[ قيادات حزب الإصلاح مع مسؤولين إماراتيين في أبو ظبي (الصحافة الإماراتية) ]
بشكل غير متوقع، التقى ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد أمس الاثنين رئيس حزب الإصلاح اليمني محمد اليدومي وأمينه العام عبد الوهاب الآنسي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وجاءت زيارة قيادات حزب الإصلاح -حسب مصادر خاصة تحدثت للجزيرة نت- بداعي المشاركة في منتدى سياسي أطلق عليه "المواطنة الشاملة" ونظمته وكالة "ويلتون بارك" البريطانية بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت إلى الإمارات.
وبينما لم يعلن الجانبان -حزب الإصلاح والإمارات- عن الأهداف الرئيسية للزيارة، أوضحت مصادر خاصة للجزيرة نت أن قيادات من الحزب موجودة في الإمارات منذ أكثر من ثلاثة أيام ضمن إطار جهود حثيثة تبذلها السعودية لإنهاء التوتر بين أبو ظبي والحزب من أجل إحداث تقدم في ملف اليمن الذي أصبح يحاصر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
مستجدات مفاجئة
وبحسب المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، فإن أكثر المراقبين تفاؤلا لم يكونوا يتوقعون استدعاء قيادة حزب الإصلاح لزيارة أبو ظبي، خصوصا بعد أن شحنت الإمارات البيئة السياسية في اليمن بكراهية الحزب، وأحدثت الانقسام على أساس أن من لا يعادي الإصلاح والإخوان فليس مع التحالف.
غير أن لقاء الاثنين الذي جمع قيادات الحزب بمسؤولين إماراتيين لم يكن الأول من نوعه، فخلال ديسمبر/كانون الأول الماضي اجتمع وليا عهد السعودية وأبو ظبي بقيادات الحزب في الرياض.
كما أفادت مصادر سياسية خاصة للجزيرة نت بأن حزب الإصلاح أجرى عددا من اللقاءات خلال الأيام العشرة الماضية في الرياض مع مسؤولين إماراتيين.
وعن طبيعة ومبررات هذا اللقاء الأخير في أبو ظبي، قال التميمي إن ابن زايد يستميت في محاولة تجاوز عقدة العزلة الدولية التي وقع فيها شريكه في حرب اليمن محمد بن سلمان.
وأوضح التميمي أن مبرر وجود قيادات الإصلاح مع وزير الخارجية البريطاني الذي جاء أصلا لبحث ملف الحرب في اليمن هو حاجة ابن زايد لأن يظهر بأنه يحارب في اليمن وخلفه كل المكونات، بمن فيهم قادة حزب الإصلاح الذي استأجر ابن زايد مرتزقة لاغتيالهم في عدن وتعز والمحافظات الجنوبية، وفق المتحدث.
الفارق الإستراتيجي
وبحسب مراقبين يمنيين فإن الضغوط الهائلة على التحالف الإماراتي السعودي باليمن التي تصاعدت بعد مأزق مقتل خاشقجي؛ تدفع بالتحالف إلى تثبيت الفارق الإستراتيجي في حرب اليمن لصالحه، وكذلك المعسكر المرتبط به حتى لو كان ضمنه أعداء من صنف حزب الإصلاح.
ويرى هؤلاء المراقبون أن محمد بن زايد حاول الابتعاد منذ مقتل خاشقجي عن محمد بن سلمان وصرف الرأي العام عن حقيقة تورطه في حرب اليمن عبر إحداث مصالحات -ولو مؤقتة- مع التيارات الإسلامية وفي مقدمتها حزب الإصلاح، وتخفيف حدة الهجوم الغربي عليه بسبب الجرائم في اليمن.
ورأى الباحث السياسي والصحفي اليمني عدنان هاشم أن لقاء ابن زايد الأخير مع قيادات حزب الإصلاح قد يعطي أملا بإنهاء الخلافات داخل التحالف، مشيرا إلى أن أبو ظبي لن تقدم الكثير من التنازلات لأن مشروعها قائم كعملية مضادة للمشروع الوطني، ولا يمكن في المقابل لحزب الإصلاح الخروج من العباءة الوطنية والتخلي عن مبادئه.
وأضاف هاشم للجزيرة نت أنه إذا حدث تغيّر في موقف الإمارات فسيكون نتيجة حسابات جديدة داخل البيت السعودي، وليس لأن أبو ظبي تخلت عن مشاريعها.