[ حرية الإعلام في اليمن ]
أدانت منظمة سام للحقوق والحريات ومقرها جنيف، تضييق جماعة الحوثي على الحريات الصحفية في المناطق التي تسيطر عليها في اليمن.
وأشارت المنظمة في بيان صحفي إلى أنه في صباح الخميس الـ 25 من أكتوبر/ تشرين الأول اعتقلت الجماعة 18 صحفياً شاركوا في فعالية مدنية في العاصمة صنعاء، قبل أن تفرج عنهم باستثناء الصحفيين عادل عبدالمغني وأشرف الريفي وإياد الموسمي مراسل روداو الذين تم الإفرج عنهم بعد احتجاز استمر ما يقارب 12 ساعة، وفي مدينة الحديدة غربي اليمن، اعتقلت الجماعة في الـ 23 من نفس الشهر ثلاثة صحفيين آخرين وأخفتهم قسراً.
وقالت المنظمة إنه وبحسب إفادات موثقة لديها، فقد اعتقل ضباط في جهاز الأمن القومي الخاضع لجماعة الحوثي في صنعاء الخميس الـ 25 من أكتوبر 18 صحفياً كانوا يشاركون في المؤتمر الصحفي الخاص بفعالية "حق مشروع مواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام اليمنية"، الساعة العاشرة صباحاً، في فندق كمفورت.
وأضافت: عند حوالي الساعة الـ 10.30 صباحا حضر ثلاثة من رجال الأمن القومي إلى قاعة المؤتمر، وبعد أن عرّفوا بأنفسهم، أخبروا الصحفيين المتواجدين في القاعة أنهم موقوفون، وبعد نصف ساعة امتلأ الفندق بالمسلحين وتم جر الصحفيين والإعلاميين وأخذهم على متن اثنين من الأطقم إلى مبنى الأمن القومي، وهناك احتُجز الصحفيون في مطبخ ثلاثة أمتار في متر.
وفي تفاصيل واقعة الحديدة أوضحت سام، أنه بتاريخ الـ 23 من أكتوبر، اعتقل مسلحون يتبعون جماعة الحوثي كلا من الإعلاميين، محمد المسيري (فنان) وبلال العريفي ( طالب صحافة) ومحمد الصلاحي (مصور) بعد تعقبهم في شارع المطار وتم أخذهم إلى جهة غير معروفة.
وأكدت سام أن الجماعة تعتمد تسخير الأجهزة العسكرية والأمنية الخاضعة لسيطرتها لإرهاب حرية الكلمة في اليمن، وممارسة التضييق الممنهج ضد حرية الرأي بشكل عام، والصحافة على وجه الخصوص، دون اكتراث بقواعد القانون الدولي والمعاهدات الخاصة بحماية الصحفيين.
وأوضحت المنظمة أنه وبحسب تقارير موثقة لديها إضافة إلى تقارير صادرة عن نقابة الصحفيين اليمنيين خلال العام 2018، فقد تعرضت الحريات الصحفية لأكثر من 153 انتهاكاً.
وقالت سام "إنه لأمر مؤسف أن تحدث كل هذه الانتهاكات، وتزداد أرقام الانتهاكات يومياً بصورة قاتمة، تحت سمع وبصر العالم الحر، ودون تسجيل موقف جاد وتحرك حقيقي لمناصرة الصحفيين في اليمن، وإنقاذ ما تبقي من صحافة تكافح لنقل ما يحدث في اليمن، وغياب العمل على تشكيل رأي عالمي ضاغط من قبل الدول والمؤسسات المعنية، ضد أطراف النزاع لوقف هذه الانتهاكات المروعة".
وطالبت المنظمة جميع أطراف النزاع بالتوقف الفوري عن حملات الاعتقال والملاحقات الأمنية للنشطاء والمعارضين السياسيين، والإفراج عن كافة الصحفيين المعتقلين في السجون والمعتقلات اليمنية سواء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، أو تلك التي تسيطر عليها قوات التحالف العربي أو الحكومة التي تدعمها.
ودعت سام المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه الصحفيين في اليمن، والعمل على مراقبة الانتهاكات ضد الصحفيين من قبل جماعة الحوثي ودول التحالف العربي والعمل على محاسبة المنتهكين بما يضمن توقف انتهاكات حقوق الإنسان وخاصة استهداف الصحفيين.