[ دعم سعودي إماراتي لقوات تعمل خارج الحكومة الشرعية ]
عمدت قيادة الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتياً، مؤخراً، إلى إنشاء قوات جديدة مماثلة لقوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات، حملت تسمية ألوية الصاعقة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الترتيبات الجارية حالياً تسعى لإنشاء نحو خمسة ألوية صاعقة، كمرحلة أولية، وموزعة على محافظات إقليم عدن، حيث تم تعيين قادة الألوية من قبل رئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، وبدعم وإشراف مباشر من دولة الإمارات ممثلةً بقائد مُعسكر التحالف العربي في عدن، العميد راشد الغفلي.
ووفقا للمصادر، فإن قائد القوات الإماراتية العميد راشد الغفلي يشرف على إنشاء ألوية جديدة تابعة للمجلس الانتقالي تسمى ألوية الصاعقة، وهي قوات تضاف لقوات الحزام الأمني، وجميعها ليست خاضعة للحكومة الشرعية.
واختتم أمس الثلاثاء حفل تخرج دفعة عسكرية تم تخرجها من مُعسكر رأس عباس، غربي عدن، والذي تُشرف فيه القوات الإماراتية على عمليات التدريب والتأهيل، بحضور رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي أحمد سعيد بن بريك ومعه قائد القوات الإماراتية العميد راشد الغفلي.
ويتولى قيادة ألوية الصاعقة محمد قاسم الزبيدي الذي يحمل رتبة عميد بقرار من شقيقه عيدروس الذي يحمل رتبة لواء.
وفي المهرة (شرقي اليمن) أشرف قائد القوات السعودية العميد أحمد تركي العصلاني على تسليم ثلاثين طقما عسكريا لما يسمى بالقوات الخاصة التي لا تتبع أي جهة حكومية في الشرعية ويقودها محافظ المهرة راجح باكريت.
ودشن محافظ المهرة راجح باكريت -المتهم بقضايا فساد- اليوم الأربعاء، بمعية قائد التحالف العربي العميد السعودي أحمد تركي العصلاني، عملية تسليح كتيبة المهام الخاصة (مليشيا غير نظامية) بأطقم قتالية وعربات في إطار تجهيزها وتسليحها.
وتشهد محافظة المهرة منذ مطلع العام الماضي احتجاجات شعبية رافضة للتواجد العسكري السعودي على أرض المهرة ومطالبة بإقالة المحافظ راجح باكريت المتهم بقضايا فساد ومخالفات قانونية، بحسب مذكرات صادرة من النائب العام وهيئة مكافحة الفساد.
وأطبقت الإمارات بعد أزيد من ثلاث سنوات من إطلاق "عاصفة الحزم" التي تشنها السعودية وحلفائها، في اليمن، سطوتها شبه التامة على الوضع في الجنوب. ويتأتى النفوذ الإماراتي عبر عدد من الأدوات والكيانات والأذرع العسكرية التي أنشأتها وتديرها وفق مخططاتها.
تغلغل الإمارات جنوب اليمن كان مخططا له من أول يوم وطأت فيه قواتها المناطق التي تم تحريرها وكانت رهانها الإستراتيجي قبل أي محافظة أخرى.
وكان تقرير للجنة الخبراء الأممية بشأن اليمن المقدم إلى مجلس الأمن مؤخرا، قد نبه إلى تعاظم عدد من الكيانات العسكرية، أنشأها التحالف العربي، منذ أواخر عام 2015، وتشكل أكبر ورقة ضغط ضد شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. ويقصد التقرير بالكيانات (قوات النخب الحضرمية، والشبوانية، والمهرية، مع قوات الحزام الأمني، في عدن، ولحج، وأبين).
التقرير نبه أيضا إلى الأدوار السلبية التي تلعبها القوات المقاتلة بالوكالة كما وصفها، والمدعومة من دول أعضاء في التحالف، وتشكل تهديداً للاستقرار والأمن والسلام في اليمن، وستؤدي لتفكيك الدولة اليمنية ما لم تخضع لسيطرة يمنية مباشرة.
وتؤكد المعطيات الميدانية والرصد لتطور الأحداث أن هذه الكيانات المؤسسة في المحافظات الجنوبية، لا تدين بالولاء ولا تأتمر بأوامر الجيش الوطني وقياداته الموالية للشرعية، ويقوم خبراء عسكريون تابعون للتحالف بتدريبها (إماراتيون تحديدا) في مقرات داخل اليمن، كمطار الريان بالمكلا، وخارج اليمن، تحديداً في إريتريا.
السطوة الإماراتية على الوضع جنوب اليمن ترسخت مطلع 2016 بعد أسابيع قليلة من استعادة قوات التحالف للوضع ولم تكن هذه المرحلة سوى التأسيس لنفوذ يتوسع ويتطور.