[ البرنامج طالب بتسهيل عمله في مناطق سيطرة الحوثيين ]
عادت حالة التأزم بين برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وجماعة الحوثي في اليمن، على خلفية المساعدات الإغاثية التي يقدمها البرنامج في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي حين اتهم البرنامج الحوثيين بإعاقة عمله في إيصال المساعدات لمن يحتاجها والتلاعب بها، اتهمت جماعة الحوثي البرنامج بتوريد كمية من دقيق القمح غير صالحة للاستخدام البشري.
وقال المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي -خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن المنعقدة أمس الثلاثاء- إن البرنامج يواجه مقاومة عنيفة من الحوثيين للقيام بوظيفته في مساعدة الناس للبقاء على قيد الحياة، مؤكدا وجود تلاعب بالمساعدات الغذائية في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين على حساب الأطفال والنساء والرجال الذين هم في أمس الحاجة إليها، وفق تعبيره.
"اليوم لابد ان أبلغكم بأن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يتم منعه من إيصال المساعدات الغذائية الي الأشخاص الأشد جوعاً في #اليمن، حيث يتم التلاعب بالمساعدات الغذائية في المناطق التي تخضع لسيطرة أنصار الله على حساب الأطفال والنساء والرجال الذين هم في أمس الحاجة اليها." pic.twitter.com/eNhi6nOYKz
— WFP بالعربي (@WFP_AR) June 17, 2019
وأبلغ بيزلي أعضاء مجلس الأمن أن البرنامج لديه الدعم المادي الكافي في اليمن ويحصل على أكثر من من 150 مليون دولار شهريا لتقديم المساعدات الغذائية إلى اليمنيين الأكثر احتياجا، لكنه يحتاج إلى التمكن من الوصول إلى من يحتاج المساعدة في اليمن.
وخاطب الأعضاء قائلا: "أتوسل إلى جميع المعنيين بهذا الأمر أن يفعلوا كل ما في وسعهم للسماح لنا بالقيام بعملنا في إنقاذ الأرواح"، مشيرا إلى أن البرنامج لديه الدعم المادي الكافي في اليمن، معتبرا أن هذا الأمر يخص نزاهة الأمم المتحدة والنظام الإنساني حول العالم.
وأضاف: "وعندما تذهب هذه المساعدات إلى من لا يحتاجها أو يستحقها وتفشل في الوصول إلى أكثر الناس فقرا، فإن ذلك يكون خذلانا للإنسانية، ولا يمكننا السماح باستمرار هذا الوضع".
"الوضع الإنساني في #اليمن مؤسف. وعلى الرغم من المعاناة الهائلة التي يعانيها 20 مليون يمني، نواجه مقاومة عنيفة للقيام بوظيفتنا وهي محاولة مساعدة الناس في البقاء على قيد الحياة." - ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي pic.twitter.com/XXSP7uUDbh
— WFP بالعربي (@WFP_AR) June 17, 2019
وكان ديفيد بيزلي أعلن احتمال البدء في تعليق المساعدات الغذائية في اليمن تدريجيا هذا الأسبوع بسبب تحويل المساعدات لأغراض غير المخصصة لها وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وفقا لرويترز.
وعكست تصريحات المدير التنفيذي للبرنامج حالة التأزم بين الطرفين، والتي تفاقمت مؤخرا في ظل ارتفاع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية والتي قدرها البرنامج بأكثر من 20 مليون يمني.
وردا على تلك الاتهامات، أعلنت جماعة الحوثي أن هيئة المواصفات والمقايس التي تخضع لإشرافها ضبطت باخرة محملة بـ120000 كيس من دقيق القمح تتبع برنامج الغذاء العالمي في ميناء الحديدة غير صالحة للاستخدام البشري، وفقا لخدمة المسيرة الإخبارية التابعة للجماعة.
وسعيا لاحتواء التصعيد التقى رئيس مجلس الوزراء في حكومة الحوثيين الغير معترف بها دوليا في صنعاء الاثنين الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي استيفن أندرسون، وناقشا سير نشاط البرنامج الإنساني وآلية عملة للفترة المقبلة، وفقا لوكالة سبأ التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في صنعاء.
اللقاء الذي انعقد بحضور مسؤولين في حكومة الحوثيين تركز على ما وصف بالجهد المشترك بين الجانبين والشفافية وتوطيد مقومات الاستقرار لضمان وصول المساعدات إلى الشرائح الاجتماعية المستهدفة والأكثر احتياجا.
ووفقا لما نشرته وكالة "سبأ" في موقعها الإلكتروني فقد اتفق الجانبان على السير الجماعي في بحث الآلية الجديدة المقترحة من قبل البرنامج الأممي (لم يكشف عن طبيعتها) وصولا إلى اتفاق يحقق غاية الجميع في سلامة المواد الغذائية المقدمة عبر البرنامج وآلية وصولها الشفافة إلى المستفيدين.
وكان البرنامج اتهم في وقت سابق جماعة الحوثي بالتلاعب بالمساعدات الغذائية، وعدم إيصالها لمستحقيها، وتوزيعها للمنتمين والمقربين من الجماعة.