[ صورة الطفلة اليمنية أمل هزت ضمائر العالم ولفتت الانتباه إلى الحرب التي تعصف ببلادها (نيويورك تايمز) ]
توفيت الطفلة أمل حسين التي أضحت رمزا لمعاناة اليمنيين، ولكن هل يمكن لصورتها التي انتشرت قبل أيام وتظهر جسدها النحيل ونظرتها الشاخصة، أن تدفع العالم للتحرك من أجل تغيير واقع اليمن الذي يهزه صراع تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم؟
في هذا الإطار، نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية تحليلا للكاتب سيمون بوتيت يتناول فيه هذه التساؤلات، مشيرا إلى أن حوالي 14 مليون يمني -نصفهم من الأطفال- معرضون لسوء التغذية والأمراض الناتجة عنها، وذلك وفقا لما نشرته منظمة الأمم المتحدة.
وينسب الكاتب للمتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق سارة الزوقري قولها إن "كل الجهود التي يبذلها الناشطون في العمل الإنساني تعتبر غير كافية للحد من حجم الكارثة".
ويمضي الكاتب في تساؤلاته: هل يمكن وضع حد لهذه المرحلة الصعبة التي يمر بها اليمن، خاصة أن البلاد تعاني من المجاعة بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على احتدام الحرب التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي؟ أم أن التعاطف مع الشعب اليمني سيتلاشى وتتواصل المعارك في ظل حالة اللامبالاة التي يبديها العالم؟
إحراج داعمي السعودية
ويقول الكاتب إن حلفاء السعودية من العالم الغربي -وتحديدا الدول التي تزود المملكة بالأسلحة على غرار واشنطن- أصبحوا يتعرضون للانتقادات، وذلك قبل أن تقرر العديد من الدول الغربية -ومن بينها سويسرا- تجميد بيع الأسلحة للسعودية.
ويضيف أن كلا من واشنطن ولندن دعتا الرياض إلى وقف إطلاق النار، لكن دون جدوى، حيث شن سلاح الجو السعودي غارات جوية الجمعة الماضي على العاصمة صنعاء.
ويضيف أنه بانتظار ما ستؤول إليه الفرضيات المتداولة، فإن اليمنيين سيواصلون دفع ثمن باهظ، ويشير إلى أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ذكرت أن الطفلة اليمنية أمل حسين (7 سنوات) قضت نحبها بعد مغادرتها المركز الصحي الواقع شمالي غرب صنعاء، في الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون ويعاني من القصف الجوي والحصار المفروض من جانب التحالف السعودي الإماراتي.
ويتابع أن والدة الطفلة أمل صرحت لنيويورك تايمز وعيناها تغرورقان بالدموع، قائلة: "لم أكن أملك المال من أجل نقلها إلى المستشفى".
وفارقت الطفلة أمل الحياة في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تزامنا مع نشر الصحيفة للتقرير الذي أعدته بشأنها.
قصف وفقر وحصار
وعودة إلى صحفية لوتون، فيشير الكاتب إلى ما جاء على لسان المشرف على العمليات في منظمة أطباء بلا حدود شارل غودري، وهو المتمثل في قوله إن "الحالة التي مرت بها الطفلة أمل تعكس الوضع في كامل أرجاء اليمن، إذ يعجز المدنيون حتى عن التنقل لمسافات قصيرة نظرا لعدم توفر المال في ظل الارتفاع الهائل لأسعار الوقود".
ويضيف الكاتب أن النظام الصحي في اليمن تهاوى بسبب القصف الجوي الذي شنته كل من السعودية وحلفائها، وأن اقتصاد اليمن تعرض للانهيار إثر الحصار المفروض على المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وذلك بحجة قطع إمدادات الأسلحة عنها.
وبررت نيويورك تايمز نشرها صورة أمل بأننا "يجب أن نروي حكاية اليمن بكل ما تحتويه من معاناة، إذ لا تكفي الكلمات وحدها لوصف الوضع، بالتالي نستعين بالصور التي -على الرغم من فظاعتها- تجسد الواقع".