[ الصحفي أحمد الشلفي ]
يريد الإماراتيون قبل أي مشاورات أو اتفاق من أي نوع أن يظمنوا تسليم الحديدة أو حتى الساحل الغربي والأطراف القريبة من الحديدة لطارق صالح وكتائبه، ليضمنوا تلك المناطق تحت سيطرتهم من جهة، ومن جهة أخرى يستطيعون المقايضة بنصيب صالح وعائلته في المشاورات القادمة أو الحل القادم إن كان هنالك من حل.
وفي جميع الأحوال غير مهم بالنسبة لهم أن يعود اليمن كما كان أو حتى أشبه بما كان.
يطمح الإماراتيون لجنوب تحت سيطرتهم الكاملة حتى لو أعلنوا الرحيل فستكون النخب والأحزمة العسكرية والأمنية وعدد أفرادها في مدن الجنوب لا يقل عن خمسين ألفًا، أي جيش دولة بكامل معداته هو ذراعهم للعمل في تلك المناطق.
في الساحل والحديدة، لدى طارق صالح آلاف المقاتلين وقد أصبحوا جيشا منظما تحت قيادته ولديهم عتاد عسكري أكبر من العتاد العسكري الذي يمتلكه الجنوبيون في محافظاتهم .
في الأغلب خيال الإماراتيين يدفع نحو الفوضى والتقسيم بمعنى أن هناك ميل لدى السعودية والإمارات والأمريكان (ربما) إلى رؤية يمن من أربع كانتونات كالتالي:
* الجنوب كاملا بمقدراته وموانئه تحت سيطرة الإمارات ومليشياتها .
* الساحل الغربي والحديدة بموانئه وبحاره تحت سيطرة الإمارات بمليشيات طارق صالح.
* شمال الشمال وربما إجزاء من الحديدة والغرب تحت سيطرة الحوثيين.
* ماتبقى من المناطق كتعز ومأرب وغيره ستكون تحت سيطرة الشرعية والمكونات الداعمة لها سواء كانت عسكرية أو سياسية.
هذا هو مشهد التفكيك الذي دخلت الإمارات والسعودية من أجله اليمن وحتى لو قررت قوة وطنية أن تتدخل (وهي حاليا غير موجودة) فتحتاج لوقت لتفكيك كل هذه الفوضى وإعادة البلاد لمربع الحوار والتوافق ولو على أي مبدأ.
السؤال حاليا ؟!
* مافحوى الدعوات الأمريكية للحل وما دلالات توقيتها؟! بلا شك فإن للانكشاف السعودي في أزمة خاشقجي السبب الأبرز وتزامن ذلك مع رغبة سعودية في الخروج من مستنقع اليمن وخاصة في الحدود وأيضا رغبة أمريكية بوقف هذه الحرب التي جرّت على الإدارة الأمريكية الكثير من النقد والإزعاج.
ولكن الأمريكيين لا يرغبون بتقديم حل شامل للأزمة وإنما حل جزئي يتمثل في وقف الحرب بين الحوثيين والجيش السعودي على الحدود، ووقف الغارات الجوية، وهي تكلف الأمريكيين سمعتهم وتكلف السعوديين السمعة والمال دون طائل.
كما سيكون فتح مطار صنعاء وتبادل بعض الأسرى ممكنًا.
هل سينهي ذلك الحرب؟
بالتأكيد لن ينهي ذلك الحرب الداخلية وقد تستمر لأعوام وإنما ستبدأ مرحلة من الفوضى.
وعاجلا أم آجلا سيقرر السعوديون والإماراتيون الرحيل التدريجي من اليمن وقد تركوا خلفهم عشرات الآلاف من المليشيا الخاضعة لهم والآلاف من العتاد العسكري يحركون من خلالها كل شيء تماما كما يحدث في ليبيا !
لكن دعوني أكن متفائلا فأسأل: وهل ستكون اليمن مثل ليبيا؟!!