات من أجلها ..
إن هشاشة الوضع السياسي والإعلامي في المعسكر المناوئ للانقلابيين ، وقدرة أطراف كثيرة على استغلال التباينات المتصاعدة بين القوى والمكونات المناهضة للانقلاب الحوثي ، وغياب المعالجات التي تحول دون استمرار حالة التصعيد ، لسوف تدخل المحافظات المحررة في أتون صراع داخلي بما له من دلالة على خطورة الوضع وتعقيداته ، ويقدم للانقلابيين الفرصة في إلحاق الضرر و الاختراقات في معسكر الشرعية ، واستثمار هذا الخلل وتوظيفه لصالح الأجندة المعادية للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ، وان استمرار هذا الوضع سيقود الى انفجار كبير سيدفع الجنوب وعدن خاصة ثمنه باهضا ، ولن يكون هناك مستقبل لعدن على المدى القريب ان هي غرقت مرة أخرى بالصراعات الداخلية فلقد أضحت مدينة متخمة بالجيوش التي يفترض أن تكون خارجها ، وبالاجهزة الأمنية الكثيرة التي يجب أن تحميها من تسرب المخدرات والاسلحة والسيارات المفخخة ..
على الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن وكل التشكيلات الأمنية القيام بواجبها في سرعة العمل على احتواء الآثار السلبية التي تبعت تفجيرات عدن الخميس الفارط ، وتخفيف حدة الاحتقان جراء استهداف جهات غير معلومة لمواطنين من أبناء محافظات الشمال ، وتوحيد الجهود للحفاظ على مدينة عدن كمدينة كونية مفتوحة للجميع دون أن تستثني أحدا ، كانت ويجب أن تظل كذلك ..
إن العنصرية المقيتة والمناطقية البلهاء لاتنسجم في أي حال من الأحوال مع منطق الدين والعصر ولا يمكن لها أن تقود أصحابها إلا إلى قارعة التأريخ، بعيدا عن الفكر الإنساني الذي يؤمن بالديمقراطية وقيم النضال من أجل نصرة المستضعفين، وإحقاق العدل والحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان والسلام . وعلى ذلك فإن الثأر لدماء الشهداء لا يأتي عن طريق الإنتقام المشحون بالغضب والفرز المناطقي والجهوي ، وما يولده من إنفعالات دون حساب لنتائجه السلبية والذي قد يطال الأبرياء ممن هم خارج دائرة الفعل الإجرامي المعادي للجنوب وقضيته ولليمن كلها ، وهي أدوات معروفة للجميع . الإنتقام يجب أن يرتقي في استحضار أخلاقيات وقيم الثوار النبيلة، وما ناضل من أجله الشهداء ويقطع الطريق أمام كل المحاولات التي تدفع بردات الفعل العفوية إلى دائرة الفوضى والإساءة لنضالات الشعب وتضحياته العظيمة ، وبما يكشف حجم الإختراقات غير المستبعدة والتي قد تكون أخفت دورها القذر بأقنعة الغيرة على الجنوب والثأر لدماء شهدائه الأبرار . ومهما كانت فداحة الخسارة والمصاب الجلل فلا يجب أن تقودنا إلى ردود أفعال ساذجة تخدم في محصلتها قوى الارهاب والخراب ..
-----------------------
صادر عن الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني