[ السفير خالد اليماني ]
قال السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد اليماني، إن مشاورات جنيف 2 ستنتهي في 20 من الشهر الحالي الذي يوافق يوم غدا الاحد بسبب الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة، على أن تُستأنف في 10 يناير (كانون الثاني) المقبل.
يأتي ذلك في الوقت الذي تكبدت فيه ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، هزائم عسكرية كبيرة بعدما تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة، من تحرير محافظة الجوف، في عملية خاطفة، سيطرت خلالها على مدينة الحزم، عاصمة المحافظة، إضافة إلى مناطق أخرى في محافظتي مأرب وحجة أبرزها مدينة حرض، المنفذ الحدودي بين اليمن والسعودية من الجهة الشمالية الغربية لليمن، إضافة إلى ميناء ميدي على البحر الأحمر، وهو ميناء استراتيجي وحيوي للمتمردين الحوثيين لتهريب الأسلحة طوال السنوات القليلة الماضية. كما تمكنت المقاومة الشعبية من السيطرة على أول منطقة بمحافظة صنعاء قرب العاصمة.
وتزامن هذا الانهيار الميداني للمتمردين مع انهيار دبلوماسي وسياسي في وفدهم المشارك في مشاورات «جنيف 2»، حيث فقد بعض الأعضاء أعصابهم وصدرت منهم ألفاظ نابية بحق المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، وتهديدات للأمم المتحدة.
وأدت الاختلافات والتباينات بين أعضاء الوفد المكوّن من الحوثيين وأنصار الرئيس السابق صالح، إلى تغيبهم عن جلسة المشاورات الصباحية.
وقال بخصوص سير المشاورات، حتى اللحظة، إنهم يتمنون أن يتمكنوا من «من دفع المشاورات خطوات إلى الأمام ونحن نرى أننا نتعامل مع حالة نفسية وهي الانقلاب الحوثي»، مؤكدا أنه وبعد أن أقر الحوثيون بأنهم اختطفوا الدولة، من خلال موافقتهم على القرار الأممي 2216، ينبغي عليهم التقدم في الخطوات التنفيذية وفقا للقرار الأممي، وأضاف: «ونحن نعمل في هذا الاتجاه ونتمنى أن يسهم معنا المجتمع الدولي في الضغط على القوى الانقلابية لإنجاز هذه المهمة».
وأكد اليماني على المشاركة الإيجابية لوفد الشرعية في المشاورات، وقال: إنه «وفد على مستوى عال ومفوض، ويرأسه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ولديه كافة الصلاحيات»، وإن «لدينا رغبة صادقة للانخراط في عملية سياسية جادة ونتمنى أن يبقى وأن يلتزم الطرف الآخر بالعملية التفاوضية ونأمل تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في المشاورات حتى نعلنها لشعبنا الذي يعاني الأمرين من هذه الأزمة التي عصفت بمقدرات الشعب، وذلك بإقناع الانقلابيين بالعودة عن انقلابهم».
وتطرق اليماني إلى مشاركة المتمردين في المشاورات، وقال: إنهم، في اليوم الأول: «بدوا كأنهم يستخدمون أساليب التفويت وكسب الوقت ورفضوا في البداية الإقرار بأنهم تسلموا الأجندة ودخلوا في مواجهة مع ولد الشيخ وأقروا فيما بعد بأنهم يقبلون العمل وفقا للأجندة»، وأردف، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن وفد المتمردين رفض فكرة إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين «وهذا بند أساسي من إجراءات بناء الثقة، وكانت حجتهم للرفض أن هذا الموضوع سوف يكون ضمن الإجراءات الأخيرة التي يمكن أن يقبلوا بها»، مشيرا إلى أن «ولد الشيخ أكد أنه إذا لم يقروا بفكرة بسيطة تنطلق من جانب إنساني وتفتح مجالا نفسيا لتطور المشاورات، فماذا سيفعلون عند مناقشة بنود الانسحابات وتسليم الأسلحة التي نهبوها من أجهزة الأمن والمؤسسة العسكرية».
وأشاد مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة بالدور الذي يلعبه فريق الأمم المتحدة في شأن إجراءات «بناء الثقة»، وفي هذا الصدد قال: «أردنا أن نؤكد على إطلاق سراح المعتقلين، وفتح الممرات الآمنة إلى تعز تحديدا، ووقف التحريض الإعلامي».
وقال: «تمكنا في اليوم الثالث من المشاورات من إيجاد خرق بسيط، حيث تم التوافق، من حيث المبدأ، على فتح الممرات الإنسانية والعناصر الحوثية قبلت أن توجه أمراء حربها في المناطق المتاخمة لتعز الذين يمنعون وصول المواد الإنسانية وبلغ بهم التعسف حد إفراغ أسطوات الأكسجين التي كانت متجهة إلى تعز، بتسهيل مرور المساعدات»، كما أشار إلى وجود تحسن طفيف في وصول تلك المساعدات إلى تعز.
وأعرب السفير خالد اليماني عن أسفه للموقف الذي ظهر به الحوثيون، أمس، في المشاورات، وقال: إن المتمردين «بدوا أكثر تفجرا وتشظيا وصراخا وخرجوا عن اللياقة وأساءوا إلى الرجل (ولد الشيخ)، بطريقة غير مبررة عكست، في تقديري، فلسفتهم في التفاوض، أي أنهم يذهبون إلى شفير الهاوية ودائما يضغطون ويستفزون ويبتزون الأطراف الأخرى حتى تقبل العودة إلى خطوات إلى الوراء وعدم دفعهم إلى السير نحو المزيد من الالتزامات».