قصة مؤلمة لطفل من تعز خطفت قذائف الموت اثنين من اشقائه
- الخميس, 05 نوفمبر, 2015 - 09:29 مساءً
كان يلعب رفقة شقيقيه في صباح من صباحات تعز المدينة الجريحة؛ ولأنهم في تعز فإن الموت يرقبهم في كل لحظة؛ ويتحين فرصه للانقضاض على أجسادهم النحيلة.
كالعادة أرسل الموت قذيفة عبر مليشياته المتمركزة في أطراف المدينة لتسلب أرواح الأطفال ولتمزق أجسادهم وتحيلها الى أشلاء، أصيب شقيقي الطفل الذي يظهر في الصورة باكيا.. الغبار ملأ المكان والدماء تحولت الى أشبه ببركة حمراء؛ التفت الطفل من حوله كان هنا شقيقي..! لكنهما لم يعودا هنا حيث تم نقلهما الى المشفى؛ لحقهما الطفل الى المستشفى ليطمئن عليهما بحث عنهما طويلا بخوف الطير الذي فقد جناحيه ويبحث عنهما في كل زاوية وعش.. ووكر للحياة.
لم يكن الطفل يعلم أن الصدمة في انتظاره ووكر الموت هو وحده المكان الذي اختبأ فيه (جناحيه) شقيقيه.. لقد إختفيا وللأبد!
لم يتمالك الطفل نفسه ولم يستوعب الموقف ليغمى عليه عندما رءا جسديهما الطاهرين في ثلاجة العبور نحو الآخرة.. فاق الطفل في محاولة أخرى لاستيعاب اللحظة علّه يكون كابوس أو مزحة ثقيلة اعتاد شقيقيه على استخدامها معه في كل ليلة لعب، لكنه انصدم مجددا بالواقع الأليم ليغمى عليه مرة أخرى.
خرج الطفل خارج المشفى ودموعه تسابقه الخطى بينما جسده يتثاقل بالسير من هول حمل الفراق والأسى الكئيب؛ وفي لحظة استرجاع للذكريات تجددت الصدمة ليغمى عليه مرة ثالثة ويفيق بعدها أخيرا ومعه جرحه العميق وجناحيه قد تم قصهما ليفقد بهما القدرة على الطيران في عالم الطفولة والحياة الجميلة.
أصبح طيرا يسير في الأرض بلا جناحين ورفاقه الصغار من حوله كل منهم يرفرف بجناحيه.. أصبح طيرا مكسور الجناحين وشقيقيه تحولا من جناحين له الى طائرين في الجنة.
وتبقى المدينة عش جريح وهي على موعد دائم من كسر أجنحة الحياة وبقية الأعشاش والأوكار من حولها تكتفي بالمراقبة ولملمة ريَش أجنحة طيور العش الجريح.. المدينة المذبوحة والتاريخ لا يرحم.