[ تظاهرة في برلين لوقف بيع السلحة للسعودية والإمارات ]
طالب مشاركون في مظاهرة نظمت اليوم الثلاثاء بالعاصمة الألمانية برلين، حكومة المستشارة أنجيلا ميركل باتخاذ إجراءات قانونية تلزم شركة راينميال للمعدات الدفاعية بإيقاف صادراتها من الأسلحة إلى السعودية والإمارات اللتين تقودان ضربات التحالف العربي في اليمن منذ ثلاث سنوات.
وقال متحدثون في المظاهرة -التي تمت أمام مقر الاجتماع السنوي لشركة راينميتال- إن استمرار الشركة بتصدير الذخائر والأسلحة إلى السعودية والإمارات يمثل إسهاما في تغذية الحرب المدمرة التي أعادت اليمن إلى العصر الحجري، وفي تعزيز الحصار الذي حول أكثرية ساحقة من اليمنيين إلى فقراء متلقين للمساعدات.
وأشار قادة حزب اليسار المعارض -الذين تصدروا المظاهرة- إلى أن تصدير أسلحة ألمانية بقيمة 160 مليون يورو إلى السعودية في الربع الأول من العام الجاري، يثير شكوكا حول جدية تعهد كل من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي في اتفاق تشكيلهما للحكومة الألمانية الحالية على إيقاف صادرات البلاد من الأسلحة لأطراف الحرب الدائرة باليمن.
وقال توبياس بفلوغر نائب رئيس حزب اليسار النائب في البرلمان الألماني (البوندستاغ) في تصريح للجزيرة نت، إن الحرب التي تشنها السعودية والإمارات في اليمن دمرت هذا البلد الفقير وتراثه الأثري العريق، وتسببت في إصابة مليونين من أطفاله بأمراض سوء التغذية، وجعلت 70% من سكانه غير قادرين على العيش من غير مساعدات إنسانية.
وأضاف بفلوغر -الذي سبق أن زار اليمن مرتين- أن تصدير زوارق حربية ألمانية للسعودية يمثل مساهمة بالحصار البحري الذي يفاقم من معاناة اليمنيين، ويجعل الحكومة الألمانية تخاطر بتحمل قدر من مسؤولية الحرب البربرية التي تشنها السعودية باليمن، وما يترتب عليها من قتل للمدنيين وانتهاكات تتعارض مع القانون الدولي والمعاهدات الإنسانية.
وفي السياق نفسه، دعا ممثلون لمنظمات حقوقية إيطالية الحكومة الألمانية لتنفيذ ما تعهدت به من إصلاحات بشأن تصدير الأسلحة، لمنع شركة راينميتال من الاستمرار في تصدير الأسلحة لأطراف الحرب باليمن عبر فرعيها في إيطاليا وجنوب أفريقيا.
وأشاروا إلى أن الشركة التي تعتبر أكبر منتج للسلاح في ألمانيا، صدرت عبر شركة "أر دبليو أم" -التي تعتبر فرعها بإيطاليا- كميات ضخمة من قذائف الهاون، وطلقات المدفعية إلى السعودية والإمارات منذ عام 2013 عبر ميناء سردينيا.
يذكر أن تحالفا من حزبي اليسار والخضر المعارضين ونوابا في البرلمان الألماني ومنظمات حقوقية ونقابات وحركات سلام، هو الذي دعا إلى المظاهرة المعارضة لتصدير شركة راينميتال الأسلحة إلى عدد من مناطق الحروب والأزمات بالشرق الأوسط.