[ أرشيفية ]
تتنامى ظاهرة الاغتيالات في مدينة تعز، إذ باتت تجنح الخلايا المنفذة لها، لاستهداف جنود الجيش الوطني بشكل مباشر، ناهيك عن اغتيال عناصر وقادة في الجيش الوطني، خلال الأشهر الماضية .
وسجلت خلال اليومين الماضيين أكثر من خمس حوادث اغتيال تعرض لها جنود الجيش الوطني في مدينة تعز، كما أصيب ثلاثة آخرون .
وتفيد المعلومات أن أكثر من 250 جنديا من قوات الجيش الوطني قتلوا جراء عمليات الاغتيالات من قبل مسلحين مجهولين في مدينة تعز منذ العام الماضي ، في حين يتوزع الضحايا على مختلف الألوية العسكرية في تعز، وهو ما يؤشر إلى أن عمليات الاغتيالات تندرج في إطار القضاء على منظومة الجيش الوطني .
وقال مصدر عسكري لـ"الموقع بوست" إن جنود الجيش الوطني والأمن باتوا عرضة لعمليات الاغتيال دوما، أثناء قيامهم بعملهم وواجبهم الإنساني تجاه المدنيين، حيث تعرض جنود من اللواء الخامس حرس رئاسي يوم الأحد للاستهداف برصاصات مسلحين، أردتهم قتلى وجرحى، أثناء تأدية عملهم في شارع النقطة الرابعة" بالإضافة إلى أن أحد جنود اللواء 170 دفاع جوي ومحافظ حكومة الأطفال بتعز تعرضوا للاستهداف برصاص مسلحين مجهولين وتوفي الجندي حبيب الطاهري على الفور وأصيب محافظ حكومة الأطفال معين الدهبلي وأيضا جندي من قوات الأمن تعرض للاستهداف برصاص مسلحين في شارع 26 وأردوه قتيلاً على الفور.
وأضاف المصدر أن الاغتيالات تنامت بشكل كبير منذ بداية شهر رمضان الفضيل، لافتاً إلى أنه هناك تواطؤ من قبل محافظ محافظة تعز أمين محمود ، بعد أن أوقف الحملة الأمنية ومن ضمن المطلوبين أمنيا الذين تم القبض عليهم خلال الحملة الأمنية تم إطلاق سراحهم في تبادل للأسرى بين اللجنة الأمنية وكتائب أبي العباس .
وأشار المصدر إلى أن الجنود الذين قتلوا مؤخرا تم استهدافهم في مربع كتائب أبي العباس .
وأكد المصدر،أن كتائب أبي العباس تنشط لإخماد قوات الأمن والقضاء على جنود الجيش الوطني وبحماية من محافظ محافظة تعز أمين محمود لتنفيذ أجندة خارجية لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل فرض حزام أمني لمحافظة تعز .
وشهدت مدينة تعز،أول أمس الاثنين، اشتباكات عنيفة بين كتائب أبي العباس وقوات تابعة للجيش الوطني على خلفية مقتل جنديين وإصابة آخر من اللواء الخامس حرس رئاسي ومقتل جندي من اللواء 170 دفاع جوي وجندي اخر يتبع الشرطة العسكرية.
وقصفت كتائب أبو العباس من مواقعها في قلعة القاهرة بالرشاشات الثقيلة، شوارع مدينة تعز أثناء الاشتباكات مما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة ثمانية مدنيين آخرين.
وبعد الأحداث التي شهدتها مدينة تعز، خرج محافظ محافظة تعز أمين محمود بتوجيه بتشكيل حملة أمنية بصورة عاجلة بتأمين مدينة تعز والقبض على القتلة والخارجين عن القانون .
وبحسب توجيه محافظ تعز فإن الحملة المشكلة تتكون من خمسة أطقم عسكرية من قوات الأمن الخاص وثلاثة أطقم من الشرطة العسكرية وطقمين ومدرعة من كتائب أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع وطقم ومدرعتين من اللواء الخامس حرس رئاسي وطقمين من اللواء 22 ميكا وطقمين من اللواء 170 دفاع جوي وطقمين من اللواء 17 مشاة وثلاثة أطقم ومدرعة من قوات محور تعز .
واستهجن ناشطون تضمين كتائب أبي العباس ضمن الحملة الأمنية لملاحقة المتهمين باغتيال جنود الجيش الوطني.
وقال ناشطون لـ"الموقع بوست" بأن تكليف محافظ محافظة تعز لكتائب أبي العباس للمشاركة في الحملة الأمنية وتغاضي الحكومة الشرعية عن الأمر، والاستمرار في التعامل مع أبي العباس المدرج ضمن قوائم الإرهاب، وبوصفه أحد القادة العسكريين المنضوين تحت مظلة قوام الجيش المحسوب عليها، بأنه أمر ليس له من معنى سوى الخفة والتساهل والاستهتار والتقصير والإهمال والحماقة والغباء، قبولا بالدخول، بسذاجة، في أفخاخ نصبت لتعز وللشرعية نفسها.
ويرى متابعون أن الأحداث التي تجري في مدينة تعز " تسيء للسلطة الشرعية معربين عن استهجانهم من هدف "متخذي القرار والتساهل مع أبي العباس المصنف إرهابيا ومما يدور في رؤوسهم"، وفي ذلك إشارة واضحة لـ"قيادة السلطة الشرعية".
ووفقا لما تحدث عنه ناشطون في تعز فأن ما يجري من أحداث واشتباكات متكررة من قبل كتائب أبي العباس في تعز كان يفترض على الحكومة الشرعية القيام بها بعد التصنيف الأمريكي والخليجي لأبي العباس كأحد المتهمين بالإرهاب وتمويله، هو تجميد نشاطه داخل الجيش وإرغامه على تسليم العتاد العسكري .
وأرجعوا السبب في تنامي مثل هذه الأحداث وارتفاع وتيرتها في الآونة الأخيرة " إلى سكوت السلطة الشرعية وعجزها السياسي"، ويقصدون بذلك رئيس الحكومة الشرعية عبدربه منصور هادي .
ويرى سكان محليون أن استمرار الأحداث في مدينة تعز " تؤكد عن وجود دور إماراتي في الدفع بأبي العباس للواجهة في فرض واقع جديد في مدينة تعز يتماهى مع الأهداف الإماراتية، في إشارة واضحة لإنشاء حزام أمني تديره قوات إماراتية، مؤكدين أن هذه الأحداث هي هدفها النيل من مدينة تعز وأن معاناة المواطنين أصبحت خارج المعادلة.