[ قناة الجزيرة ]
طالب نشطاء يمنيين بالاعتذار لقناة الجزيرة في اليمن وذلك بعد حملة سابقة شنها يمنيون على خلفية تغطية القناة للملف اليمني، متهمين أنها تقوم بتأجيج الصراع من خلال تركيزها على الدور الإماراتي والسعودي في اليمن، وجاءت أحداث عدن لتبين مصداقية القناة وصحة تناولها لما وصفوه بالمؤامرة السعودية الإماراتية على اليمن.
وقال الكاتب محمد المياحي، "الآن وقد أصبح التحالف العربي عارياً ومكشوفاً، يتوجبُ علينا جميعاً أن نعتذر لقناة الجزيرة". مضيفا "نعتذر عن سذاجتنا وتشكيكنا الدائم مما كانت تُحذرنا منه، ويجدر بنا أن نتخلى عن مكابرتنا ونعترف لها بالحقيقةِ الصادمة، الحقيقة التي اشتغلت عليها القناة منذُ شهور وقاومناها طويلاً، نعترف أننا تعاملنا مع صراخها من أجلنا بسذاجةٍ مفرطة".
واضاف "كان كلّ شيئاً واضحاً منذ البداية، وما إن بدأت القناة في مكاشفتنا به، تفننا في الدفاعِ عن ضلالتنا وذهبنا بعيداً نفتش عن دوافعها فيما تقول". وقال "بدأ تعاملنا معها أشبه بعجوزِ حمقاء حذرها أحدهم من ثعبان يدور في منزلها ويكاد يلسعها؛ فهاجمت من يحذرها؛ ليس لأن الثعابين لا تتواجد في منزلها –حسب قوله- بل لكونها تثق بصداقة الثعابين".
وتابع المياحي "كانت القناة تحشد الأدلة والحجج؛ كي تؤكد لنا مخطط الإمارات للاجهاز على الشرعية وإعاقة عملية التحرير وتغذية نزعات الانفصال واللهو بكلّ شيء في بلادنا، وكنا نقول: هذه مكايدات سياسية ليس أكثر أو قل، وحتى من كان يصدق ما تقول، لا ينسى أن يشكك بمهنيتها".
وقال "كانت الجزيرة تجهر بالحقيقة التي آل إليها التحالف وتحذر من العبث بمصير الأمة اليمنية وكنّا ندهس المنطق الذي تقدمه ونحرس أوهامنا حول التحالف جيدا، ثم نهمس: اللعنة على الجزيرة لقد أصبحت توالي الحوثيين وتميل إلى إيران أكثر من وقوفها معنا".
واضاف "في حقيقة الأمر لم تكن القناة قد أصبحت صديقة لعبد الملك، نحن فقط من استعديناها بلا سبب وحزمناها بذلك المنطق، أما هي فقد كانت تتخذ سلوك العلاج بالصدمة؛ كي يفيق اليمني من سباته العميق وينتبه لخاتمة اللعبة التي يديرها التحالف على أرضه".
وأردف الكاتب "وبدلاً من أن تتماشى مع مزاجنا المخدر حول أوهام النصر، كانت تصعقنا بحقيقة المآل الذي ينتظرنا، وكان ذلك أمر يزعج سكينتنا ويجعلنا نهيج ضدّ الحقيقة المرّة بدلاً من تدبرّ طريقة للافلات من الورطة التي أوقعنا فيها التحالف".
وختم حديثه بالقول "حتى الآن وقد تكشفت حقيقة التحالف بعد الأحداث في عدن وموقفه المتراخي من حركة التمرد، سيفضل البعض البحث عن تفسيرات تطمينيه للمسألة كي لا ينهار يقينه الخادع حول مصداقية الأخوة الأعداء، وكعادته سيواصل كيل التهم لـ "موزة والجزيرة" محملاً إياها أسباب المأساة اليمنية كلها".
الناشط ياسين العقلاني بدوره قال "اعتذر عن كل منشور انتقدت فيه تغطية الجزيرة لملف اليمن"، مضيفا "اخطأنا حين وثقنا بمن كنا نعتقد أنهم حريصين على بلادنا، لكنهم استخدموا أساليب الخداع بوضوح وعيني عينك بتحدي للشرعية التي منحتهم مشروعية تواجدهم في أرضنا".
وتابع العقلاني قائلا "كانت الجزيرة تخبرنا عن مكرهم وخداعهم، فكذبناها، رغم الشواهد على الأرض".
ونشر المحامي والناشط الحقوقي خالد الأنسي استبيان على صفحته بموقع "فيسبوك " للتصويت بعد أحداث عدن الأخيرة والتي تساءل عن مدى مصارحة الجزيرة لليمنيين بالحقيقة التي لم تكن تعجبهم، وكشفت لهم أجندة التحالف ومؤامرات السعودية والإمارات التي كانت تطبخ من وراء الكواليس.
وصوت على الاستبيان 68 % بأن الجزيرة صارحت اليمنيين وكشفت لهم أجندة التحالف ومؤامراته على اليمن.