[ محافظ تعز محمود ]
تصاعدت حدة التراشقات الإعلامية مؤخراً ضد إعادة إنتاج النظام السابق في مدينة تعز بعد عودة عدد من مسؤولي السلطة المحلية إلى مزاولة أعمالهم، وهو الأمر الذي أدى إلى غضب شباب الثورة متهمين محافظ تعز الجديد الدكتور أمين أحمد محمود بإعادة مخلفات النظام السابق، على حساب ثورتهم .
وأكدت مصادر لـ"الموقع بوست" أن "محافظ تعز الجديد محمود، عين علي قاسم، مديراً لمكتبه، مشيرة إلى أن علي قاسم كان مدير مكتب حمود خالد الصوفي أثناء توليه منصب محافظ تعز، وبعد إقالته كان مدير مكتب شوقي هائل الذي تم تعينه في 2012 خلفاً للصوفي.
وبحسب المصادر فإن وكيل محافظة تعز للشئون الفنية مهيب الحكيمي السابق هو الآخر عاد إلى مزاولة عمله في السلطة المحلية، لافتة إلى أن محافظ تعز محمود، وجه دعوة أيضاً لبعض رموز النظام السابق من أجل العودة إلى المدينة، أبرزهم الأمين العام السابق للمجلس المحلي محمد أحمد سعيد الحاج، بالإضافة إلى جابر عبد الله غالب، وعبد الله أمير.
احتقان سياسي
ورجحت بعض المصادر أن عودة "عدد من رموز نظام صالح" للعمل بناء عن دعوة موجهة من المحافظ محمود سوف تزيد من الاحتقان السياسي في مدينة تعز، وقد يزداد الصراع الداخلي في المدينة خلال الأيام المقبلة.
وتتهم مكونات شبابية وثورية في مدينة تعز رموز النظام السابق الذين يحاولون العودة عبر محافظ تعز محمود إلى الواجهة بالتورط في قمع الاحتجاجات الشعبية وارتكاب جرائم قتل طالت العشرات من أبناء المحافظة إبان ثورة شباب الثورة الشعبية السلمية ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في العام 2011، وبحسب مراقبين، فإن تعز قد تعود إلى ما قبل ثورة 11 فبراير التي أطاحت بنظام صالح.
تدوير رموز الفساد
فارس البناء أحد شباب ثورة فبراير كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعيداً عن مسألة "تدوير رموز الفساد" والنفخ في الجسد الميت ومن يختزل وجود الكفاءات ورجال الدولة في النظام البائد، هو بالضرورة يقف ضد ثورة فبراير الخالدة؛ كونها انتفضت على نظام "صالح" المتخم بالفساد والمزدحم باللصوص.
وأضاف "هناك يجري تلميع غير مباشر لحقبة قاتمة السواد، لا يعد الحوثي بكل وحشيته سوى وليد من رحمها المشوه مضيفاً جيل فبراير شبَّ عن الطوق، ويؤمن بأن ثورته ضمت كل النخب العلمية والثقافية والعسكرية في البلاد بمختلف أطيافها وانتماءاتها ومحاولة الالتفاف على أهداف الثورة هو طعن غادر في ظهر الجيش الوطني والمقاومة، الذي يرابط أبطاله في جبهات القتال منافحين عن كيان الدولة وكرامة الإنسان.
وقال البناء "ما زلنا في قلب المعمعة، وما يحدث يضر كلياً بمعركة تقرر وجود الدولة أو انتهاءها إلى أجل غير معلوم ويعرف اليمنيون هذا جيداً، وفي سبيل ذلك ينزفون أبناءهم وإخوانهم وأرواحهم على مدى 3 أعوام.
وتابع "يبدو المستحيل أقرب إليهم من التراجع أو الحيد عن طريق المجد الذي يسلكون مؤكداً التضحيات هي السند الروحي لهذا الجيل الذي لا ينهزم".
تسويات مشبوهة
اما الناشطة الحقوقية رفيقة الكهالي فقالت في منشور لها إن قيادة محور تعز هي المسؤولة عن حماية وحراسة ابواب المحافظة، فالسور المنيع الذي تبذل من أجله الأرواح، لا يمكن السماح بتصدعه تحت مسمى التسويات والصفقات والإدارة المشبوهة.
وأضافت الكهالي نحن نحذر قيادة المحور والأمن من التهاون أو التساهل أو الاستهتار، الذي استغله بعض الحمقى ممن اعتقد أن الأمور مرتبة لإعادة تدوير المخلفات، وفي ظل وضع الحرب والحصار واستمرار نزيف الدم الذي تسفكه النساء والأطفال والشيوخ في البيوت والمدارس والطرقات، وفي جبهات العزة والكرامة، وعلى يد مليشيا بقايا نظام صالح والحوثيين، ممن تسللوا للمدينة.
وتابعت الكهالي "نضم أصواتنا للأصوات التي تنادي بإيجاد آلية للتحقيق في كل من يتوافد للمحافظة والتأكد من براءة يديه وذمته من تهمة المشاركة في جرائم الإبادة التي ارتكبت بحق تعز وأبنائها الذين ندعوهم للتصدي للعبث الحاصل الآن داخل تعز.
تحدي كبير
ومع تنامي الاحتقان السياسي في مدينة تعز يصف متابعون ما يحدث في محافظة تعز بالتحدي الكبير، بعد أن كانت الأحزاب السياسية قد رحبت بالمحافظ الجديد، وأبدت استعدادها للتعاون معه في مواجهة التحديات التي تواجهها تعز على مختلف الأصعدة في ظل عمل بعض الجهات التي تسعى لإفشال المحافظ عبر إقحامه في مسائل خطرة ، ربما لا يدرك أبعادها السلبية على الوفاق السياسي ، والنسيج الاجتماعي لتعز .
ومن جانبه وصف الإعلامي محمد الحذيفي، أحزاب اللقاء المشترك بالفاشلة واعتبرها "كارثة على الوطن"، وقال في منشور له على الفيسبوك إن "أحزاب اللقاء المشترك التي كنا نعتبرها الحامل السياسي لثورة التغيير، ونعتبرها الحامل الوطني للشرعية بجيشها ومقاومتها مؤتمنة على دمائهم أصبحت اليوم ساكتة عن تدوير المحافظ الجديد محمود لمخلفات النظام السابق الذين شاركوا الحوثي بحصار تعز ونهبوا رواتب الموظفين مع الحوثيين واشتركوا بقتلنا ونهبوا موارد تعز طيلة سنوات الانقلاب، ليعودوا اليوم فرادى وجماعات.
وأضاف الحذيفي أن "أحزاب اللقاء المشترك أصبحت مثل الأحزاب الكرتونية التي تبارك بمخلفات النظام السابق ومسرحية اعادتهم، لافتاً إلى أن هذه المسرحية قد تكون الفصل الأخير من وجودهم السياسي أمام الشعب وأمام الأجيال".