[ القيادي الحوثي حسين العزي ومسؤول أممي ]
تكثف المنظمات الأممية نشاطها مع جماعة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد زيارة قام بها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث استمرت ثلاثة أيام.
وجاءت هذه اللقاءات على إيقاع معركة الحديدة، وعقب تعثر نجاح المشاورات بين الأطراف اليمنية، وتشير في مجملها للعديد من التطورات القادمة.
والتقى مهدي المشاط رئيس ما يسمى "المجلس السياسي" للحوثيين اليوم الأربعاء، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند.
وحسب وكالة سبأ التابعة للحوثيين، جرى خلال اللقاء مناقشة الوضع الإنساني في اليمن جراء استمرار حصار التحالف الذي تقوده السعودية وما خلفه من تداعيات كارثية على مختلف المستويات.
وأوضح رئيس اللجنة الدولية للإنقاذ أن زيارته تهدف إلى الاطلاع على أنشطة اللجنة في اليمن والأوضاع الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني.
وأشار ميليباند إلى أنه التقى أمس عددا من أبناء محافظة الحديدة والصيادين واستمع إلى شرح حول معاناتهم جراء الأوضاع الراهنة، لافتا إلى أنه سينقل كل ما سمعه وشاهده من معاناة الشعب اليمني إلى المجتمع الدولي.
كما بحث المشاط مع الممثل المقيم للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي الوضع الإنساني في اليمن.
وتطرقت منسقة الشؤون الإنسانية إلى الأوضاع في محافظة الحديدة جراء الأوضاع الراهنة، مشيرة إلى أن اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم.
وناقش رئيس ما يسمي مجلس الوزراء في حكومة الحوثيين عبدالعزيز بن حبتور اليوم مع الممثل المقيم لمنظمة اليونيسيف في اليمن ميرتشل ريلانيو علاقات التعاون بين اليمن والمنظمة في مجالات الصحة والتعليم والتغذية والمياه.
وفي اللقاء جرى الاطلاع على الترتيبات النهائية لصرف الدفعة الثالثة من مخصصات الضمان الاجتماعي للأسر المستفيدة البالغ عددها مليون ونصف أسرة التي ستنفذ عبر اليونيسيف بتمويل البنك الدولي بمبلغ 67 مليون دولار.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن اليونيسيف ماضية في برامجها وأنشطتها الإنسانية والمساهمة ضمن المنظومة الدولية في التخفيف من المأساة الطاحنة التي يعيشها الشعب اليمني، مشيرة إلى استمرار تقديم الدعم لبرنامج التغذية في ظل ارتفاع معدلات سوء التغذية في هذه الفترة مع التوسع في إسناد مشاريع المياه والبيئة.
وفي لقاء آخر اليوم، ناقش بن حبتور مع رئيس لجنة الإنقاذ الدولية وزير الخارجية البريطاني الأسبق ديفيد ميليباند، الذي يزور اليمن حاليا والممثل المقيم للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، سير البرامج الإنسانية وتداعيات حرب التحالف والحصار.
وجرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع المأساوية التي يعيشها اليمن حاليا بفعل حرب التحالف السعودي الإماراتي وحصارهما المفروض على اليمن وما تشهده الحالة الإنسانية العامة من تدهور كبير بسببهما، فضلا عن التصعيد العسكري للتحالف في الساحل الغربي وانعكاسه المباشر على مدينة الحديدة ومينائها الذي يستقبل المساعدات الغذائية والدوائية لأكثر من 80 بالمئة من سكان اليمن، وفقا للوكالة.
وناقش اللقاء - حسب وكالة سبأ - سير البرامج الإنسانية للجنة الإنقاذ الدولية في اليمن والتي تشمل قطاعات التعليم والمياه والصرف الصحي وحماية المرأة.
بدوره أكد ميليباند على الشراكة القائمة بين ما أسماه "حكومة الإنقاذ" ولجنة الإنقاذ الدولية والأمم المتحدة في هذه الفترة، لافتا إلى أن رغبته بهذه الزيارة كان للاطلاع والتعرف مباشرة على حجم المعاناة الكبيرة التي يمر بها الشعب اليمني.
وقال "مسؤوليتي هي نقل ما شاهدته إلى المجتمع الدولي والعالم الذي ينبغي أن يستفيق ويفتح عينيه على حقيقة ما يجري في اليمن ".
القيادي الحوثي حسين العزي، نائب ما يسمى وزير الخارجية، بحث أيضا مع رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ميليبان أنشطة اللجنة في اليمن.
وأشار مليباند إلى أن زيارته لليمن تهدف إلى دعم الجهود الإنسانية الرامية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وكذا نقل ما شاهده وسمعه من معاناة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما التقى وزير الخارجية في حكومة الحوثيين هشام شرف اليوم رئيس بعثة أطباء بلا حدود الهولندية لدى اليمن روبرت أونس.
وذكرت الوكالة أنه جرى خلال اللقاء مناقشة أنشطة منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية التي تنفذها في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها اليمن وذلك في مناطق تواجدها وبالأخص الضالع وصعدة وتعز والاستفادة المثلى من المساعدات المقدمة. وتطرق اللقاء إلى التسهيلات التي تحتاجها المنظمة بما يمكنها من تنفيذ أنشطتها الإنسانية.
وقبل يومين وقعت جماعة الحوثي، والمنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، على مذكرة لتنظيم رحلات جوية لإجلاء الحالات الحرجة اعتبارا من 18 سبتمبر الجاري.
وانتقدت الحكومة اليمنية والتحالف العربي، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، على توقيعها مع الحوثيين اتفاقية تقضي بمد جسر جوي لنقل الحالات الحرجة للعلاج خارج البلاد.
وقالت الحكومة إن الاتفاق بإنشاء جسر جوي طبي، تطور خطير وسقوط مدوي يكشف مستوى الدعم الذي تقدمه المنسقة الأممية للحوثيين في تحد صارخ لكافة القوانين والقرارات الدولية المتعلقة بالأزمة اليمنية.
وكان غريفيث قد غادر أمس الثلاثاء صنعاء، بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، وقيادات في الحكومة التابعة للحوثيين غير المعترف بها.
وقال غريفيث في تغريدة على حساب مكتبه في "تويتر" إنه عقد اجتماعات وصفها بـ "البنّاءة" في صنعاء مع قيادة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح الحوثيين) والوفد المفاوض. مشيرا إلى أنه حقّق تقدماً في ما يتعلّق بسبل استئناف المشاورات وتدابير بناء الثقة بما في ذلك اطلاق المساجين والوضع الاقتصادي واعادة فتح مطار صنعاء.
ومنذ أواخر 2014، تشهد اليمن حربا بين الحوثيين والقوات الحكومية، تصاعدت حدتها مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وتسببت هذه الحرب في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص منذ تدخل التحالف العربي في2015، كما تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث تهدد المجاعة ملايين اليمنيين.
وتسعى الأمم المتحدة إلى استئناف محادثات السلام منذ إطلاق التحالف في13 حزيران/يونيو هجوما على مدينة الحديدة على البحر الأحمر، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف، وبمشاركة القوات الحكومية الموالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.