[ أنور قرقاش ]
قال وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش إن التحالف العربي سيبقى في اليمن حتى بعد هزيمة الحوثيين، وذلك لمساعدة الدولة اليمنية في مواجهة الإرهاب نتيجة الضعف الذي سيصيبها عقب عملية التحرير.
وأوضح قرقاش في تصريح صحفي لموقع (defenseone) الذي يعني بالأخبار والتحليلات عن الأمن القومي في واشنطن إن هزيمة الحوثيين لن تؤدي بالضرورة إلى إنهاء الحاجة للقوات التي تقودها السعودية ضمن التحالف العربي في اليمن، وسيصبح بقاؤها داخل اليمن أمر حقيقي للغاية.
وذكر أن ذلك يعتمد على الحكومة اليمنية الجديدة في القيام بعمليات مكافحة الإرهاب، وأضاف: "أي دولة يمنية ستظهر ستصبح في البداية دولة ضعيفة، وستتعرض للمضايقة إذا لم نقم بمعالجة الجانب الإرهابي منها، وأعتقد أن هذه فرصة ذهبية بالنسبة لنا لتدمير القاعدة، وقد حققنا نجاحاً هائلاً في مختلف المجالات ضد القاعدة في اليمن ".
وقال قرقاش الذي ترجم "الموقع بوست" تصريحاته بأن التمرد الحوثي أصبح ضعيفا، بسبب الضغط العسكري للتحالف المكون من السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وغيرها، وفق تعبيره، واعتبر أن مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح مثل بداية النهاية بالنسبة للحوثيين، وأكد أن الضغط العسكري على الحوثيين ماض لتغيير الحسابات وتحقيق حل سياسي، وأردف بالقول: "نحن لا نبحث عن نصر عسكري كامل".
وقال قرقاش بأن جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث ستؤدي إلى تسوية سياسية وحل سلمي للنزاع، وأن الأطراف فشلت في حل النزاع في المرة الأخيرة لأن الحوثيين رفضوا إخراج ميليشياتهم من العاصمة وبعض المراكز الحضرية.
وذكر بأن الأسلحة التي تصل الحوثيين تأتيهم من ميناء بندر عباس الإيراني عبر طرق مختلفة، ويجري تركيبها لاحقا في اليمن، وقلل من التهديدات الصاروخية للحوثيين في إطالة الحرب، وقال إنها مجرد حيلة لتحويل الانتباه بعيدًا عن سيطرتهم على الأرض في المعارك الحالية.
من ناحية أخرى قال شادي حميد من معهد بروكينجز لذات الموقع بأن الموقف السعودي والإماراتي بشأن اليمن ثابت إلى حد ما، ولكن ليس بالضرورة بطريقة جيدة.
وأضاف: "يقول المسؤولون في التحالف إنهم لا يسعون إلى النصر التام، وإنهم جاهزون لتقديم تنازلات، ولكن في الواقع، ما نراه باستمرار مع التحالف الذي تقوده السعودية هو عدم المرونة ومقاومة دون الأخذ في الاعتبار الأمور الإنسانية للمجتمع الدولي.
وتابع قائلا: على الرغم من سوء الحوثيين وإيران، فإنهم (التحالف) لا يستطيعون تبرير التدخل المدمر الذي أدى إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وأردف: هذا ليس مستغرباً، فالقيادة السعودية والإماراتية الحالية اعتمدت على وعي ذات نهج متشدد بشكل متزايد في كل المسارح، سواء كان ذلك مع إيران، أوالأزمة أو مع قطر، والقضاء على جماعة الإخوان المسلمين، أو اليمن.
وقال حميد بأنه يتفق مع ما قاله المسؤولون الإماراتيون بأنه لا يمكن أن يكون النصر كاملاً، لكنه استدرك بالقول: "لا يوجد أحد وخاصة في إدارة ترامب على استعداد للسيطرة على السياسة الخارجية العدوانية التي تأتي من الرياض وأبوظبي".