[ اليمن.. شهادات مروعة عن تعذيب وحشي لمعتقلين ]
في 18 فبراير/شباط 2016، اختطفت مليشيات الحوثي الصحفي اليمني عبد الله المنيفي من محافظة ذمار (جنوب العاصمة صنعاء). وعلى مدى أكثر من عامين قضاهما خلف القضبان -منها أربعة أشهر ظل فيها تحت الإخفاء القسري- خضع لعدد من جلسات التعذيب الوحشية، قبل أن تنقذه وساطة قبلية نجحت في إطلاق سراحه أخيرا في الرابع من مارس/آذار الماضي.
سرد المنيفي للجزيرة نت تفاصيل محنته تلك، التي بدأت باختطافه بعد تطويق المكان الذي كان يقيم فيه، واقتحامه واقتياده إلى غرفة مظلمة بمدينة معبر (30 كلم شمال محافظة ذمار). وفي الليلة الثانية، يقول المنيفي "تعرضت لتعذيب مبرح، حتى تلونت ملابسي الداخلية بدمائي النازفة".
بعد ثلاثة أيام، نُقل الصحفي ذو الـ39 عاما والذي اختطف على خلفية عمله الصحفي المعارض لمليشيات الحوثي، إلى سجن في صنعاء كان في السابق مدرسة تحفيظ القرآن للبنات قبل أن تتحول إلى وكر للتحقيق والتعذيب.
أكد المنيفي أنه تعرض لقرابة 28 جلسة تحقيق وتعذيب شملت الضرب المبرح والصعق بالكهرباء والجلد والتعليق، وغيرها من الوسائل الأخرى.
وأضاف متذكرا أفظعها "وفي إحدى الجلسات، ظللت معلقا من يديّ إلى السقف من التاسعة مساء حتى الصباح، وفقدت الوعي مرتين"، مستدركا "حتى إن آثار الجروح من حبل التعليق، لا تزال في يدي إلى الآن".
قصص التعذيب
وكشف تقرير صدر الأسبوع الماضي عن "رابطة أمهات المختطفين" باليمن تحت عنوان "عندما يغدو الموت أمنية"، عن أساليب وطرق التعذيب البشعة التي تعرض لها مختطفون ومعتقلون بسجون الحوثيين والسجون التابعة للإماراتيين والأجهزة الموالية لهم في جنوبي اليمن.
والرابطة هي جمعية حقوقية اعتبارية تختص بمتابعة شؤون المختطفين، وتشكلت من أمهات وزوجات وقريبات مختطفين ومخفين قسرا، إلى جانب ناشطات حقوقيات.
ووثقت الرابطة، بحسب تقريرها المذكور، 950 حالة انتهاك وتعذيب بحق المعتقلين والمختطفين، إضافة إلى 128 حالة قتل في المعتقلات، توزعت بين 71 حالة تعذيب حتى الموت و48 حالة تصفية وإعدام داخل السجون.
وقالت رئيسة الرابطة الأستاذة أمة السلام الحاج إن إجمالي عدد المختطفين لدى جماعة الحوثي والموثقين عندهم بالاسم ولا يزالون رهن الاختطاف هو 2247، وعدد المخفيين قسرا 192.
وأضافت للجزيرة نت أن عدد المخفيين قسرا لدى التشكيلات العسكرية المدعومة من التحالف والموثقين عندهم هو 31، وعدد المعتقلين الموجودين في سجن بير أحمد في عدن 69 معتقلا.
ونوهت إلى أن الأعداد أكبر من ذلك، فلا يخلو يوم من بلاغ لاختطاف جديد أو إخفاء قسري منذ شهور.
واستعرض التقرير شهادات مروعة لقصص تعذيب مختطفين، قالت الرابطة إنها اعتمدت فيها على مقابلات استماع مباشرة مع بعض الضحايا المفرج عنهم، ورسائل مسربة كتبت بخط يد عدد من الضحايا، وشهادات أخرى من أهاليهم.
عذاب نفسي
وتنوعت أساليب التعذيب، بحسب الشهادات الواردة في تقرير الرابطة، بين التعليق والجلد والحرق والصعق بالكهرباء والحقن بالإبر والضرب بأسياخ ساخنة وتقطيع الآذان وبعض أعضاء الجسم والتجويع والحرمان من دورات المياه، في حين تحدث بعض المعتقلين في سجون التحالف عن اغتصابات وتحرشات جنسية.
وقال الصحفي المنيفي للجزيرة نت "كانوا يربطوننا لساعات في وضعيات تسبب آلاما فظيعة، حيث لا نستطيع بعدها الوقوف، فضلا عن التعذيب النفسي كالتهديد بالتصفية أو بوضعنا دروعا بشرية أو أخذ أولادنا إلى الجبهات".