[ أرشيفية ]
تظل مشكلة صيانة اسطوانات الغاز التالفة مشكلة مؤرقة للمواطن اليمني، الذي أصبح ينتظر الموت في كل لحظة، ومع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد إقبالا كبيرا على الاستهلاك لمادة الغاز المنزلي، يزداد كابوس الموت المرتقب وهو المشهد الأكثر حضورا في أذهان المواطنين.
مأسٍ وكوارث راح ضحيتها العشرات نتيجة انفجارات أو تسرب الغاز من الإسطوانات التالفة أو التي تفتقر للصيانة الدورية مع ارتفاع الأرقام والحوادث المؤلمة في ظل حراك إعلامي لا يملك سوى تغطية الأحداث ومخاطبة جهات لا تسمع النداء ولا تستجيب لصراخ المواطن المنكوب.
ألغام مزروعة وقنابل موقوتة في كل منزل وبيت يمني قابلة للانفجار في أي وقت مع مرور أعوام وقسم الصيانة في شركة الغاز لا يحرك ساكنا رغم حصولهم على الإيرادات اليومية المخصصة للصيانة في كل مرة يعاد تعبئة الإسطوانة.
ضحايا الاهمال
لم تكن حادثة مواطنة وطفلها الرضيع من أبناء محافظة ريمة في قرية الأكمة هي الأولى أو الأخيرة والتي توفيت مع طفلها نتيجة انفجار أسطوانة الغاز التالفة نهاية العام 2016م فقد سبقتها وتلتها حوادث أخرى.
وفي مشهد آخر أكثر مأساوية كانت مدينة إب على موعد مع انفجار إسطوانة غاز في أحد المطاعم الشعبية في العام 2016 راح ضحيته أكثر من 20 شخصا بين قتيل وجريح، وكل هذا يحدث نتيجة التقصير والإهمال لشركة الغاز وعدم قيامها بمسؤوليتها تجاه المواطنين بالقيام بمسؤولياتها.
ففي محافظة ذمار كانت الضحية أسرة كاملة من بيت الجبري انفجرت إسطوانة الغاز وسقط المنزل على رؤوس ساكنيه في فبراير 2018 فمتى سيتم إسدال الستار على هذا المسرح وإيقاف هذه المشاهد المروعة؟
لا صيانة مع وجود الإيرادات
منذ مطلع العام 2016 لم يتم صيانة إسطوانات الغاز المنزلية التي يفترض أن يتم صيانها الدورية باستمرار رغم تراكم الإيرادات الخاصة بالصيانة حيث يتم احتساب ما بين 10 إلى 14 ريالا من إجمالي قيمة كل إسطوانة غاز (20 لترا) عند تعبئتها.
مصادر خاصة تحدثت لـ"الموقع بوست" عن خروج 85 مقطورة غاز يوميا لتوزيعها للمحافظات وفي كل مقطورة 24 طنا، أي ما يعادل 24 ألف إسطوانة غاز هذا إذا تم تعبئة الإسطوانة بـ20 لترا.
وأضاف "لو تم ضرب 24 ألف إسطوانة في 10 ريالات مقابل الصيانة عند كل تعبئة إسطوانة سيكون الإجمالي 240 ألف ريال عن كل مقطورة يتم توزيعها للبيع ومن خلال هذا الناتج نستطيع إيجاد الإيرادات اليومية بضرب 240 ألف ريال عن كل مقطورة في 85 مقطورة غاز تخرج يوميا من منشأة صافر سيكون ناتج الإيرادات اليومية لبند الصيانة فقط "20،400،000"
وذكر أن الإيرادات الشهرية ستتجاوز الــ 600 مليون ريال فلو قمنا بضرب إجمالي الإيراد اليومي في عدد أيام الشهر سيكون الناتج الشهري للصيانة 612 مليون ريال.
يقول المواطن أحمد علي عبده من أبناء محافظة إب يسكن حاليا في مأرب "نحن نعي ونعرف مدى خطورة استخدام إسطوانات الغاز التالفة أو التي لم يتم صيانتها إلا أنني عاجز عن فعل شيء فمن نخاطب؟".
وأضاف "أنا كمواطن مضطر لاستخدام إسطوانة الغاز رغم معرفتي بما قد تسبب لا سمح الله وغيري الكثير ممن يعرف ذلك لكن نحن نتساءل لماذا الجهات المعنية صامتة ولم تقم بواجبها وهي تعرف ما قد يحصل للمواطن وهذا تقصير وإهمال متعمد وهدفه إزهاق أرواح المواطنين".
واختتم حديثه "أخرج من منزلي وعقلي منشغل في الأولاد والعائلة من جراء ما قد يحدث من تسرب غاز جراء استخدام الإسطوانات الغير مصانة إذا سمح الله وأناشد كل الجهات والمعنيين بإنقاذ أرواح المواطنين وهذه مسؤولياتهم أمام الله وأمامنا كشعب".
إذن هذه هي الأوضاع والمخاوف الصعبة التي يعيشها المواطن جراء الخوف الناتج عن حدوث كوارث ومأسٍ تسببها إسطوانات الغاز التالفة والغير قابلة للاستخدام.
صمت رسمي
نشرت الكثير من الأخبار والعديد من التقارير حول موضوع إهمال صيانة إسطوانات الغاز المنزلي والكوارث التي حلت على بعض منازل المواطنين بعد انفجار إسطوانات الغاز التي لم يتم صيانتها الدورية وسوء استخدام المواطنين أحيانا والتعامل مع الإسطوانات بعشوائية.
ومع وجود كل ما سبق ذكره إلا أن الحكومة الشرعية لم تحرك ساكنا في موضوع الصيانة، متحججين بالوضع الذي تمر به البلاد رغم استعداد شركات الصيانة القيام بعملها تحت أي ظروف، حسب الاتفاقات والعقود بين الجانبين، ومع وجود الإيرادات الطائلة، لا بد للجانب الحكومي الخروج من الصمت، وتوضيح ماهية الأمور التي تعيق صيانة إسطوانات الغاز المنزلي.