[ المبعوث الأممي مع السفير فيصل أمين أبو راس في صنعاء ]
كثف مسؤولون أوروبيون زياراتهم للعاصمة اليمنية صنعاء مؤخرا حيث تتواجد السلطة المركزية والسياسية لجماعة الحوثي.
وخلال هذا الأسبوع التقى مهدي المشاط رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الذي تشكل من حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي شخصيات أوروبية أبرزها أنطونيا كالفو بويرتا رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن التي استقبلها اليوم، إضافة للمبعوث الخاص لوزارة الخارجية السويدية إلى اليمن، ناهيك عن الزيارات المستمرة للمبعوث الأممي، ومدراء برامج الأمم المتحدة في صنعاء.
الاتحاد الأوروبي
وذكرت وكالة الأنباء "سبأ" التابعة للحوثيين في صنعاء أن لقاء المشاط مع رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن تركز على مناقشة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في اليمن، وتصعيد التحالف العربي في الساحل الغربي واستهدافه لكل مقومات الحياة في اليمن.
وقال المشاط خلال اللقاء إن دور الأمم المتحدة في اليمن تسيطر عليه بعض الدول وتسيره في اتجاه إطالة أمد العدوان (وصف يطلقه الحوثيون على حرب التحالف العربي) من خلال عرقلة مساعي المبعوث الأممي لتضمن استمرار مصالحها، قائلا بأن إضاعة الوقت سيؤدي في النهاية إلى إفشال مهمة المبعوث الأممي الحالي كما كان الحال مع المبعوثين السابقين.
وأعرب القيادي الحوثي عن تطلعه في اضطلاع الاتحاد الأوروبي بدور مهم في هذه المرحلة بخصوص دعم التسوية في اليمن ووقف ما سماه العدوان حتى يكون هناك نوع من التوازن في المواقف الدولية تجاه اليمن، وقال بأنه على استعداد للتعامل بإيجابية كبيرة والترحيب بأي دور أوروبي أو روسي في هذا الاتجاه.
رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي قالت خلال اللقاء بأن الاتحاد مهتم بشكل كبير بإيجاد حل في اليمن، وذكرت بأن الاتحاد شرح في الأمم المتحدة خطورة التصعيد الحاصل بالقرب من ميناء الحديدة والكارثة الإنسانية التي سيخلفها على الشعب اليمني.
وأضافت: "عبرنا عن دعمنا الكامل لدور الأمم المتحدة وأكدنا لمارتن غريفيث بأنه يمكنه الاستفادة من دعمنا له".
وقالت أنطونيا كالفو بويرتا إن الاتحاد الأوروبي يعمل مع الأمم المتحدة على رفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة للسماح بتدفق السلع الضرورية وتدفق المساعدات الإنسانية لليمنيين وكذا تخصيص رحلات علاجية للمرضى ودعم علاجهم في الخارج.
مبعوث السويد
السويد هي الأخرى أرسلت مبعوثها إلى العاصمة صنعاء للقاء قيادات الحوثي، وفي الثلاثين من يونيو الماضي التقى مهدي المشاط المبعوث الخاص لوزارة خارجية مملكة السويد إلى اليمن وليبيا السفير بيتر سيمنبي.
وظلت السويد بعيدة عن اليمن، وفق تعبير سفيرها، الذي أكد أن بلده مهتم بالجانب بالجانب الإنساني في اليمن وإيجاد حل للحرب على اليمن.
وشاركت السويد في صياغة البيان الرئاسي الأخير الذي صدر عن مجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في اليمن، كما شاركت في تنظيم مؤتمر المانحين مع سويسرا حول اليمن وشاركت أيضا في المؤتمر الإنساني الأخير الذي عقد في فرنسا.
وفي حين أكد السفير السويدي أن بلاده من أكبر الدول المانحة لمنظمات الأمم المتحدة وغيرها العاملة في اليمن، قال بأن بلاده كان لها موقف معارض عبر وزارة الخارجية السويدية من الهجوم على مدينة الحديدة لما لذلك من آثار كارثية وإنسانية على الشعب اليمني.
وكان أبرز ما خرج به لقاء السفير السويدي مع القيادي الحوثي مهدي المشاط في صنعاء هو إعلان السفير استعداد بلاده استضافة جولة من المفاوضات القادمة إذا وافقت جميع الأطراف اليمنية.
العرض السويدي في استضافة مشاورات يمنية قادمة لم ينحصر في حديث السفير السويدي مع مهدي المشاط، فقد أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير السويدي أولوف سكوغ، الاثنين الماضي أن بلاده "على أتم الاستعداد لإجراء محادثات مع أطراف الأزمة اليمنية للتوصل إلى حل للصراع الدائر في البلاد".
وأوضح سكوغ، في مؤتمر صحافي في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة تولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري، أن "السويد تحدثت إلى المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، ونحن على أتم الاستعداد لإجراء محادثات مع أطراف الأزمة للتوصل إلى حل للصراع".
زيارات أممية
وتأتي هذه اللقاءات للاتحاد الأوروبي والسويد مع الحوثيين في صنعاء مع استمرار الزيارات التي يقوم بها المبعوث الأممي لليمن في إطار جولته لإفساح المجال للعملية السياسية، حيث زار العاصمة صنعاء أربع مرات خلال شهر واحد.
ونهاية الشهر الماضي التقى المشاط الرئيس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف هيرنيتا فور، وبحث معها العديد من القضايا.
ووفقا لوكالة سبأ التابعة للحوثيين فقد أوضحت المسؤولة الأممية أن اليونيسيف قامت بتحويل مبالغ مالية لدفعتين على المستفيدين والمحتاجين والمتضررين من الحرب كما تعمل على توزيع الدفعة الثالثة من إعانات الضمان الاجتماعي والتي يستفيد منها عدد كبير من المواطنين.
ولفتت إلى أن المنظمة تعتزم تنفيذ مشاريع لدعم وتأهيل الشباب في المرحلتين الإعدادية والثانوية وتدريبهم على كيفية الاعتماد على النفس ومواجهة الظروف التي يمرون بها ووضع الحلول المناسبة لها.
ويبدو القاسم المشترك في حديث المسؤولين الأوروبيين هو حديثهم عن أهمية تعزيز فرص الحل السلمي لما يجري في اليمن، ورفض الحل العسكري، وتجديد الدعم للمبعوث الأممي.