[ ميناء الحديدة - أرشيف ]
قال جيريمي كونيانديك المسؤول السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومكتب المساعدات الخارجية للكوارث إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الاثنين بشأن الحديدة تعد ضوءا أصفر في أحسن الأحوال.
وكان بومبيو قال في بيان أصدرته الخارجية الأمريكية "لقد تحدثت مع الزعماء الإماراتيين وأوضحت رغبتنا في معالجة مخاوفهم الأمنية مع الحفاظ على التدفق الحر للمساعدات الإنسانية والواردات التجارية المنقذة للحياة".
وتابع قائلا" "نتوقع من جميع الأطراف أن تفي بالتزاماتها بالعمل مع مكتب الأمم المتحدة للمبعوث الخاص للأمين العام في اليمن بشأن هذه القضية، ودعم العملية السياسية لحل هذا النزاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، وتخطيط مستقبل سياسي مستقر لليمن".
وقال كونيانديك لموقع المونيتور الأمريكي "أعتقد أن الغموض في حد ذاته سيُنظر إليه كضوء أخضر من قبل الإمارات العربية المتحدة والسعودية وهذه ديناميكية مهمة".
وتابع كونيانديك: "عندما أعود إلى الحكومة كنا نعطي الضوء الأحمر باستمرار على الحديدة وغيرها من الأمور غير السليمة التي يريد السعوديون والإماراتيون القيام بها" ، وأضاف: "لا يكفي عدم إعطاء اللون الأخضر عليك أن تعطي الضوء الأحمر بنشاط ".
وقال السفير الأمريكي السابق في اليمن جيرالد فايرستاين للمونيتور تعليقا على تصريحات بومبيو: "أعتقد أننا كنا نقول للإماراتيين إنه من الأفضل عدم القيام بذلك لكننا سندعمهم إذا ما تقدموا".
لكن السفيرة الأمريكية السابقة في الإمارات باربرا ليف قالت إن تصريح بومبيو لم يكن التأييد الكامل الذي قد ترغب الإمارات في سماعه.
وقالت ليف بأن تصريحات بومبيو تعني أن الخارجية الأمريكية تتفهم مخاوف الإماراتيين حول اليمن لكن إشارته كانت إلى المبعوث الأممي مارتن جريفيث.
وقالت السفيرة ليف والتي تعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني إن إدارة ترامب جاءت راغبة في تحسين العلاقات مع الإمارات والسعودية، وهي مترددة في انتقادها علنا.
وأضافت" إنهم لا يريدون الدخول في عمليات انتقاد وبيانات ونقد حادين، ولن يفعلوا ذلك، إنهم يريدون تجنب قول أي شيء حرج بشكل علني، والإماراتيون يريدون أن يسمعوا نعم بشكل كامل، ولا أعتقد أن هذا ما سيحصلون عليه".
ونقل المونيتور عن مسؤول بارز في إدارة أوباما قوله بأن جريفيث لم يتمكن من إقناع السعوديين بالقدوم إلى الطاولة.
وقال المسؤول "هناك العديد من التقارير الموثوقة تفيد بأن الحوثيين مستعدون للقدوم إلى الطاولة"، مضيفًا أنه "لا يزال يتعين عليهم إثبات أنهم محاورين يمكن الاعتماد عليهم الذين يتعهدون بالتزاماتهم".
وقال المسؤول الأمريكي البارز السابق: "سيكون من المقلق للغاية أن تكون هناك فرصة الآن لاختبار مدى استعداد الحوثي للتوصل إلى قرار سياسي / عسكري ويختار السعوديون والإماراتيون ترك هذه الفرصة على الطاولة وعدم استغلالها.
إلى ذلك قال المحلل لشاتام هاوس بيتر ساليسبري "ليس من قبيل المصادفة أنه في الوقت الذي تشير فيه الإمارات والسعوديون إلى أنهم قد يهاجمون الحديدة عندما يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبومبي في سنغافورة يقومون بدبلوماسية كوريا الشمالية".
وأضاف: "لقد تعلمت السعودية والإمارات خلال السنوات الخمس أو الست الماضية أن الخط الأحمر من الولايات المتحدة ليس خطًا أحمرًا فعليًا، ويمكن أن يتآكل".
وقال ساليسبري: "تعلمت الإمارات أنها تستطيع طلب المغفرة بدلاً من الإذن".