[ الناشطة اليمنية توكل كرمان ]
قالت الناشطة اليمنية والحائزة على نوبل للسلام، توكل كرمان، إن اليمن يحتاج إلى قرار حاسم من المجتمع الدولي بإنهاء هذه الحرب، مؤكدةً أن اليمن ذاهب نحو التشظي وهذا لا يؤثر على اليمن فقط، بل إنه يعد خطرا بالغا على الأمن والسلم الإقليميين والعالميين.
وأوضحت كرمان، في محاضرة لها ألقتها في مركز بروكنجز بالدوحة، أن نجاح الجهود الدولية لإنهاء الحرب وإحلال السلام مرهون بإيقاف بيع الأسلحة إلى السعودية والإمارات، واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بعدم وصول أسلحة من إيران للحوثي.
وأضافت كرمان "نجاح الجهود الدولية في بناء عملية السلام يجب أن تفضي إلى احتكار الدولة للسلاح، ومزاولة السيادة، وأن مؤسسات الدولة هي المنوط بها بصورة حصرية إصدار الأوامر الحكومية، وأن الانتخابات هي الطريق الوحيد للوصول إلى السلطة، وليس العنف والقوة المسلحة".
وهاجمت كرمان في كلمتها بشدة تحالف السعودي الإماراتي في اليمن، قائلةً إن ما يحدث في اليمن اليوم هو حرب شرسة من أجل تقويض الشرعية لا إعادتها، وكل ما يتم اتخاذه من إجراءات وسياسات على الأرض يؤدي إلى تقويض فرص الشرعية بشكل كامل.
وأكدت أن إعادة الشرعية تقضي بسط سيطرتها على كل شبر يتم تحريره من سيطرة الحوثي مدنيا وعسكريا وأمنيا، حتى استكمال عملية التحرير والسيطرة على كامل التراب الوطني.
وتابعت "إعادة الشرعية تقضي أيضا تمكينها من إكمال الاستحقاقات التي تعطلت بفعل الانقلاب".
واستطردت كرمان "لكن حرب التحالف على اليمن المبررة بإعادة الشرعية وفق المرجعيات، مضت لتقويض كل فرص إعادة الشرعية كسلطة يفترض بسط سيطرتها على كامل التراب الوطني تحتكر السيادة وتحتكر السلاح، وكمشروع يتم تمكينه لاحقا بالاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات المختلفة بناء عليه".
وقالت كرمان "بعد أربع سنوات من الحرب، المحصلة أن مساحة الثمانين بالمئة المحررة من سيطرة الحوثي هي نهب للمليشيات والفوضى والهيمنة والوصاية الخارجية والغياب المطلق للشرعية كرئيس وأجهزة أمنية وعسكرية، إذ بات الحضور في تلك المناطق مقتصرا على مليشيات الإمارات والسعودية وقواتهم وعملائهم.
واعتبرت أن الرئيس هادي لا يستطيع أن يتجول في محافظة واحدة من هذه المساحة، وخلال أربع سنوات ظل رهين الإقامة الجبرية في الرياض، إلا قليلا من الوقت في الداخل يقضي فيه رهين جدران في قصره الرئاسي في عدن، وممنوع عليه مغادرته، ففي الجوار ميليشيا الإمارات تتربص به، على حد قولها.
وتطرقت كرمان إلى الكارثة الإنسانية في اليمن، مشيرةً إلى أنها من صنع المستبدين وأعداء الحرية.
ولفتت إلى أن اليمن يعيش أسوأ كارثة إنسانية شهدها العالم منذ عقود، هناك دمار واسع للبنى التحتية للقطاعات الخدمية، خصوصا الصحة والتعليم والمياه والكهرباء.
وأوضحت أن أكثر من اثنين وعشرين مليون يمني بحاجة إلى شكل ما من أشكال المساعدة الإنسانية، وفقا للأمم المتحدة، وأكثر من ثمانية ملايين يعانون جراء الانعدام الحاد للأمن الغذائي، بينهم قرابة مليوني طفل وأكثر من مليوني امرأة حامل ومرضعة، فيما تتوالى التحذيرات من احتمالية أن يرتفع عدد الجوعى المعدمين إلى أربعة عشر مليون إنسان، أي ما يقارب نصف سكان البلد، بحسب تحذيرات الوكالات التابعة للأمم المتحدة.