[ في كلمة ألقتها اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، بمؤتمر دولي حول بلادها في نيويورك ]
قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن تدخل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن تسبّب بأسوأ كارثة إنسانية من صنع الإنسان في التاريخ الحديث، وبسقوط آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، وبانتشار الأوبئة وتدمير البنية التحتية.
وذكرت كرمان في كلمة لها خلال مؤتمر دولي حول اليمن بعنوان" أبعاد الأزمة الإنسانية وآفاق السلام" المنعقد في نيويورك أن اليمنيين اليوم يكابدون آلام الحرب وما ترتّب عليها من ترد في الخدمات الأساسية والأمن، وباتت المرأة اليمنية تحت وطأة الانتهاكات وهي تكابد من أجل حياة الأطفال والفئات الأكثر ضعفاً".
وبيّنت كرمان خلال كلمتها بأن اليمنيين يدعون بقوة إلى إنهاء الحرب وانقلاب الحوثي، ووضع حدد للتدخل السعودي والإماراتي في بلادهم، واستعادة الحكومة المعترف بها دولياً وفتح البلاد لإعادة الإعمار.
ودعت إلى تعزيز اتفاقات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة كاتفاق استوكهولم وغيره من الاتفاقيات التي يمكن أن تؤدي إلى سلام دائم.
وخاطب بدوره الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي الشعب اليمني قائلاً: لا تقبلوا بكل من سيطلب منكم مسامحته عن حقكم ، جميع من ارتكب بحقكم الجرائم والعذابات يجب ان يتعرض للمحسابة.
وفي ذات الاتجاه طالبت أربع نساء حائزات على جائزة نوبل للسلام بوقف الحرب في اليمن ووضع حد لتدخل السعودية والإمارات وإيران في البلاد.
واعتبرن في بيان مشترك لهن خلال المؤتمر أن على قادة العالم، ضمان حماية المدنيين، والتأكد من أنهم تلقوا على الفور مساعدات منقذة للحياة.
ودعا البيان إلى إنهاء التدخل السعودي والنفوذ الإيراني في اليمن، قائلة "يجب أن تدار اليمن على أيدي اليمنيين، وينبغي أن تخضع البلاد لحكم القانون".
وأكد مدير المعهد الإقليمي بجامعة برينستون بارنارد هيكل خلال مشاركته في المؤتمر على أن السعودية والإمارات فشلتا في هزيمة جماعة الحوثي وأن دعم السعودية للسلفيين في اليمن خلال الفترات الماضية هو أكثر ما استفز جماعة الحوثي وجعلها تكثف حضورها العقائدي بمناطق سيطرتها باليمن.
كما طالب باحثون أمريكون مشاركون في المؤتمر واشنطن بإيقاف دعمها للتحالف العربي في حربه على اليمن وحمل البعض منهم الإدارة الأمريكية مسؤولية الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد وتصفها منظمات الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
يُشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى الارتقاء بمستوى الوعي بأسباب الصراع وجذوره، والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان وأبعاد الكارثة الإنسانية، وتأثير الحرب في النساء والأطفال في اليمن، فضلاً عن استجابة المنظمات النسائية للأزمة.
ويعمل المؤتمر على إشراك المجتمع المدني والجهات الرئيسية المعنيّة الأخرى من كافة القطاعات لمساعدة اليمن على استعادة السلام والديمقراطية، وفي إعادة الإعمار، وإيجاد حلول لدعم اليمنيين في إرساء دعائم السلام الدائم.