[ جنود ينقلون أحد المصابين جراء الهجوم على معسكر الجلاء في عدن (رويترز) ]
مرة أخرى تعود جماعة الحوثي لاستهداف العاصمة المؤقتة عدن (جنوبي اليمن)، حيث تبنت هجوما على عرض عسكري لقوات مدعومة من الإمارات في معسكر الجلاء مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وتوعدت بتصعيد أكبر ضد حلفاء الإمارات جنوبي اليمن.
وقال متحدث باسم الحوثيين إن الهجوم تم بطائرة مسيرة من نوع "قاصف كي2" وصاروخ بالستي متوسط المدى.
وأضاف أن القوات المشاركة في العرض العسكري الذي جرى استهدافه كان يجري إعدادها لهجوم على مواقع للحوثيين في محافظتي الضالع وتعز اللتين يسيطرون على أجزاء منهما.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن 36 شخصا -بينهم قيادات أمنية وعسكرية- قتلوا في القصف. ومن أبرز القتلى قائد اللواء الأول في قوات الحزام الأمني منير اليافعي المكنى "أبو اليمامة". وأصيب العشرات أيضا في الهجوم الثاني من نوعه خلال العام الجاري.
وتزامن استهداف قوات الحزام الأمني في معسكر الجلاء بالعاصمة اليمنية المؤقتة مع تفجيرات وُصفت بالانتحارية استهدفت شرطة حي الشيخ عثمان بعدن، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأمنيين.
ويأتي تصعيد الحوثيين في وقت يجري فيه الحديث عن تفاهمات واتصالات بينهم وبين الإمارات، وعن سحب أبو ظبي بعض قواتها من الساحل الغربي على البحر الأحمر، وهو ما يدفع البعض للتساؤل عن توقيت ودلالات هذا التصعيد.
تصعيد أكبر
وعن دوافع العملية وتوقيتها، قال أحد أعضاء المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي للجزيرة نت إن لدى الجماعة قائمة بأهداف تقوم بتنفيذها بشكل منتظم، سواء في عمق ما سماها دول العدوان (السعودية والإمارات)، أو من خلال استهداف ما وصفها بأدواتهم في الداخل اليمني.
وأشار القيادي الحوثي -الذي رفض كشف هويته- إلى أن قيادات ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي تحركهم الإمارات، معتبرا أنهم يعبثون بمقدرات وحياة اليمنيين.
كما أشار إلى أن من دوافع العملية أن القوات التي تمت مهاجمتها في معسكر الجلاء بعدن كانت تخطط للزحف على مواقع قوات الجيش واللجان الشعبية (القوات الخاضعة للحوثيين) في محافظتي الضالع وتعز.
وتوعد القيادي الحوثي بأن هذه العملية لن تكون الأخيرة، وستتبعها عمليات أخرى بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، قائلا إن هذين السلاحين أصبحا أكثر استعدادا للقيام بعمليات نوعية خلال الأيام القادمة.
وقال القيادي الحوثي الآخر محمد البخيتي إن كل قادة الحزام الأمني المدعوم من الإمارات باتوا أهدافا للهجمات المقبلة.
وأضاف في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن الطرف الذي أعلن العدوان هو الذي يتحمل مسؤولية الدماء، على حد تعبيره.
أبعاد أخرى
وفيما يتعلق بدلالات الهجوم الحوثي في عدن، قال رئيس مركز "أبعاد" للدراسات عبد السلام محمد إن الحوثيين لا تهمهم أي اتفاقات أو تفاهمات معهم أو مع إيران، وأنهم إذا وجدوا الفرصة سانحة لتعزيز قوتهم وإعادة سيطرتهم فلن يترددوا في القيام بذلك.
وأضاف محمد في تصريح للجزيرة نت أنه يبدو واضحا أن لدى الحوثيين معلومات استخباراتية دقيقة في عدن، وطالما أنهم أعلنوا مسؤوليتهم عن قصف معسكر الجلاء، فيجب البحث عمن تعاون معهم استخباراتيا لإنجاح هذا الهجوم.
وتابع أن الحوثيين ربما تعاونوا مع نظام أو دولة أخرى لجمع معلومات تساعدهم على تعزيز رصيد "الانتصارات" على الإمارات، وتمكين إيران من ممارسة ضغط أكبر.
وأشار الخبير اليمني إلى سيناريو آخر، وهو أن الحوثيين ربما حصلوا على المعلومات التي مكنتهم من استهداف المعسكر من جهات منخرطة في تصفيات داخلية وتتنافس على قيادة الحراك المسلح في جنوبي اليمن.