[ أرشيفية ]
تأثرت العديد من السلع الأساسية للمواطنين، والتي لا غنى عنها، بعد ارتفاع قيمة الدولار، و يأتي على رأسها اللحوم، حيث وصل سعر الكيلوجرام من اللحم البلدي في الأسواق بمدينة تعز إلى نحو ستة آلاف ريال.
وسيطرت حالة الاستياء على كثير من المواطنين، خاصة بعد أن شهدت الأسواق حالة من الانفلات في أسعار اللحوم، مطالبين بتدخل سريع وحاسم من الجهات المختصة والرقابة .
ويقول بائعو لحوم لـ"الموقع بوست" إن نسبة إقبال المواطنين على شراء اللحوم تراجع بنسبة تصل إلى 90 بالمئة عقب ارتفاع سعر صرف الدولار، بسبب ارتفاع الأسعار كون ما يتم استيراده يكون بالدولار، وبالتالي نتيجة إلى تراجع العملة الوطنية أمام العملة الأجنبية، فإن تكاليف الاستيراد ارتفعت بشكل باهض عما كان عليه في السابق، مما أدى إلى لجوء بعض من الجزارين إلى إغلاق محلاتهم، أو إلى رفع الأسعار.
وأضافوا أن أسعار اللحوم البلدي والمستوردة ارتفعت حيث وصل سعر كيلو اللحم البقري إلى خمسة آلاف ريال، كما ارتفع سعر كيلو اللحم الغنمي إلى ستة آلاف ريال .
وأشاروا إلى أن نحو 40 بالمئة من المستهلكين قاموا بتخفيض كمية اللحوم بمعنى أن من كان يشتري ثلاثة أو أربعة كيلوجرامات في الشهر أصبح يشتري الآن كيلوجراما فقط، كما أن نحو 60 بالمئة من المستهلكين اختفوا من أمام محلات الجزارة خلال الشهرين الماضين.
وأوضحوا أن سعر صرف الدولار أصبح "الشماعة التي يعلق عليها التجار والمستوردون ارتفاع أسعار السلع، لافتين إلى أن الجزارين ليس أمامهم إلا رفع الأسعار بسبب المستوردين والتجار الذين يقومون بشراء المواشي منهم، مؤكدين أن الجزارين هم الفئة الأكثر تعرضًا للظلم حيث إن ارتفاع الأسعار يقع عليهم قبل المواطنين".
أمّا المواطنون فقد أعربوا عن استيائهم جراء ارتفاع أسعار اللحوم الذي وصل قرابة الضعف من السعر السابق للكيلوجرام الواحد للحوم البلدية والمستوردة، مشيرين إلى أنهم لم يصبحوا يتناولون اللحوم إلا في أيام العيد، بينما بعض المواطنين أصبح تناولهم للحوم بعيد المنال حتى في أيام العيد.
عبدالباسط حسن أحد بائعي اللحوم بتعز قال لـ"الموقع بوست" إن أسباب ارتفاع أسعار المواشي البلدي هو انعدام توفر العشب وارتفاع أسعار أعلاف الماشية، مضيفاً أن الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الانقلابية على مدينة تعز، وصعوبة التنقل والمواصلات وارتفاع تكلفتها ساهمت كذلك في ارتفاع أسعار اللحوم بهذا الشكل.
وفي السياق ذاته، شهدت أسواق الدواجن في الآونة الأخيرة ارتفاعا مهولا حيث أصبح سعرها يصل إلى أكثر من ألفي ريال، وهو السعر المقارب لأسعار اللحوم مما جعل الكثير من المواطنين يبتعدون عن تناولها في ظل تساؤل الكثيرين عن الأسباب .
وانعكست آثار الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، بشكل سلبي على جميع أسعار السلع الخدمية والاستهلاكية حيث ارتفعت بمعدلات قياسية تفاقمت معها معاناة المواطن الذي أصبح يعيش حرقة وألم لهيب الأسعار مساء وصباح بصورة غير مسبوقة دون حل جذري لهذه الكارثة.