[ أفراد من قوات ما يسمى بالنخبة الحضرمية - أرشيف ]
شكك مركز ستراتفور الأمريكي للدراسات الأمنية والإستراتيجية بوقوف تنظيم القاعدة حول الهجوم الذي تعرض له جنود ما يسمى بالنخبة الحضرمية الممولة إماراتيا يوم الأربعاء وأسفر عن مقتل 12 جنديا منهم.
وقال المركز في موجز تحليلي نشره على موقعه الإلكتروني -ترجمه الموقع بوست- إن القاعدة في شبه الجزيرة العربية هي الجماعة الجهادية المسيطرة في اليمن، معتبرا أن الهجوم الأخير في المكلا كان أكثر وحشية من الهجمات التي نفذها التنظيم من قبل، وهو ما يثير مخاوف جديدة بشأن الإرهاب في اليمن، وكيف يؤثر في الحرب الأهلية الأوسع في البلاد.
وأوضح المركز بأن عدم تبني تنظيم القاعدة للحادث الأخيرة الذي وقع في مديرية حجر بحضرموت والتي حدث فيها قطع رؤوس الضحايا يشير إلى احتمال أن من نفذ ذلك الهجوم وحدة مارقة أو عصابة إجرامية، خاصة أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تتجنب مثل هذه الأساليب الوحشية، واستشهد المركز باعتذار القاعدة في عام 2014م بعد قيام أعضاء في التنظيم بقطع رأس مجموعة من الجنود اليمنيين.
ويعد مركز ستراتفور أحد مراكز الدراسات الإستراتيجية والأمنية في أمريكا، وهو أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية، وتطلق عليها الصحافة الأمريكية اسم "وكالة المخابرات المركزية في الظل" أو الوجه المخصخص للسي آي إيه، وفق ويكيبيديا.
وأشار المركز إلى أن هذا الوضع يثير المخاوف من أن مجموعة التنظيم يمكن أن تكون مجزأة، وأن مجموعة جديدة يمكن أن تظهر، أو أن فرع الدولة الإسلامية في اليمن قد يتوسع، ويضيف: وعلى نفس المنوال هناك احتمال أن يتحول قلب القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى أساليب أكثر وحشية.
اقرأ أيضا: مجلة أمريكية: حرب السعودية في اليمن زاد من نشاط القاعدة
واعتبر المركز أن الجغرافية الجبلية والجافة في حضرموت مواتية لتشغيل الجماعات المتطرفة التي تحاول تجنب الكشف، كما هو الحال في المشهد الاجتماعي للمحافظة.
وقال بأن القبائل التي تعيش في حضرموت لديها علاقة معقدة مع الجماعات المتطرفة و تتعاون أحيانًا معهم، وأحيانًا تقاومهم، وأحيانًا تتعايش معهم، لكن العديد من تلك القبائل تلتزم أيضًا بالقواعد الأخلاقية الصارمة، التي تحظر تشويه الجثث.
وأردف معلقا: "إذا كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يغير تكتيكاته في الواقع، فإنه يخاطر بتنفير القبائل التي يعتمد عليها من أجل وجودها، وهي القبائل التي تكون في كثير من الأحيان ليست حليفا أيديولوجيا للتنظيم".
ونفذت دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتولى الإشراف الكامل على مدن الجنوب اليمني عدة حملات عسكرية لمواجهة تنظيم القاعدة في حضرموت ومحافظات أخرى جنوب اليمن، لكن تلك الحملات أخفقت في تطويق تنظيم القاعدة رغم التهويل الإعلامي الذي رافقها.
اقرأ أيضا: تحليل لواشنطن بوست: انتصارات الإمارات وأمريكا على القاعدة في اليمن غامضة