[ محاولة اغتيال الداعية والخطيب عمر دوكم ]
أثارت حادثة إصابة خطيب وإمام مسجد العيسائي بتعز عمر دوكم ومقتل الدكتور والتربوي رفيق الأكحلي برصاص مسلحين مجهولين اليوم الجمعة، موجة عضب واسعة لدى اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، في ظل موجة التصفيات التي طاولت خطباء ودعاة في مدينة عدن وحضرموت والضالع، خلال الفترة الماضية.
وأطلق مسلحون مجهولون النار على عمر دوكم، خطيب جامع العيسائي، في منطقة المسبح، بمدينة تعز، مما أدى إلى إصابته ومقتل الأكحلي الذي كان إلى جواره.
وجاء الحادث، في ظل موجة التصفيات التي تستهدف خطباء وأئمة مساجد في مدينة عدن، على وجه خاص، حيث تعرض أكثر من 20 خطيب وإمام وداعية لعمليات اغتيال ومحاولات، خلال الأعوام الأخيرة.
بصمات الإمارات
وفي السياق علقت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، قائلة، إن "جريمة اغتيال رفيق الاكحلي واصابة الشيخ عمر دوكم امام مسجد العيسائي في تعز اليوم، تحمل نفس بصمات الاغتيالات التي طالت خطباء المساجد في عدن"، معربة عن إدانتها واستنكارها للجريمة.
واضافت كرمان "بدأت أيادي المحتل الإماراتي تعبث في تعز، إذاً وستستمر في العبث في كل مكان من ارجاء الوطن الحبيب حتى يتم شلها وإيقافها، والشعب اليمني غالب على محتليه، هكذا يقول التاريخ".
استهداف للثقافة والمدنية
الصحفي سعيد ثابت سعيد مدير مكتب الجزيرة باليمن قال إن "اغتيال المربي رفيق الأكحلي وإصابة الداعية عمر دوك، عملية إرهابية تحمل رمزية صارخة للاستهداف المباشر للوعي والثقافة والمدنية في تعز".
اغراق تعز في الفوضى
البرلماني اليمني شوقي القاضي قال إنها "جريمة بشعة وخطيرة ارتكبها طرف يجب أن يكشف ويواجه من جميع أبناء تعز، وإلا سيتسلسل إجرامهم، ولن ينجو منه أحد".
وحدد القاضي، المجرمين بخمسة أطراف وقال إن "الطرف الأول هو القاتل المباشر والمنفذ والمخطط للجريمة، وهو طرف يسعى لـضرب أطراف فيما بينها، وتصفية تعز من خيرة أبنائها، وإغراقها في مسلسل الاغتيالات الخطير، وقال بمنطق "إبحث عن المستفيد" فقد يكونوا الانقلابيين الحوثيين وشركاءهم، أو جماعات إرهابية، أو مرتزقة لتنفيذ أجندات مماثلة لما يحدث في عدن.
وأشار إلى أن هناك أطراف شاركت في هذه الجريمة بالتحريض أو التقصير وربما التواطؤ والتخطيط العام وسماهم بالطرف الثاني، وقال "هم دعاة فتنة التحريض ضد دعاة الدولة المدنية واليمن الاتحادي ومخرجات مؤتمر الحوار.
وقال إن "الطرف الثالث يتثمل بالشرعية والرئاسة والحكومة والسلطة المحلية والأمنية والعسكرية التي بيدها ضبط الأوضاع، وكشف المجرمين والمعرقلين لتعزيز مؤسسات الدولة واستتباب الأمن في تعز، ولا يمكن أن تكون جماعة أو مليشيا أقوى من الدولة ومؤسساتها إن كانوا صادقين.
والطرف الرابع –حد قوله - التحالف "السعودي الإماراتي" الذي جعل من تعز محرقة لأبنائها ومواطنيها، وخذل تعز، ويماطل في تحريرها، لتحقيق أجندات خاصة به، ليست لمصلحة اليمنيين والشرعية، مشيرا إلى ان الأحزاب السياسية وأنانياتها وصراعاتها الصغيرة والحقيرة التي قزمت قضية تعز وأضعفتها هي الطرف الخامس في القضية.
الإمارات
من جانبه علق الكاتب عبدالعزيز النقيب قائلا "لهذا جاء أمين محمود محافظا لتعز، لن تجدوا مجرما واحدا من القتلة وإن قبضتم عليه سيتم تهريبه إلى خارج اليمن".
واضاف "السلطة التنفيذية والأمنية بيدهم ولديهم عصابات التنفيذ الاجرامية، فماذا لدى الثوار لصد العدوان الاماراتي على ابناء تعز؟.
مشاريع قذرة
الناشط محمد مهيوب فغرد قائلا " إن تعرض عمر دوكم الخطيب المتنور، لسان تعز المدني وصوت العقل والنور والثورة والمقاومة، المثقف والخطيب الوسطي والاكثر قدرة على الاقناع بفكره النقي، لمحاولة اغتيال، عمل ممنهج ووفق مخطط للانتقال لتصفيات الشخصيات المؤثرة المجددة والتنويرية وأصحاب الكلمة الطيبة والعقلاء ومناهضي التطرف واستهداف للثقافة والمدنية".
واضاف "محاولة اغتيال الخطيب دوكم تطور ملفت وخطير يستدعي من الجميع دق ناقوس الخطر، وعدم الصمت وتكاتف كل ابناء تعز لحماية المدينة من اقبح ما يراد لها".
ودعا الجميع إلى الاصطفاف لتفويت مشاريع الاستهداف التي تتربص بتعز وبالجميع ونبذ الخلافات التي دائما ما تقوي العصابات المأجورة وتجعلها توغل في جرائمها.
ضرب تعز من الداخل
اما الصحفي صدام الكمالي فقال إن "محاولة اغتيال عمرو دوكم تفتح مرحلة جديدة من الفوضى في تعز والمحافظ الجديد يتحمل كامل المسؤولية في ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة".
وقال "تسعى أبوظبي إلى أن يتصدر السلفيين والمتشددين في تعز على حساب الأصوات المعتدلة والمعروفة، وهو - حسب قوله- مسلسل بدأته في عدن وتسعى لنقله إلى تعز ولاحقا إلى مأرب".
ودعا الكمالي أبناء تعز للتكاتف ورص الصفوف أمام عدو من نوع آخر يسعى لضربهم من الداخل".