[ أحد شوارع مدينة الغيضة مركز محافظة المهرة ]
محافظة يمنية تطلق عليها تسمية البوابة الشرقية لليمن، تقع جنوب شرقي البلاد على الحدود مع سلطنة عمان، توجهت صوبها الإمارات وسعت إلى توسيع نفوذها فيها عبر شراء ولاءات قبلية.
الموقع
تقع محافظة المهرة في أقصى شرق الجمهورية اليمنية على امتداد الأرض الموازية للبحر العربي الممتدة شرقا حتى الحدود الدولية مع سلطنة عمان، وشمالا حتى صحراء الربع الخالي وغربا حتى وادي المسيلة بمحافظة حضرموت.
وتبعد عن العاصمة بحدود 1318 كيلومترا، ويشكل سكانها ما نسبته 0.5% من إجمالي سكان اليمن، ولذلك فهي تعد أقل المحافظات من حيث عدد السكان، لكنها تعد ثاني أكبر المحافظات اليمنية بعد حضرموت، وتعادل مساحتها مساحة دولة الإمارات.
عاصمة المحافظة هي مدينة الغيضة التي تبعد عن المكلا 522 كيلومترا، وفيها يقع الميناء الجوي، ويعد ميناء "نشطون" من أهم موانئ المحافظة.
تتكون تضاريس المحافظة من جبال وسهول ساحلية ووديان عميقة وقيعان وصحارى مترامية الأطراف.
المناخ
يسودها المناخ المداري الجاف باستثناء منتزه حوف السياحي المثير، تبلغ درجة الحرارة في حدها الأعلى 33 درجة والأدنى 18 درجة، وذلك في المناطق الساحلية المحاذية لشواطئ البحر العربي، بسبب هبوب الرياح الموسمية المشبعة بالنسمات الباردة.
الاقتصاد
يعتمد سكان محافظة المهرة على الأعمال التجارية، وفي المدن والهضاب والمناطق الداخلية يعتمدون على الزراعة وتربية الماشية، وسكان الشريط الساحلي يعتمدون على الصيد، فشواطئ المهرة خصوصا تتوفر فيها أسماك الشروخ والروبيان بكثرة.
ومعروف تاريخيا أن محافظة المهرة من المحطات المهمة على طريق التجارة البحرية، كما أنها موطن قديم لزراعة شجرة اللبان، واكتشفت فيها مناطق سياحية وعيون مياه كبريتية، إلى جانب أعراف وفنون مهرية متميزة، وأهل المهرة رواد بحر أشهرهم الملاح المرشد سليمان المهري.
كما تشتهر الغيضة بتربية الثروة الحيوانية وصيد الأسماك، وتوجد في أراضي محافظة المهرة موارد طبيعية وإمكانات اقتصادية متنوعة، منها المعادن والذهب والرخام.
مطامع إماراتية
تقيم سلطنة عمان علاقات وثيقة مع زعماء وشيوخ القبائل في محافظة المهرة الواقعة على حدودها، ومنهم آل عفرار، وفي أغسطس/آب 2017 أصدرت مرسوما يقضي بمنح الجنسية العمانية لأسرتي رئيس الوزراء اليمني الجنوبي السابق حيدر أبو بكر العطاس وسلطان المهرة الشيخ عيسى بن عفرار، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذا المرسوم السلطاني 69 شخصا من أبناء الأسرتين.
وبعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990 بنت السلطنة جسورا متينة مع القوى القبلية والسياسية في المحافظة اليمنية عبر حزم متوالية من المشاريع التنموية والاستثمارية ومنحت سكانها امتيازات خاصة وجنست الكثير من الأسر المهرية.
غير أن السلطات الإماراتية توجهت صوب هذه المحافظة في خضم الحرب الدائرة باليمن، واستخدمت الهلال الأحمر الإماراتي غطاء لتوسيع نفوذها عبر شراء ولاءات قبلية وكسب شخصيات سياسية واجتماعية وأمنية، ثم تحركت عسكريا وأمنيا بإنشاء معسكر تدريب وتشكيل ما تسميها قوات "النخبة المهرية".
وبحسب ﻋﻀﻮ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ اليمني ﺑﺪﺭ ﻛﻠﺸﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﺮﻱ، فإن الحضور الإماراتي في محافظة المهرة أتى بعد أشهر من إطلاق عاصفة الحزم.
وقال في تصريح للجزيرة نت نشر في ديسمبر/كانون الأول 2017 إن الإمارات فتحت مكتبا ومعسكرا بمدينة الغيضة مركز المحافظة لتدريب من تم تجنيدهم، وتم ﺩﻣﺠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍلأﺟﻬﺰﺓ ﺍلأمنية.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أطاح أواخر عام 2017 بمحافظ المهرة الشيخ محمد عبد الله كده الحليف الأبرز لسلطة عمان وحامل جنسيتها، وهي الإطاحة التي كشفت عن ضغوط إماراتية كبيرة مورست عبر السعودية ضد هادي لإقالة الرجل، ورفض محافظ المهرة الانضمام إلى المجلس الانتقالي الانفصالي الذي تدعمه حكومة أبو ظبي.
وسبق لصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن نشرت أواخر يوليو/تموز 2017 تقريرا تحت عنوان "عُمان تتخوف من نفوذ أبو ظبي في اليمن"، وقالت فيه إن أول هذه المخاوف هو الدور المتزايد لدولة الإمارات في الأجزاء الجنوبية من اليمن.