[ استمرار المظاهرات في تعز احتجاجا على تدهور الوضع الاقتصادي ]
احتجاجات متواصلة تشهدها محافظة تعز، جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، وتراجع قيمة الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.
وطالب المحتجون الحكومة الشرعية بإيقاف تدهور العملة المحلية الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة، محملين دول التحالف العربي مسؤولية و تبعات ذلك.
ووجه المحتجون نداءات عاجلة لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وقيادة دول التحالف العربي، إلى التدخل العاجل، وناشدوا في الوقت نفسه المتظاهرين التعبير عن مطالبهم بشكل سلمي وحضاري والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وعدم الانجرار وراء الفوضى وأعمال الشغب.
وتتواصل عملية العصيان المدني وإغلاق بعض المحال التجارية في مدينة تعز، رفضاً لسياسة التجويع وانهيار العملة المحلية بشكل غير مسبوق واحتجاجا على عدم قيام السلطة الشرعية بمسؤولياتها جراء الانهيار الشامل الذي يهدد بمجاعة باتت وشيكة، والتي رسم بدايتها انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة وتدميرها للدولة ومؤسساتها وتعطيل الاقتصاد .
وكانت قد خرجت في مدينة تعز خلال الأيام الماضية مظاهرات حاشدة جابت عددا من شوارع المدينة، للتنديد بالانهيار المعيشي.
وأدان المتظاهرون عجز الحكومة الشرعية في مسألة انهيار العملة اليمنية،وصمتها عن تعطيل موارد الدولة السيادية من قبل دول التحالف العربي وتحديداً دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تمنع تصدير النفط والغاز وتسيطر على موانئ البلاد ومنافذها البحرية وتعبث بالعاصمة الموقتة عدن وتدعم وتساند مليشيا مسلحة تعمل خارج إطار الشرعية وتدير الفوضى وتستهدف الشرعية .
وعانت محافظة تعز ،طيلة الأربع السنوات الماضية،على كافة الأصعدة ، وتعيش للعام الرابع على التوالي تحت حصار مليشيا الحوثي ،علاوة على تعرضها لحرب شعواء وقصف مستمر بكافة الأسلحة.
ويحاول سكان مدينة تعز مواجهة وضعهم المعيشي والأوضاع الصعبة بما يستطيعون، إلا أن الأسعار تضاعفت بشكل هستيري، بسبب تهاوي العملة المحلية التي وصلت إلى 700 ريال مقابل الدولار الواحد بزيادة 100% عن العام الماضي، وهو ما زاد من كارثية الأوضاع المعيشية في ظل ارتفاع متواصل للسلع الأساسية والاحتياجات الضرورية للعيش.
هل نموت جوعاً؟
"هل نموت جوعاً؟" هذا الوصف يبوح به المواطن عزام علي حسن أحد المواطنين الذين يقطنون حي الدمينة في شارع الثلاثين شمال غرب مدينة تعز حيث الحي الذي يقطنه لم يتلقَ أي مساعدات إنسانية منذ بداية الحرب على مدينة تعز.
ويعول المواطن عزام ستة أطفال ويعيش مع ذويه أوضاعاً معيشيةً صعبة، الذي أكد لـ"الموقع بوست" أثناء الحديث معه أنه يعاني من مرض السكري وليس قادراً على العمل مؤكداً أنه لم يتلقّ أي مواد إغاثية على مدى سنوات الحرب والحصار.
نازحون يفترشون المخيمات
ومع ارتفاع الأسعار، تزداد معاناة آلاف النازحين في محافظة تعز، دون حلّ يلوح في الأفق خاصة مع انعدام المساعدات الإنسانية واستمرار الحرب التي تسببت في تشريدهم من منازلهم ، ناهيك عن قساوة الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها .
وتختلف معاناة النازحين إذ نجحت بعض الأسر في الحصول على منازل متواضعة للعيش فيها ، لكنها لم تستطع الحصول على لقمة العيش الكريم غير أنها أكثر حظاً من أسر تفترش المخيمات والمدارس .
وفي مشهد لم يخطر ببال السكان يوماً أن يروه، محمد سعيد غالب وبكلمات مملوءة بالحزن وممزوجة بالدمع والمرارة، يقول لـ"الموقع بوست" إن الجوع قد يجعل أحد بناته تموت في أي لحظة كونه إنسان كبير في السن وأنه هجر هو وأفراد عائلته الثمانية من منزله في الكدحة ويعيش هو وأفراد أسرته في خيمة مهترئة لا تقيهم حرارة الشمس .
ويذكر المواطن أنّ المنظمات غائبة تماماً عن معاناة النازحين مطالباً المنظمات بالنظر إلى معاناتهم في ظل غياب الحكومة الشرعية عن معاناتهم.
أما نائف علي،وهو نازح من مدينة الحديدة فيقول لـ"الموقع بوست" بأن ما يزيد من 100 أسرة نازحة من مدينة الحديدة تواجه ظروفاً صعبة للغاية، لافتاً إلى أن نازحي الحديدة جعلتهم الحكومة الشرعية في سلة المهملات حتى اللحظة، ولم يتعاون مع النازحين إلا بعض فاعلي الخير الذين قاموا بتوفير بعض الاحتياجات الضرورية لهم.
وناشد المواطن نائف كافة المعنيين والمهتمين بالنازحين في تعز بسرعة مساعدتهم والوقوف بجانبهم وتوفير الاحتياجات الضرورية خاصة في ظل تفاقم الوضع في محافظتهم التي تواجه ظروفاً معقدة بسبب الحرب.
ويعيش النازحون معاناة صعبة في أماكن نزوحهم في ظل غياب دور المنظمات الإنسانية وغياب الخدمات الأساسية بعد أن فروا من ويلات حرب المليشيا الانقلابية، فاصطدموا بواقع النزوح المأساوي.