تعرّضت صحافية بريطانية في اليمن إلى مضايقات تواصلت عدة أسابيع من طرف الحوثيين، إثر محاولتها التقاط صور في صنعاء. وسلطت الضوء على مختلف أنواع الإساءة التي تطال صحافيين عربا وأجانب في المدينة، والتي تشمل الترهيب والاختطاف والتعذيب أحيانا.
وأدلت شارلين رودريغيز بشهادتها حول ما قاسته في اليمن في مقال نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، تحت عنوان «العالم يحتاج لمتابعة ما يجري في اليمن.. لكنه يتم إسكات الصحافيين». وحكت شارلين تفاصيل اعتقالها من طرف عناصر ميليشيا الحوثي بعدما كانت تحاول تصوير أحد مواقع الصراع في صنعاء، إذ وجدت نفسها محاصرة فجأة من عدد من المسلحين الذين حاولوا انتزاع الكاميرا من بين يديها قبل أن يعتقلوها داخل أحد المواقع المدمرة لعدة ساعات. ورغم أنها كانت تحمل تأشيرة تسمح لها بممارسة مهنة الصحافة في اليمن من لندن، فإن الاستجواب استمر لساعات طويلة. وكتبت شارلين: «إلا أن الأمر لم يتوقف هنا. فقد تعرضت لمضايقات استمرت عدة أسابيع عبر اتصالات هاتفية منتظمة، وزيارات لمقر إقامتي في أحد فنادق صنعاء من قبل عناصر الأمن الوطني».
وبينما ينبغي نقل معاناة اليمنيين إلى العالم، فإن تعرض الصحافيين للترهيب والاختطاف والتعذيب يحول دون ذلك. وتوضح شارلين أن المضايقات من هذا النوع وأكثر تزايدت ضد الصحافيين في اليمن وأصبحت شائعة منذ أن سيطرت ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء العام الماضي، وهو ما دفع كثيرا من الصحافيين المحليين إلى المغادرة إلى قراهم التي ينتمون إليها، أو مغادرة البلاد بأسرها. وأضافت أن بعض الصحافيين تعرضوا لهجمات وتهديدات، بينما تعرضت منازل بعضهم الآخر إلى الاقتحام وإتلاف ممتلكاتهم، مشيرة إلى أن أسرهم تعيش في حالة من الرعب.