[ انتصارات مفاجئة للجيش التابع الشرعية في عدد من الجبهات على حساب الحوثيين -الجزيرة نت ]
لم تستبعد الباحثة اليمنية بالمؤسسة العربية للأبحاث بواشنطن فاطمة الأسرار موافقة الحوثيين على وقف الحرب مقابل تسوية سياسية، لكنها استبعدت موافقة طهران، ومع ذلك دعت للتجاوب مع مقترحات حوثية وإيرانية للتسوية رغم غموضها.
وذكرت أن هناك نشاطا دبلوماسيا مكثفا منذ يناير/كانون الثاني الماضي حول الحرب باليمن، كان آخره لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وولي العهد السعودي الخميس الماضي، وسبقته زيارات لممثل الحوثيين محمد عبد السلام إلى سلطنة عمان، حيث تردد أنه التقى مسؤولين سعوديين، وأعقبت ذلك زيارة لوزير الدولة العماني للشؤون الخارجية إلى طهران، وفي فبراير/شباط الماضي زار عبد السلام طهران، وتردد أنه كان الأسبوع الماضي في الرياض.
وظل الحوثيين وإيران يرسلون إشارات متناقضة؛ مثل زيارات عبد السلام الذي ذُكر أنه يحمل اقتراحا حوثيا لتسوية دائمة للحرب في اليمن، وفي الوقت نفسه إطلاق مجموعة من الصواريخ الأحد الماضي ضد أهداف سعودية.
وأكدت الباحثة أن الحوثيين عانوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية نكسات سياسية واقتصادية وعسكرية كبيرة، أضعفت مجمل وضعهم، الأمر الذي جعلها تتوقع أن يسعى الحوثيون إلى تسوية سياسية. وتساءلت عما إذا كانت إيران ستسمح لهم بالتفاوض بنية حسنة.
وقالت إن استمرار الحرب في اليمن لا يكلف إيران إلا القليل، بينما يمنحها وكيلا مؤتمنا وقادرا، نجح في الاستيلاء على عاصمة عربية أخرى، ووفر لها الوسيلة لضرب الرياض وأبو ظبي مباشرة، وفرصة لنكران المسؤولية عن ذلك، بالإضافة إلى إجبار السعودية والإمارات على تحويل المال والقوى البشرية والموارد الأخرى لحماية أراضيهما من الهجمات الحوثية.
ولذلك استبعدت الباحثة موافقة إيران على التسوية السياسية باليمن قبل حصولها على مكاسب دبلوماسية كبيرة في الشام والعراق، أو في الاتفاق النووي، أو رفع العقوبات الدولية.
وكان الحوثيون وإيران تقدموا باقتراحات متماثلة تقريبا لحل الأزمة اليمنية، لكنها غامضة؛ إذ تدعو لإنهاء عمليات التحالف العربي، بينما لا تشير إلى وقف الحشد وتسلح الحوثيين، ولا تلزم إيران بوقف دعمها العسكري للحوثيين،، وهي شروط ليس من المرجح أن تتنازل عنها الحكومة اليمنية (الشرعية) أو التحالف العربي.
ومع ذلك، قالت إن هناك احتمالا لأن يكون الحوثيون وإيران صادقين في إبداء الرغبة في التفاوض حول إنهاء الصراع باليمن، وعلى الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي اختبار نوايا إيران والحوثيين وصدقهم بالاستجابة الحذرة لمقترحاتهم.