[ تقارير دولية كشفت ازديادا مضطردا في أعداد المعتقلين لدى الحوثيين ]
تعذيب نفسي وجسدي يوميا، وحرمان من النوم، وتعليق من الأرجل، وبتر أعضاء في الجسم.. هذه يوميات المعتقلين في سجون جماعة الحوثي منذ الانقلاب على الشرعية في 21 سبتمبر/أيلول 2014 وحتى يومنا هذا.
وكشفت تقارير دولية عن ازدياد مضطرد في أعداد المعتقلين لدى جماعة الحوثي واختطاف سبعة آلاف شخص منذ دخول الجماعة العاصمة صنعاء، وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان -ومقره جنيف- أن 1077 شخصا تعرضوا للتعذيب الوحشي على يد المليشيات.
المدير التنفيذي برابطة الأمل أنس الصراري يصف الفترة التي قضاها في سجن الأمن السياسي بصنعاء بأنها "جحيم، حيث مارسوا أساليب تعذيب وحشية بحقي".
تعذيب وحشي
ويوضح الصراري -الذي اعتقل كونه ناشطا اجتماعيا معارضا للحوثيين- أن التعذيب مورس عليه من خلال الضرب بالهراوات والكابل والعصي الكهربائية والتعليق لأكثر من عشرين ساعة، وهو الأمر الذي تسبب له في شلل.
أما المعتقل السابق لدى الحوثيين نشوان الحيدري، الذي كان يعمل فني طيران بقاعدة طارق الجوية في تعز، فقد تحدث عن "تعذيب وحشي تجاوز كل الحدود".
ويقول نشوان "لقد تم بتر رجلي بشكل متعمد وضربي بشكل مستمر على الرجل الأخرى، وطعنت بآلات حادة في أجزاء متفرقة من جسدي، وتم تعليقي فترات طويلة، فضلا عن التعذيب النفسي بشكل يومي".
ويضيف أن اعتقاله -الذي استمر ستة شهور- تم من منزله في إب، قبل أن يتم اقتياده إلى صنعاء بعد أن أطلق الحوثيون على رجله النار، ويؤكد "طبعا تعرضت لكل ذلك التعذيب داخل مستشفى الثورة بصنعاء".
الناشط السياسي فؤاد الهمداني تم اعتقاله أيضا من قبل الجماعة أثناء مشاركته في تظاهرات تطالب برحيل الحوثيين من صنعاء. ويروي الهمداني قصة تعذيبه قائلا "اختطفت من قبل الحوثيين وأخفيت قسرا في زنازين انفرادية في عدة أماكن".
ويضيف "كانت تلك الزنازين في مبنى محافظة صنعاء، فندق هلتون الآن أمام دائرة التوجيه السياسي والمعنوي في التحرير، وكذلك في منزل عبد ربه في الستين، وقسم القبة الخضراء في شارع هائل، والاحتياطي ومنزل علي محسن وجامعة الإيمان".
ويؤكد أنه تعرض للتعذيب بشكل وحشي، حيث عذب وحقق معه معصوب العينين في غرفة مظلمة، ولم يستطع من شدة الألم أن يميز بأي الآلات تم إلحاق الأذى به.
توثيق الانتهاكات
ويرى مسؤول الرصد والتوثيق في منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي أن المنظمات الحقوقية المحلية تعمل بكل ما أوتيت من إمكانيات لوقف هذه الانتهاكات بحق المعتقلين، ودورها يقتصر بدرجة أساسية على توثيقها لحفظ حقوق الضحايا وكشف حجمها وبشاعتها للعالم لتشكيل ضغط محلي ودولي على الحوثيين.
أما الباحثة بمجال حقوق الإنسان في اليمن كريستين بيكرلي، فترى أنه "لا شيء يبرر تعذيب الناس أو إخفاءهم فترات طويلة جداً". وتضيف أن "على الحوثيين وقف كل هذه الانتهاكات والحرب لا يمكن أن تكون مبررا لها".