[ يتوقع توجّه نحو 90 ألف حاج إيراني إلى الأراضي المقدسة هذا العام (الجزيرة-أرشيف) ]
أعرب إيرانيون عن خشيتهم من أن تستخدم المملكة العربية السعودية عائدات الحج في حربها في اليمن، وفق موقع "ميدل إيست أي" البريطاني المعني بشؤون الشرق الأوسط.
وقال الموقع إن مشاعر الغضب في إيران قوية إلى درجة أنها تمكنت من توحيد الرأي العام بين الكتل السياسية المتنافسة التقليدية، التي تتمثل في من يوصفون بالمتشددين والإصلاحيين، في موضوع الحج الذي يمثل نقطة خلاف موسمي مع السلطات السعودية.
وقال الموقع البريطاني إن تنظيم الحج يواجه كل عام جملة من التعقيدات تتمثل في الترتيبات الورقية، وتأمين الحجاج في مكة والمدينة، والحفاظ على ممتلكاتهم، وخاصة أن معظمهم من المسنين.
ولكن هذا المشهد -يقول ميدل إيست إي- يضاف إليه عامل آخر يزيد الأمور تعقيدا، وهو أن الحكومة الإيرانية تعتزم تقديم 200 دولار لكل حاج، إذ يقدر عدد الحجاج لهذا العام بنحو تسعين ألفا.
المنتقدون لهذه الخطوة الحكومية يقولون إن الأموال ستصب في نهاية المطاف في الحرب التي تقودها الرياض ضد الحوثيين الذين تدعمهم طهران.
وما يثير غضب الإيرانيين هذا العام أن الحكومة تقدم الدولارات بسعر 39 ألف ريال رغم أن سعره يبلغ حوالي 85 ألف ريال في السوق الموازية.
ويرى الإيرانيون أن ذلك الدعم يأتي على حساب قدرة البلاد على تأمين الدواء في ظل ما يعانيه اقتصادها، ولا سيما مع الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في مايو/أيار الماضي.
ويقول منتقدو الخطة الإيرانية إن المسلم مطالب بالحج مرة واحدة في العمر، وإذا ما توفر شرط الاستطاعة، سواء المادية أو الجسدية.
وينقل "ميدل إيست آي" عن أحد الإيرانيين الغاضبين في مواقع التواصل الاجتماعي قوله إن إنفاق الأموال في السعودية هجوم على الفقراء.
وذكّر آخر بأن السعودية تضغط من أجل فرض عقوبات دولية على إيران.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن مطالبة مسؤول تونسي مفتي بلاده بإصدار فتوى لمقاطعة الحج هذا العام بسبب الحرب في اليمن ضربت الوتر الحساس في إيران، حيث كتب موقع "انتخاب" الإخباري "على الأقل تعلموا من تونس التي لا تريد لليمن أن يدمّر أكثر من ذلك".
وكان النائب أمير أبادي فرحاني -وهو عضو في حزب جبهة التسامح- قال في وقت سابق "من غير الملائم أن تدعم الحجاج في حين لا يوجد دعم بالدولار لشراء العلاج".
لكن الداعمين للحج هم أيضا من البارزين، منهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي قال يوم 16 يوليو/تموز الجاري إن إقصاء الحجاج عن مكة يحرمهم من الحج والطريق إلى الله.
كما قال ممثله لشؤون الحج علي غازي عسكر في قوت سابق من الشهر الجاري إن الحج لا ينبغي أن يؤجل أو أن يتوقف.
وأضاف أن أحدا لم يشتك عندما توجّه 750 ألف إيراني إلى تركيا هذا العام، في حين عندما يتعلق الأمر الآن بـ85 ألف حج يعبّر البعض عن احتجاجه.