[ العسل اليمني أحد أجود أنواع عسل النحل في العالم ]
يجازف مربو النحل في اليمن بتعريض أنفسهم للخطر، سواء من ضربات جوية أو انفجار ألغام أرضية، أثناء تنقلهم بمناحلهم من منطقة لأخرى على متن شاحنات صغيرة، لكي يتسنى لهم إنتاج بعض أجود أنواع عسل النحل في العالم.
ويتراوح سعر العسل في اليمن بين ألف دولار للكيلوجرام من عسل السدر إلى 68 دولارا للأنواع الأقل جودة، وخارج اليمن يُباع الكيلوجرام بنحو 180 دولارا.
ويعاني اليمن المعروف بإنتاجه العسل من شجرة السدر المعروفة أيضا باسم "شجرة العنّاب" أو "شوك المسيح" من حرب ضروس مستمرة منذ ثلاث سنوات، جعلت سكانه على شفا المجاعة، وتسببت في انهيار اقتصاده.
ويقول اتحاد النحالين اليمنيين إن اليمن كان يُصدّر خمسين ألف طن من العسل سنويا قبل الحرب، لكن صادراته هبطت لأكثر من 50%، وأضاف أن هناك زهاء مئة ألف شخص يعملون في المناحل بالبلاد.
حصار المربين والتجار
وقال رئيس المؤسسة اليمنية لتطوير قطاع النحل والإنتاج الزراعي عبد الله عبد الله يريم "طبعا نحن نعتمد في إنتاج العسل أو تربيتنا للنحل على التنقلات، بحثا عن الماء والمرعى، وهذه الحرب أثرت على تربية النحل؛ فالنحال عندما يريد أن ينتقل من واد إلى غيره أو من مكان إلى آخر يضع في اعتباره أنه مُعرض للقصف الخاطئ أو الاستهداف.
ويتابع يريم حديثه خلال عمله بمنحل بمحافظة المحويط: "مشكلة التصدير عائق كبير؛ فلا توجد لدينا منافذ للتصدير، والمنافذ كلها مغلقة. معنا منفذ واحد هو منفذ الوديعة للسعودية فقط، فإذا أردت أن ترسل إلى ماليزيا أو تركيا أو أوروبا فلا بد أن يكون ذلك عن طريق السعودية، وهذه مشكلة رفعت تكاليف النقل وأدت إلى أن المنتج يصل إلى المستهلك وسعره مرتفع جدا".
أما تاجر العسل اليمني فارس الحوري، الذي يملك أحد أكبر محلات بيع العسل في صنعاء؛ "إن إنتاج العسل قبل الحرب وقبل المشاكل وقبل العدوان وقبل التحالف كان بكميات كبيرة جدا".
الضربات الخاطئة
ويوضح أن النحالين يعانون من نقل مناحلهم الخاصة من منطقة إلى أخرى، لأنه يتم نقل المناحل في المساء، ويكون فيه ضربات خاطئة. مضيفا أن تجارته تعاني من الكساد حاليا لأن كثيرين لم يعودوا قادرين على تكاليف الرفاهيات.
وقال "الآن انخفضت عملية الشراء جدا جدا عن الأول، لأنه الآن لم تعد هناك زيارة أو تنقلات أو دخل، أو معاشات... خلاص توقفت، وتستطيع القول إن عملية البيع توقفت بنسبة 75%".
يذكر أن التحالف العسكري بقيادة السعودية نفذ آلاف الضربات الجوية في معركته ضد جماعة الحوثي، والتي تسيطر على أكثر المناطق المأهولة في البلاد، بما فيها العاصمة صنعاء.
وأصابت بعض الضربات الجوية أهدافا مدنية، رغم أن التحالف ينفي تعمد ذلك، كما قام مقاتلو الحوثي بزراعة ألغام أرضية في الأراضي الخاضعة لسيطرتهم.