[ هادي دعا لنبذ التنابز في ذكرى فبراير ]
قال الرئيس عبدربه منصور هادي إن ثورة الـ11 من فبراير تمثل امتدادا طبيعيا لثورتي سبتمبر وأكتوبر وذكرى لتجسيد الاصطفاف الوطني الكبير، داعيا الجميع لقراءتها في مسارها كثورة تغيير، وعدم تحويلها لذكرى للتنابز واستجرار الذكريات التي تخلق البغضاء وتشتت المجتمع.
وأكد هادي في مقال له بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة فبراير التي انطلقت مثل هذا اليوم من العام 2011 بأن ذكرى الثورة ينبغي أن تتحول إلى حالة من التسامح والرقي والمسؤولية التي تبحث عن المشتركات وتصغي إلى تطلعات أبناء الشعب اليمني الحر الكريم، وأن ثورة فبراير كانت في حلم شبابها توقاً إلى المستقبل أكثر منها صراعاً مع الماضي.
وأوضح في الافتتاحية التي نشرتها صحيفة 14 أكتوبر الحكومية الصادرة في عدن اليوم أن الشباب اليمني خرج بكل عفوية إلى ميادين العاصمة صنعاء وتعز وعدن وبقية المدن اليمنية للمطالبة بحاضر آمن ومستقبل أفضل، يحملون طموح وآمال اليمنيين في مستقبل عادل مشرق، مستندين إلى نضال سلمي انطلق في المحافظات الجنوبية منذ العام 2007 رفضا للإقصاء والتهميش والاستحواذ.
واعتبر صمودهم وإصرارهم على التغيير كان له الدور الأهم في إنجاز الانتقال السلمي للسلطة بشكل سلمي وحضاري دون المساس ببنية الدولة ومؤسساتها وأنظمتها وهياكلها.
وذكر بأن خروج شباب اليمن في مثل هذا اليوم قبل ثماني سنوات لم يكن لتنفيذ أجندات خارجية أو طموحات شخصية، بل كان خروجاً من أجل الوطن الواحد والكبير ليصبح وطناً يتسع للجميع، ويكون للمرأة والشباب دور في صناعة مستقبله، ولا تستقوي فيه أسرة أو حزب أو منطقة أو قبيلة أو مذهب.
وقال هادي إن المشروع الذي يتضمن روح ثورة فبراير وسبتمبر وأكتوبر ويصغي لكل تضحيات الأبطال هو مشروع بناء الدولة ومواجهة الخارجين عن القانون وتوحيد كل الصفوف لتحقيق هذا الهدف العظيم، وهو مقتضى الحكمة اليمانية والانتماء الصادق ليمن الحضارة والتاريخ والأمجاد وهو الامتداد الطبيعي لسبتمبر وأكتوبر.
وأوضح بأن عملية انتقال السلطة ديمقراطياً في 21 فبراير 2012 شكلت نموذجاً مشرفاً للتغيير السلمي، وعززت إرادة الشعب، ولم تمارس الإقصاء، وضمت كل القوى السياسية والاجتماعية في بوتقة واحدة، ولم تعادي أحداً أو تفتح سجلات لأحد، بل كانت تجسيداً لإرادة شباب فبراير في التغيير، وجمع صفوف اليمنيين في صف واحد يرسم حاضراً ومستقبلاً أجمل.
وقال إن هذا النموذج كان طي لصفحة عهد وبدء صفحة جديدة، وفتحت أبواب الحوار على مصراعيها بين الجميع لإغلاق صفحات عقود من الصراعات الماضوية، فاجتمع اليمنيون دون استثناء في مؤتمر الحوار الوطني ورسموا على مدى عشرة شهور صورة اليمن الجديد وتفاصيله، وأعلنوا في 25 يناير 2014م وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي رحب بها الشعب اليمني وآزرها جميع أشقائنا وعززها المجتمع الدولي بقراراته المتتالية كنموذج رائد في التغيير والانتقال.
وأضاف مستدركا: "إلا أن عشاق الظلام وسادة التخلف وحاملي لواء الكهنوت والاستبداد والولاية قرروا الانقضاض على هذا الإنجاز الوطني الكبير ووقف عملية التغيير ومواجهة إرادة الشعب في كل اليمن عبر تمردهم المسلح الذي انطلق من معاقل الحوثيين في صعدة وتمدد بقوة السلاح حتى استولى على العاصمة صنعاء، وانطلق منها للهيمنة على بقية مدن اليمن بغرض فرض النموذج الإيراني في السلطة، عبر مشروع الولاية، وفرض سلطة أمر واقع لا تعترف بالديمقراطية ولا التعددية ولا حرية الرأي ولا حق المواطنين في الحياة الحرة الكريمة، واختيار ممثليهم على مختلف المستويات".
ووصف ذلك بالقول "إنه نظام الإمامة الذي ثار عليه شعبنا في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م جاء ليعود هذه المرة مدعوما من نظام الملالي في طهران"، وأردف: "وها هو شعبنا يعاني الويلات من إجرامهم ودمويتهم واستباحتهم الحقوق والحريات والأموال، كما سبق له وأن عانى من ذات الفكر السلالي بالماضي".
وفي حين تقدم هادي في كلمته بالشكر لدول التحالف العربي قال بأن اليمن على موعد قريب مع النصر والحرية حتى استعادة الدولة وتحقيق الطموحات والأحلام في يمن اتحادي جديد تتوزع فيه السلطة والثروة، وتتعزز فيه سيادة القانون وقيم المساواة والحرية والعدالة والديمقراطية والتكافل الاجتماعي، وتنتهي فيه أحلام الطغاة والإماميين والإرهابيين إلى الأبد.
وخاطب هادي في كلمته من وصفهم بشباب اليمن الأحرار في كل مكان، وطالبهم بعدم اليأس والحزن والتمسك بالآمال، مردفا بالقول: "برغم كل ما حدث ويحدث سنخرج أقوياء وسيتعافى وطننا، فحلمنا باليمن الاتحادي الجديد أقوى من كوابيس إيران و خرافات الإمامة، وسيصبح واقعاً نعيشه رغم كل المؤامرات، وسنخرج بسواعد الأبطال الرجال والمخلصين في مختلف الميادين".