[ الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت ]
في محاولة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في اليمن، تجرى الأحد محادثات برعاية أممية بين الحكومة والمتمردين الحوثيين. ويلتقي طرفا النزاع اليمني على متن سفينة في عرض البحر الأحمر وسيناقشان الخطوات المقبلة لتطبيق اتفاق هدنة الحديدة الذي تم التوصّل إليه في السويد في ديسمبر الماضي وينص على سحب المقاتلين من المدينة.
ترعى الأمم المتحدة الأحد محادثات صعبة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين لمحاولة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في البلاد التي تشهد منذ عام 2014 نزاعا داميا. وستجرى المحادثات على متن سفينة في البحر الأحمر بحضور باتريك كامرت رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى اليمن.
والتحق السبت وفد حكومي بحرا بالسفينة التي صعد أفراده على متنها في عرض البحر الأحمر قبل أن تعود إلى ميناء الحديدة بانتظار وفد الحوثيين الذي يتوقع أن يصل الأحد، بحسب بيان للأمم المتحدة.
وسيناقش الجانبان الخطوات المقبلة لتطبيق اتفاق هدنة الحديدة الذي تم التوصّل إليه في السويد في ديسمبر الفائت وينص على سحب المقاتلين من المدينة. والاجتماع سيكون الثالث للجنة المشتركة التي تتولى الإشراف على تطبيق اتفاق اعتُبر خطوة كبيرة نحو إنهاء نزاع مدمّر يشهده اليمن منذ أكثر من أربع سنوات. وأورد بيان الأمم المتحدة أن الفرقاء سيستأنفون الأحد "المحادثات حول إعادة نشر للقوات وتسهيل العمليات الانسانية تطبيقا لاتفاق ستوكهولم".
ويسري وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة الحديدة وسط تبادل الحكومة اليمنية والمتمرّدين الحوثيين الاتّهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 ديسمبر، كما وتمديد المُهل الزمنيّة لانسحاب المقاتلين وتبادل الأسرى بسبب "صعوبات على الأرض"، بحسب الأمم المتحدة.
وتحاول وكالات أممية الوصول إلى المستودعات الغذائية في الحديدة لكنّ ذلك يتطلّب عمل فرق نزع الألغام على التأكد من خلو الطرق المؤيدة إليها من أي متفجرات. وكانت اللجنة عقدت آخر اجتماعاتها في 3 كانون الثاني/يناير.
ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربيّة، حرباً منذ 2014 بين المتمرّدين الحوثيّين المدعومين من إيران والقوّات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.
ومذّاك، قُتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفق منظّمة الصحّة العالميّة، بينما تقول منظّمات حقوقيّة مستقلّة إنّ عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية إلى اليمن، وهو يشكّل شريان حياة لملايين اليمنيين.
ونص قرار أممي على إرسال بعثة قوامها 75 مراقبا مدنيا الى الحديدة والموانئ المحيطة للإشراف على تطبيق اتفاق الهدنة، لكن 20 مراقبا فقط يتواجدون حاليا على الأرض لمراقبة وقف إطلاق النار، بحسب مسؤولين أميين.
وفي 29 يناير اختار أنطونيو غوتيريش ضابطا سابقا دنماركيا هو الجنرال المتقاعد مايكل لوليسغارد ليحل محل كاميرت على رأس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى اليمن.