[ تخريب الآثار تدمير للتراث التاريخي والثقافي والديني بالشرق الأوسط (الصحافة الروسية- رويترز) ]
نشرت منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" اليمنية مؤخرا تقريرا كشفت فيه عن تبعات الحرب في اليمن على التراث الثقافي وحجم الخسائر الناتجة عن التدمير المتعمد لمعالم البلاد الأثرية والثقافية.
وفي تقرير نشرته صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أكد الكاتب دانييل فيغيت أن القتال لا يزال مستمرا على الرغم من تقارير المنظمات الإنسانية. وترتبط آمال التسوية بجولة جديدة من مفاوضات السلام بين المتمردين الحوثيين (حركة أنصار الله) والسلطات المدعومة من قبل التحالف بقيادة السعودية. ومن المقرر عقد اجتماع أواخر الشهر الجاري بالسويد، ولم يتم تحديد جدول أعمال هذا الاجتماع بعد.
وأشار الكاتب إلى أنه بالذكرى 33 لتأسيس اليونسكو، أصدرت المنظمة اليمنية "مواطنة لحقوق الإنسان" تقريرا بينت فيه أن الحرب أدت إلى إتلاف وتخريب المواقع الأثرية التي يعود تاريخ تأسيسها لآلاف السنين.
ونقل عن رضية المتوكل رئيسة "مواطنة لحقوق الإنسان" أن الحرب ألقت بظلالها على كل مكان و"دمرت حياة اليمنيين وموروثهم الثقافي الذي يعتبر من رموز تاريخ اليمن والذاكرة الجماعية. وتعد هذه خسارة كبيرة ليس لليمنيين فقط وإنما للتراث الثقافي الدولي أيضا".
28 حادثة تدمير
وأضاف الكاتب أن خبراء المنظمة أعدوا قائمة توثق 28 حادثة تدمير لمعالم هامة. علما بأن هذه المعلومات مؤكدة بشهادات السكان المحليين. وتشمل القائمة قصف سد مأرب القديم، وحصن كوكابان، وقصر دار الحجر، ومسجد الهادي. وفي بيان صحفي، أشارت التقارير إلى أن المقاتلين السلفيين المدعومين من السعودية قاموا بهدم بقايا مسجد قديم في منطقة الفازة يعود تاريخه إلى 1200 سنة.
ونوه بأن الوضع يذكرنا بما يحدث في سوريا والعراق. فمنذ سنة 2014، دمر عناصر تنظيم الدولة المقابر والمتاحف والمساجد والمعابد تحت ذريعة تطبيق تعاليم الشريعة، إلا أن الهدف الحقيقي هو تدمير التراث التاريخي والثقافي والديني بالشرق الأوسط. ومن بين الخسائر تدمير قوس النصر للإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس في تدمر.
يُذكر أنه عندما يتعلق الأمر بأعمال التخريب التي تطال الممتلكات الثقافية خلال الصراعات العسكرية، كثيرا ما يتحدث الخبراء عن تدمير تماثيل بوذا من قبل حركة طالبان في أفغانستان سنة 2001.
احترام القيم
وأورد الكاتب أن أعضاء "مواطنة لحقوق الإنسان" طالبوا في تقريرهم المشاركين في النزاع اليمني باحترام القيم الثقافية، كما دعوا المجتمع الدولي إلى الحفاظ على حضارة وتاريخ اليمن وحمايتها من الأطراف المتناحرة. كما شددوا على ضرورة اتخاذ مجلس الأمن الدولي التدابير اللازمة لإنهاء معاناة اليمنيين.
وذكر أن الحرب الأهلية التي اندلعت سنة 2014 قامت بعد اقتحام القوات الحوثية مدينة عمران شمال غرب البلاد. ومنذ ذلك الحين، احتدم الصراع بين القوى الشيعية والحكومة، لينضم إليهم فيما بعد التحالف العربي بقيادة الرياض سنة 2015. وقد أودت الحرب بحياة أكثر من 10 آلاف شخص، وجعلت ما بقي من السكان على حافة كارثة إنسانية.
اليمن يغرق
ونقل الكاتب عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "اليمن يغرق بشكل متزايد في دوامة العنف" لذلك "من الضروري الالتزام بمعايير الحرب". وأضافت المنظمة في بيان صحفي أنه "بالنظر لحجم الخسائر التي خلفتها هذه الحرب، فإن اللجنة الدولية للصليب ترحب بأي مبادرات سلام، كما أنها على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم".
وأشار إلى أن مبادرات السلام لم تحقق نجاحا حقيقيا. فخلال الأسبوع الماضي، شن الجيش الحكومي بدعم من التحالف عملية جديدة بمدينة الحديدة. ومن المتوقع أن تكون المحاولة التالية لإنهاء الصراع تحت رعاية أممية بالسويد نهاية الشهر الجاري.
وفي مقابلة له مع وكالة نوفوستي الروسية الجمعة، أفاد ضيف الله الشامي وزير الإعلام بحكومة الحوثيين بأنه لم يتم تحديد جدول أعمال الاجتماع بعد. وقال "نحن ندعو دائما للسلام، ونرحب بأي دعوة لتحقيق السلام من قبل الأمم المتحدة وغيرها إذا ما تم توفير رؤية واضحة وجدول أعمال محدد".