أفصحت معلومات عن أن ميليشيات الحوثي عمدت إلى استخدام المنشآت الحكومية والعامة والمدنية والمدارس لتخزين المعدات والآليات والأسلحة، إضافة إلى استخدامها ومواقع عسكرية، والتي تأتي ضمن سياق انتهاكات حقوق الإنسان وتعد جرائم حرب.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» فإن هذه الأفعال الإرهابية من قبل ميليشيات الحوثيين دفعت بعض الناشطين، وبعض العاملين في مؤسسات المجتمع المدني، إلى العمل على توثيق تلك الانتهاكات والاستخدامات القذرة للمنشآت المدنية في الحرب من قبل الحوثيين وأنصار صالح للتمهيد لتقديمهم للمحاكمة الدولية في حالة إفلاتهم من قوات الشرعية.
وفي أبريل (نيسان) الماضي قال العميد أحمد عسيري الناطق باسم قوات التحالف إنه بعد مرور نحو عشرين يوما من إعلان التحالف بدء عملياته العسكرية في اليمن لمساندة الشرعية، عمد المسلحين لاستخدام المدارس والمستشفيات والملاعب الرياضية لتخزين المعدات والآليات، حيث أكد هذا التصريح في تلك المرحلة مدى دقة المعلومات التي يمتلكها التحالف، والتي أثبتت الأيام اللاحقة صحة هذه المعلومات وفقًا للمصادر.
وبعد أيام من هذا التصريح قام المسلحون الحوثيون بضرب مصانع «مجموعة إخوان ثابت» بمحافظة الحديدة الذي راح ضحيته العشرات من القتلى والجرحى، وإن سبب استهداف الحوثيين لمصنع الألبان هو أن المالكين من «مجموعة إخوان ثابت» رفضوا طلبا تقدم به الحوثيون بحصولهم على الدعم المادي لعمليات الحوثيين العسكرية من المجموعة، بالإضافة إلى تخزين أسلحة بداخل المصنع ومضادات الطائرات، وإن «إخوان ثابت» رفضت طلبهم ما جعل المسلحين الحوثيين يستهدفون المصنع بقذيفة من الأرض.
وبحسب المعلومات لحق ذلك قيام موظفين وموظفات مستشفى الثورة العام بمحافظة إب إضرابًا عن العمل للمطالبة بخروج المظاهر والميليشيات الحوثية المسلحة من داخل هيئة مستشفى الثور من باب الخوف من حدوث قصف طيران التحالف على مواقع الحوثيين، وهو ما يؤكد قيام الحوثيين باستخدام المستشفى كمنشأة عسكرية.
وتضمنت المعلومات أن الحوثيين عقدوا عدة اجتماعات بمستشفى الثورة، والمستشفى الجمهوري بصنعاء، وذلك باعتبار أنها مواقع آمنة، وقد ذكرت كذلك عدة تقارير بقيام صالح وعدد من قادة الحرس الجمهوري باستخدام مسجد شارع الخمسة وأربعين للاجتماعات العاجلة.
ولم يقتصر استغلال صالح والحوثيين للمستشفيات والمساجد، بل حتى الملاعب الرياضية كانت مواقع مميزة لقواتهم وتحولت إلى معسكرات، ففي محافظة إب وذمار، تحولت الملاعب والمدن الرياضية إلى قواعد عسكرية، وفي محافظة تعز احتلوا نادي الصقر لكرة القدم في بير باشا، حيث نشروا الدبابات التي تقصف يوميا الأحياء السكنية في المناطق التي حررتها المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وهي مدينة ذبحان الرياضية بذمار.
ولم يقتصر انتهاك الحوثيين وأعوان صالح علي المنشآت الحكومية والعامة، بل إنهم استخدموا الأحياء السكنية الآمنة والفنادق، وكانت عدد من وسائل الإعلام نقلا عن شهود عيان ومصادر أمنية مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا، أغلبهم من المسلحين الحوثيين، كانوا مع نزلاء مدنيين داخل فندقين شمال العاصمة استهدفتهما مقاتلات التحالف العربي صباح اليوم التالي بعدة غارات جوية.
وقال شهود عيان، إن عدة منازل مجاورة لأحد الفنادق المستهدفة تضررت من القصف بينها منزل لأحد قيادات الحركة الحوثية، في الوقت الذي تحدث فيه المصدر الأمني عن استهداف اجتماعات للحوثيين بينهم قيادات ميدانية كانت تتخذ من الفندقين مقرات لاجتماعاتها وإقامتها. وفي مدينة تعز الخاضعة لحصار مطبق من المتمردين، أكد المحامي، توفيق الشعبي، أن المدارس والجامعات والمنشآت العامة والحكومية والمرافق الصحية باتت مخازن أسلحة ومواقع عسكرية للميليشيات الموالية لإيران، وقال الشعبي، وهو أمين عام نقابة المحامين في تعز، إن أكثر من 31 مدرسة تخضع في «الوقت الراهن» لسيطرة الميليشيات في المدينة، بالإضافة إلى جامعات عدة، أبرزها المبنى الجديد لكلية الطب والجامعة الكبرى.
وبالإضافة إلى استخدامها لتخزين الأسلحة والذخائر، نشر الحوثيون وأتباع صالح في ملاعب المدارس وباحات الجامعات المدفعية والدبابات التي تقصف الأحياء السكنية في تعز، مما يدفع القوات الشرعية والمقاومة إلى الرد على مصدر النيران.