[ تسجيل 28 حالة وفاة بالكوليرا في تعز ]
اجتاح وباء الكوليرا مدينة تعز وأريافها مجددا، في ظل أزمة مياه حادة تضرب المدينة، وتراكم النفايات بصورة غير مسبوقة.
ووفقاً لآخر إحصائيات رسمية تم تسجيل 28 حالة وفاة بسبب الوباء، بينما بلغ عدد حالات الاشتباه بالإصابة إلى ستة آلاف و202 حالة و391 حالة مؤكد إصابتها بمرض الكوليرا بالفحص الزراعي.
وأضاف بيان مكتب الصحة أن المديريات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي تعاني من ارتفاع كبير في عدد الإصابة بالمرض، لافتا إلى أن مديرية التعزية سجلت أكبر عدد في حالات الإصابة بينما سجلت مديرية ماوية أكبر عدد بحالات الوفاة.
ويقول مركز الكوليرا في مستشفى الجمهوري بمدينة تعز لـ"الموقع بوست" إنه من المفترض أن تكون هناك فرق استجابة في المناطق الموبوءة التي يتم الرفع بها يوميا من مركز الكوليرا وباقي المراكز الأخرى إلى الجهات المختصة لتقوم بإرسال فرق إلى هذه المناطق لعمل الحلول التي تسمى بفرق الاستجابة بكلورة المياه، وصرف أدوات النظافة والتعقيم للأسر المصابة بوباء الكوليرا.
وتتفاقم المعاناة في مدينة تعز، بسبب ارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة، ورفض المستشفيات الحكومية استقبال حالات جديدة للعلاج ما نتج عنه وفاة العشرات من الحالات المصابة بوباء الكوليرا.
وازداد قلق سكان مدينة تعز بعد وفاة 28 حالة من حالات بوباء الكوليرا، إلى جانب وصول عدد الإصابات المشتبه فيها إلى ستة آلاف و202 حالة و391 حالة مؤكد إصابتها.
وبحسب مصادر طبية فإن وباء الكوليرا أصبح يشكل خطراً كبيراً على سكان مدينة تعز ومديريات المدينة وخصوصاً مديرية التعزية وجبل حبشي والصلو التي انتشر فيها وباء الكوليرا بشكل كبير.
وأشارت إلى أن وباء الكوليرا انتشر بسبب أزمة المياه الحادة وانتشار القمامة في شوارع مدينة تعز والتي تعد السبب الرئيسي في انتشار الوباء.
وأوضحت المصادر أن القطاع الصحي بمدينة تعز يعاني من شح الإمكانات نتيجة الوضع الراهن والحالة الاستثنائية نتيجة استمرار الحرب على مدينة تعز للعام الرابع على التوالي.
واكدت أن الوضع الذي تعيشه مدينة تعز خطير ولا بد من الإسراع بالتدخل للحد من انتشار وباء الكوليرا، الذي بدأ بالانتشار في مدينة تعز بشكل غير طبيعي بالإضافة إلى انتشار الوباء في عدد من المديريات التابعة للمحافظة.
وطالبت المصادر الحكومة الشرعية والسلطة المحلية والمنظمات الدولية، بسرعة إنقاذ سكان محافظة تعز من انتشار وباء الكوليرا القاتل ودعم مدينة تعز بالأدوية الأساسية لعلاج المواطنين من وباء الكوليرا بالإضافة إلى توفير الاحتياجات الأساسية للتوعية والوقاية.
تراكم النفايات
وتعيش مدينة تعز أوضاعا صحية صعبة تهدد بكارثة بيئية قادمة في ظل حرب تشنها مليشيا الحوثي الانقلابية على المدينة منذ أكثر من أربعة أعوام، بل أصبح الوضع مأساويا للغاية بسبب تراكم النفايات بصورة غير مسبوقة وقد كادت تغرق المدينة بالنفايات.
والمتتبع لمشهد النظافة في مدينة تعز، يلاحظ الإهمال الظاهر في صندوق النظافة والتحسين في المدينة التي يوجد فيها آلاف مؤلفة من عمال النظافة المسجلين على كادرها ولكن الذين يعملون في الشوارع سوى القلة، فقد تضاعفت كميات النفايات في المدينة وأصبحت مستعصية على الحل وتراكمت وتحولت إلى أكوام من النفايات وترتع فيها الحشرات الزاحفة والطائرة بشكل مخيف.
ويسير الوضع في مدينة تعز من سيئ إلى أسوأ في ظل التقاعس الذي يظهره صندوق النظافة والتحسين في إيجاد مخرج من تلك الحالة، فالأمور المتعلقة بالنظافة العامة تحولت إلى معضلة مضى عليها ما يقارب عامان من دون أي بوادر للتحسن، وتحولت مدينة تعز إلى مدينة غارقة بالنفايات، نتيجة غزو القمامة لأحيائها وشوارعها.