[ مطار عدن الدولي به قوائم سعودية إماراتية لمسؤولين يمنيين ممنوعين من العودة - الجزيرة ]
"حجزت للعودة إلى عدن لزيارة والدتي المريضة، وأبلغت أني ممنوع من العودة إلى اليمن وعدن بالذات؛ من قبل التحالف الذي تعهد للعالم ومجلس الأمن والأمم المتحدة بإعادة الشرعية إلى اليمن".. بتلك العبارات التي نشرها على فيسبوك، اختصر وزير الدولة المستقيل من الحكومة اليمنية صلاح الصيادي معاناة العشرات من المسؤولين اليمنيين ممن تمنعهم قوات التحالف السعودي الإماراتي من العودة إلى بلادهم.
ووصل رئيس الحكومة اليمنية الجديد معين عبد الملك وبعض وزراء حكومته يوم الثلاثاء الماضي إلى مدينة عدن التي تحكمها فعليا دولة الإمارات، ولم يتمكن عدد من الوزراء من العودة ضمن الوفد الحكومي.
وسبق أن أعلن الصيادي يوم 20 مارس/آذار الماضي استقالته من الحكومة بسبب تعرضه لضغوطات إماراتية على خلفية تصريحاته يومها، التي ألمح فيها إلى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية في الرياض، ودعا حينها أنصار الشرعية إلى الخروج في مظاهرات تطالب بعودة الرئيس هادي إلى عدن، إلا أن الرئيس اليمني لم يقبل تلك الاستقالة.
ويقول مصدر حكومي طلب عدم ذكر اسمه للجزيرة نت إنه توجد قائمة بأكثر من 120 اسما من المسؤولين الحكوميين اليمنيين عممتها القوات الإماراتية على مطاري عدن وسيئون، وكذا المنافذ المؤدية إلى مدينة عدن التي تقع جنوب البلاد.
وتسيطر الحكومة اليمنية على جميع المناطق الجنوبية والشرقية للبلاد إضافة إلى بعض المناطق الشمالية، لكن اليمنيين يرون أن سيطرتها شكلية فقط، بينما يبقى المسيطر على الأرض هي قوات التحالف الإماراتي السعودي، خصوصا في العاصمة عدن التي تديرها قوات أمنية تحت مسمى "الحزام الأمني"، وتتلقى توجيهاتها مباشرة من الإمارات.
استياء شعبي
وأثار استمرار منع التحالف السعودي الإماراتي لمسؤولين يمنيين من العودة إلى البلاد استياء في أوساط اليمنيين، حيث وصف مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام في تغريدة له ما حدث للوزير الصيادي بأنه "منزلق خطير هذا الذي وصلنا إليه؛ أن يأتي أجنبي يمنعك من العودة إلى وطنك وأهلك وأرضك".
وأضاف الرحبي في حديث آخر مع الجزيرة نت تعليقا على هذه الإجراءات أن "التحالف لم يأت ليمنع الحكومة أو الرئيس أو أي أحد من المسؤولين أو أي مواطن من العودة إلى اليمن، بل جاء لإعادة الشرعية، لكن هذا الانحراف في أهداف التحالف سيشكل عقبة في معركتنا مع المليشيات الانقلابية".
وكتب الناشط عيسى الشفلوت على صفحته في فيسبوك متسائلا عن فشل التحالف في إعادة الشرعية إلى صنعاء، "هل عرفتم سر بقاء الحوثيين رغم ضعفهم؟ هل الحرب ضد الحوثي أم لإهانة الشرعية؟".
من جهته، عبّر الناشط قايد أحمد عن استيائه من تصرفات التحالف السعودي الإماراتي، محذرا في منشور له على فيسبوك "عليهم (التحالف) أن يفهموا كيف يتعاملون مع اليمنيين، لأن المواطن اليمني لا يقبل أن يفرض عليه الأجنبي أي شروط، وسوف يثور عليهم كما ثار على من قبلهم".
وشهدت مدن يمنية جنوبية خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين احتجاجات واسعة ضد التحالف السعودي الإماراتي بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، ومنع عودة المسؤولين الحكوميين لممارسة أعمالهم لوقف انهيار الريال.
مواقف سابقة
وكشف الرحبي عن وجود قائمة من المنع لمسؤولين حكوميين، قائلا إن "قائمة المنع منها رسمية من خلية التحالف في مطار عدن التي يديرها ضباط إماراتيون حيث منع في وقت سابق الوزير نايف البكري قائد معركة تحرير عدن من الدخول إلى مدينته".
وأضاف للجزيرة نت أنه بعد أحداث تمرد عدن الذي دعمته الإمارات، "تم اشتراط خروج العميد مهران القباطي وبعض القيادات العسكرية المحسوبة على الرئيس وقوات الحماية الرئاسية"، في إشارة إلى المعارك التي شنتها مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات ضد الحكومة اليمنية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتحدث الرحبي عن تلقيه تهديدات من شخصيات في عدن محسوبة على مليشيات تتبعها الإمارات، توعدت بتصفيته في حالة عودته إلى مدينة عدن.
من جانبه، قال الكاتب والباحث اليمني الدكتور عادل دشيلة إن الموقف الإماراتي ليس وليد اللحظة، وقد سبق منع هبوط طائرة الرئيس اليمني في وقت سابق.
وأشار دشيلة في حديثه للجزيرة نت إلى أن الموقف الإماراتي تجاه أبناء جنوب اليمن يعد "تصرفا غير مسؤول، ويكشف بشكل واضح أطماع الإمارات في الجنوب، وأنها لا تقبل أي معارضة لمشروعها، ومن يعارضها فمصيره السجن أو المنفى".
وأكد أن الإمارات أصدرت قائمة بأسماء بعض الشخصيات البارزة والإعلامية وحتى العادية الممنوعة من العودة إلى عدن، موضحا أن ذلك "يكشف الوجه الحقيقي للإمارات، حيث يتصرف القائد الإماراتي في عدن كأنه بول بريمر" الحاكم الأميركي الأسبق للعراق.