[ سقطت 3 طائرات إف 16 في حرب اليمن ]
تمتاز كل من السعودية والإمارات بامتلاكهما سلاح جوّ أكثر تفوّقاً بالمقارنة مع بلدان المنطقة العربية؛ لتميّز ما تحوزه هاتان القوتان من مقاتلات لها قدرات عالية على المناورة في أجواء القتال والتصدّي لمحاولات إسقاطها.
ومع خوضهما الحرب في اليمن، اعتمدت السعودية والإمارات على سلاح الطيران المتطوّر الذي تمتلكانه للوصول إلى الأهداف العسكرية في بداية المعركة، ولكنهما سرعان ما خسرتا العديد من الطائرات بشكل لافت.
ومع سقوط كل طائرة عسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في مناطق القتال باليمن، يُرجع المتحدّثون العسكريون دائماً السبب في سقوط الطائرات إلى خلل فني، وهو ما يطرح تساؤلات عن قدرة طيّاري تلك الدول على قيادة هذا النوع من الطائرات والمناورة بها خلال المعارك.
ويضمّ سلاح الجوّ في كل من السعودية والإمارات طائرات من طراز "F 16"، المعروفة بكونها طائرة مقاتلة متعدّدة الأدوار، ولها قدرة كبيرة على المناورة.
وأثبتت تلك الطائرات من خلال مشاركتها في العديد من المعارك قدرتها على الاشتراك في المعارك الجوية والغارات الأرضيّة على السواء.
وتمتاز هذه الطائرات بالأداء القتالي العالي، وارتفاع تكاليف الشراء والصيانة، وهي جَمعت في تصميمها وإمكاناتها بين مواصفات كلٍّ من "F 15" و"F 111" وبين خفّة الوزن وصغر الحجم.
وشارك في صناعة طائرة "F 16" شركات من خمس دول تابعة لحلف الناتو؛ هي: الولايات المتحدة، وبلغاريا، والدنمارك، والنرويج، وهولندا.
وتشرك السعودية والإمارات طائرات "F 16" في معاركهما باليمن.
لكن ما يثير الانتباه أن تلك الطائرة، على الرغم من إمكانياتها العالية، سقط عدد منها من بين مجموعة من الطائرات المقاتلة الأخرى خلال طلعات جوية؛ إما داخل حدود السعودية عند شنّها الغارات، أو فوق أجواء اليمن.
- سقوط 11 طائرة
ومنذ بدء حرب التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات على اليمن، في 26 مارس 2015، خسر سلاح الجوّ لهاتين الدولتين 11 طائرة، بحسب رصد "الخليج أونلاين".
ففي 12 مايو 2015، أعلن التحالف سقوط مقاتلة "16 F" تابعة لسلاح الجو المغربي بسبب "خلل فني"، ومقتل قائدها.
وفي 30 ديسمبر 2015، أعلنت قيادة التحالف سقوط طائرة من نوع "16 F" في منطقة جازان، على أثر "خلل فني"، ونجاة طيار من القوة البحرينية المشاركة في التحالف.
وفي 24 فبراير 2017، أعلنت قيادة التحالف سقوط طائرة أردنية من طراز "إف 16" في نجران، جنوبي السعودية، ونجاة قائدها.
أنواع مختلفة أخرى من الطائرات خسرها التحالف في حربه باليمن تُضاف إلى خسائره طائرات "إف 16".
ففي 22 أغسطس 2015، أعلنت قيادة التحالف مقتل طيارَين سعوديَّين عندما تحطَّمت مروحيّة كانا يستقلانها بالقرب من الحدود مع اليمن.
وشهد 14 مارس عام 2016 تحطّم مقاتلة حربية تتبع لسلاح الجو الإماراتي، من نوع" ميراج"، في الأراضي اليمنية، ومصرع طيّارَين اثنين من قواتها الجوية، دون الإشارة لموقع الحادث، لكن مصادر محلية أكّدت أنه في مدينة" البريقة" بمدينة عدن، جنوبي اليمن.
وفي 12 يونيو لعام 2016، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلّحة الإماراتية سقوط مروحيّة ضمن قوّاتها المشاركة في قوات التحالف، في المياه الدولية، لكن وسائل إعلام يمنيّة قالت حينها إن الحادث وقع قبالة سواحل مدينة المخا، جنوب غربي اليمن.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلّحة الإماراتية، في 13 يونيو 2016، سقوط مروحية عسكرية ضمن قواتها المشاركة في حرب اليمن. وذكرت أن الحادث أسفر عن مقتل طاقم المروحيّة المكوّن من الطيّار ومساعده، في عدن جنوبي اليمن.
وفي 18 أبريل 2017، أعلنت قيادة التحالف مقتل 12 عسكرياً سعودياً في تحطّم طائرة عمودية بمأرب، شرقي اليمن.
ثم أعلنت قيادة التحالف، في 25 يوليو 2016، مقتل طيارَين سعوديَّين على أثر سقوط مروحيّتهما "الأباتشي" في مأرب اليمنية؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، بحسب المتحدث العسكري السعودي.
آخر الخسائر في هذا الصدد وقع الخميس 12 يوليو 2018، حيث أعلن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات سقوط طائرة تابعة للقوات الجوية السعودية، مضيفاً أن طياريها نجوا من الحادث، حسبما نشرت وكالة الأنباء السعودية.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي: إنه "في تمام الساعة الرابعة وإحدى وأربعين دقيقة (04.41) من فجر الخميس، تعرّضت إحدى طائرات قوات التحالف من نوع تورنيدو، تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، أثناء عودتها من مهمّة تدريبية، إلى عطل فني أدّى إلى سقوط الطائرة بمنطقة عسير، ونجاة الطيارين"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وشاركت السعودية بـ 100 طائرة بحربها في اليمن؛ تتضمّن "F15"و، F16"" و"تورنادو"، و"تايفون" مجهّزة بحواضن "داموكلس"، وأرسلت أيضاً طوّافات "كوغار"، وطائرة إنذار "أو إكس إي-3"، في حين شاركت الإمارات بسرب مكوّن من 30 طائرة تضمن مقاتلات "F16" و"ميراج-2000".