[ الثلاسيميا مرض واسع الانتشار في اليمن ]
يعاني اليمنيون من الأمراض المستعصية والمزمنة التي ازدادت أعدادها في ظل الحرب كأمراض فقر الدم الوراثية، وتحديداً مرض الثلاسيميا، من بين هذه الأمراض التي تؤرق اليمنيين.
تواجه مئات الحالات المصابة بالمرض، ارتفاع أسعار الأدوية وضعف الإمكانات الطبية المحدودة، ففي صنعاء وحدها ما يزيد عن 8000 حالة مرضية رصدها مركز واحد في صنعاء.
وأمل الشيباني مريضةٌ بفقر الدم الوراثي، تتردد بشكل دوري إلى المستشفى للحصول على مادة البلازما أو أية أدوية أخرى تستلزمها حالتها، حيث اكتشفت أمل إصابتها بمرض الثلاسيميا قبل اثني عشر عاماً، ومنذ ذلك الحين تغيرت أيامها لواقع من المعاناة، وأصبحت مهددة بفقدان حياتها.
تقول الشيباني: "إذا ساءت حالتي المرضية فذلك يتسبب بدخولي في غيبوبة وأعراض كثيرة، حتى أن المرض هذا يتسبب بحصى في الكلى أو حصى بالمرارة، وإذا لم تكن هناك مساعدة من الأطباء فالشخص معرض لأن يفقد حياته".
ويرتفع عدد مرضى الثلاسيميا في صنعاء كل يوم، وتستقبل الجمعية ما يقدر بعشر حالات جديدة في اليوم الواحد، لكن وبسبب العجز المادي وانعدام الأدوية يواجه المرضى خطر الموت في حال لم يتم توفير يتطلبه علاجهم.
ومع انعدام الأدوية لدى الجهات المختصة، وارتفاع ثمنها في الأسواق الخاصة، أصبح الوضع لا يهدد حياة أمل فقط بل حياة الآلاف من المرضى.
وتقول الطبيبة بثينة الدعيس طبيبة الجمعية: "مريض الثلاسيميا بسبب كثرة نقل الدم، يكون عرضة لترسب الحديد، وخصوصاً بعد خمس عشرة إلى عشر مرات نقل دم، ونبدأ بصرف الأدوية سحب الحديد، وهذا الدواء غير متوفر، حيث كانت وزارة الصحة تتكفل بصرفه، لارتفاع سعره".
كما يقول، اسماعيل القباطي، مدير مركز رعاية مرضى الثلاسيميا والدم الوراثي إن "إجمالي عدد الحالات المسجلة لدينا في مركز صنعاء، خمسة ألف وأربعمائة واثنين وثمانين حالة، ما بين أنيميا منجلية وثلاسيميا وغيرها من الحالات النادرة"، مبيناً "تعدت الوفيات مائتا حالة مرضية، بسبب الأوضاع التي تشهدها بلادنا".
وأدى استمرار الحرب، وتبعاتها في مختلف الجوانب، خصوصاً الجانب الصحي بتفاقم الأخطار المحدقة بمرضى الثلاسيميا في اليمن، إذ أن انعدام الحد الأدنى من تغطية الاحتياجات الدوائية للمرض، سيؤدي لكارثة إنسانية بحق هؤلاء المرضى.