طرح اللقاء الذي جمع ولي عهد دولة الإمارات محمد بن زايد، بقيادات سلفية بارزة في المقاومة الشعبية بجنوب اليمن، أمس الأول، في العاصمة أبو ظبي، تساؤلات حول أبعاد هذا اللقاء، مع سلفيين جنوبيين، بالتزامن مع استضافة ابن زايد لشخصيات سياسية تميل لنزعة الانفصال عن الشمال.
تيار وسط
رأى الكاتب والمحلل السياسي، زيد السلامي، أن علاقة الإمارات بالتيارات السلفية التقليدية قوية وطبيعية في كل المنطقة العربية، وهذه العلاقة تشمل التيار السلفي بجنوب اليمن الذي تتعامل معه بالطريقة نفسها.
وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن تعامل الإمارات البارز في عدن، مع السلفيين منذ تشكل المقاومة، قد يكون من وجهة نظر إماراتية، أن "هذا التيار يشكل الوسط في الجنوب بين الإخوان المسلمين المرفوض من قبل قيادة دولة الإمارات وبين الحراك الجنوبي الذي حتى الآن تتعامل معه الإمارات بحذر وتروي".
وأوضح أن القيادات السلفية الجنوبية التي التقت، بالشيخ محمد بن زايد الاثنين، في أبو ظبي هي "أبرز قيادات المقاومة الشعبية الجنوبية ولها التأثير الأقوى على الأرض".
وأكد أن "هذا التطور يأتي ضمن الجهود التي يبذلها التحالف العربي لتأمين مدينة عدن، والمناطق المجاورة لها، واستيعاب المقاومة، فضلا عن اضطلاعها بدور في محاربة الإرهاب الذي يهدد هذه المناطق".
مخاوف وتفاؤل
من جهة أخرى، ذكر نائب رئيس تحرير صحيفة "الناس" الأسبوعية، عامر الدميني، أن "اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالوضع في مدينة عدن ليس جديدا على من يتابع تطورات الأوضاع داخل اليمن منذ انطلاق عاصفة الحزم أولا، ثم بعد تحرير مدينة عدن وإخراج المليشيا التابعة للحوثيين منها ثانيا".
واعتبر نائب رئيس تحرير أسبوعية "الناس"، في حديث خاص لـ"عربي21" أن "هذا النشاط لأبوظبي، يجسد مدى إيلاء سلطاتها أهمية لملف اليمن، وسعيها إلى تهدئة الوضع هناك من خلال التواصل مع مختلف الأطراف الفاعلة داخل عدن، التي باتت العاصمة السياسية للبلاد.
وفي الوقت الذي أبدى فيه الدميني، تفاؤله بـ"اجتماع ابن زايد بسلفيي الجنوب"، قبل يومين، فإنه لم يخف خشيته، من لقاءات كهذه استثنت قوى فاعلة في المقاومة الشعبية بعدن.
وعقد محمد بن زايد آل نهيان، يوم الاثنين، لقاء مع قياديين في المقاومة الشعبية بعدن، هما هاني بن بريك وهاشم السيد، ما أثار حفيظة البعض من استثناء قيادات في المقاومة الجنوبية، محسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح، حيث سبق وأن التقى ولي عهد الإمارات بقيادات من الحراك الجنوبي، في وقت سابق.