[ خزان صافر العائم في ميناء رأس عيسى ]
قالت صحيفة ألموندو الإسبانية إن ناقلة نفط مهجورة ترسو شمال الحُديدة اليمنية منذ أربع سنوات يمكن أن تنفجر في أي وقت، علما أنها تحتوي على أكثر من مليون برميل من النفط.
مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط فرانسيسكو كاريون قال في تقرير له عن الموضوع إن ناقلة النفط المهجورة، والمتهالكة بسبب بقائها لمدة أربع سنوات دون صيانة؛ تهدد بكارثة بيئية لا يمكن تصور عواقبها حتى الآن في منطقة البحر الأحمر.
وأشار إلى أن تلك الكارثة يمكن أن تعادل تداعياتها أربعة أضعاف تداعيات كارثة تسرب إيكسون فالديز النفطي، التي لطخت ساحل ألاسكا قبل ثلاثة عقود.
ونقل كاريون عن منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك قوله "يمكننا أن نشهد تلوث ساحل البحر الأحمر بأكمله إذا تعرضت الناقلة لعملية تسرّب أو انفجار، ويمكن أن يمتد التسرّب النفطي من باب المندب إلى قناة السويس، وربما بعيدًا عن مضيق هرمز أيضا، وذلك حسب الفترة الزمنية من السنة التي سيقع خلالها الحادث وعلى تدفقات المياه".
وأبرز الكاتب أن التحذيرات من خطر الناقلة لم تولّد أية رد فعل بين أطراف الصراع في اليمن.
وأضاف أن السفينة كانت تستخدم كمستودع عائم ومحطة لتصدير النفط الخام، وهي راسية على بعد بضعة كيلومترات من ميناء رأس عيسى الواقع في شمال مدينة الحُديدة الإستراتيجية.
غنيمة حرب
وتحولت هذه السفينة إلى غنيمة حرب، حيث رفض الحوثيون أن يشرف وفد من خبراء الأمم المتحدة على تفتيشها، إذ يمكن لهذه الجماعة المتمردة أن تكسب منها دخلا يزيد على سبعين مليون يورو بفضل حمولتها.
وأشار الكاتب إلى أن هذه السفينة أحادية الهيكل، وبُنيت في اليابان سنة 1976، وهي تابعة لشركة "صافر" لعمليات الإنتاج والاستكشاف، وهي شركة النفط الرئيسية في اليمن سابقا.
وأورد الكاتب أن السفينة ظلّت عالقة وغير مستخدمة منذ بداية قصف التحالف بقيادة السعودية لليمن قبل أربع سنوات، ولم تشتغل محركاتها منذ سنة 2015، ناهيك عن تعرض هيكلها للرطوبة والتآكل.
وأردف كاريون أنه رغم عدم وجود أرقام دقيقة، فإن منظمة الأمم المتحدة تقدر أن السفينة لا تزال تحتوي على 1.14 مليون برميل من النفط الخام، وعموما، تثير هذه الحمولة مخاوف تتعلق بإمكانية وقوع انفجار.
وفي شأن ذي صلة، حذّرت وثيقة مفصلة صادرة عن مؤسسة أتلانتيك كاونسيل من أن "الغازات الموجود في صهاريج التخزين تمثل أكبر مصدر للقلق".
ونوه كاريون إلى أن خطر تفاعل كيميائي يحدق بناقلة النفط، مشيرا إلى أن الحوثيين يحاولون الحيلولة دون وقوع ذلك من خلال الحفاظ على مستوى الأكسجين في معدل أقل 11%.
لكنه نقل عن وثيقة لأتلانتيك كاونسيل قولها إن "تجاوز المعدل المذكور يجعل ناقلة النفط قابلة للاشتعال، ويمكن أن تتحول إلى قنبلة عملاقة".
تحرك حكومي
وأشار الكاتب إلى أنه منذ أسابيع أصدرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا شريط فيديو تطالب فيه بتفتيش السفينة وسحب حمولتها.
وبين الكاتب أن هذه القنبلة العائمة بمثابة رمز الخلاف الدائر بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، حول السيطرة على ميناء الحديدة.
ولا تزال هذه السفينة العملاقة تهدد مياه البحر الأحمر، الذي يسبح في أعماقه نحو ستمئة نوع من الأسماك واللافقاريات، ويشمل نظاما بيئيا غنيا وفريدا من نوعه.
من جانبه، حذر مارك لوكوك من أنه "في حال تسرب النفط في البحر، سيطالب العالم أولئك الذين كان بإمكانهم تجنب الكارثة واختاروا عدم القيام بذلك، بأن يقدموا تفسيرا لتلكئهم".