[ اللواء فضل القوسي أثناء لقاء في مأرب لحزب المؤتمر الشعبي يؤيد الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ]
تمكن قادة عسكريون موالون ومقربون من الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح من الفرار من العاصمة صنعاء، باتجاه مناطق سيطرة قوات الشرعية في محافظات شرق وجنوب البلاد.
وباتت مدينة مأرب -معقل قوات الشرعية- وجهة كثير من القادة العسكريين والسياسيين من حزب المؤتمر الشعبي العام للنجاة بأنفسهم من بطش مليشيا الحوثي الانقلابية.
وكانت مليشيا الحوثي قد أحكمت قبضتها على صنعاء أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي في أعقاب قتل حليفهم الرئيس السابق صالح والأمين العام لحزب المؤتمر عارف الزوكا وعشرات آخرين من القادة العسكريين والمدنيين.
ومن أبرز القادة العسكريين الفارين من صنعاء، قائد الحرس الجمهوري الأسبق اللواء علي صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل صالح، وهو أول قائد للحرس الجمهوري وبقي في منصبه حتى عام 1998.
وكان اللواء علي صالح الأحمر قد عين ملحقا عسكريا للسفارة اليمنية في واشنطن، ثم شغل منصب مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة حتى نهاية حكم علي عبد الله صالح بداية العام 2012.
ومن أبرز القادة العسكريين الذين وصلوا مأرب قائد قوات الأمن المركزي السابق اللواء فضل القوسي الذي أعلن انضمامه إلى الشرعية والمقاومة الشعبية، كما لحق به محافظ ذمار الأسبق العميد يحيى العمري.
وكانت أنباء قد تحدثت عن تمكن العميد طارق محمد عبد الله صالح قائد قوات الحرس الخاص بصالح وابن شقيقه، من مغادرة اليمن بعد تمكنه من الإفلات من مليشيا الحوثي التي كانت تطلب رأسه باعتباره قائدا عسكريا قاد المواجهات معهم في صنعاء.
كما لجأ وزير النفط بحكومة صنعاء الانقلابية غير المعترف بها دوليا ذياب بن معيلي إلى منطقته في مأرب، بينما فر من صنعاء القيادي المؤتمري قاسم الكسادي نائب رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" المنوط به قيادة الدولة في مناطق سيطرة الحوثيين.
كما فر من صنعاء عشرات النشطاء السياسيين والمدنيين بينهم محمد المسوري المحامي الخاص لصالح، بالإضافة إلى نشطاء وسياسيين منهم نبيل الصوفي السكرتير الصحفي لصالح، وإعلاميون من قناة "اليمن اليوم" التابعة لحزب المؤتمر الشعبي، وأيضا القيادية بالحزب نورا الجروي الوكيلة السابقة بوزارة الشباب والرياضة.
الاعتراف بالشرعية
وكان لافتا أن معظم القادة المؤتمريين الفارين من صنعاء أعلنوا اعترافهم بالشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، ووقوفهم إلى جانب الجيش الوطني وتأييدهم للتحالف العربي.
وعقد قادة الحزب بمأرب لقاء دعوا فيه قادة وأعضاء المؤتمر الشعبي إلى اللحاق بهم وتأييد الرئيس هادي، إلا أن قادة الحزب في صنعاء عقدوا اليوم الأحد لقاء في أحد فنادق العاصمة، بحضور قادة حوثيين وتحت رقابة مليشياتهم، وأعلنوا تولي صادق أمين أبو راس رئيسا للحزب.
واعتبر السفير اليمني السابق في سوريا عبد الوهاب طواف في تصريح للجزيرة نت أن انضمام قادة بالمؤتمر الشعبي إلى ضفة الدفاع عن الدولة والجمهورية؛ مكسب لليمن وسيسهم في تسريع استعادة الدولة من مليشيا الحوثي.
ورأى أن اليمن بحاجة إلى الجميع، "ومعا سنصل بسفينة اليمن إلى بر الأمان"، مؤكدا أن عدو اليمن الوحيد هو "المليشيات الحوثية الإيرانية الإرهابية"، بحسب وصفه.
من جانبه قال مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام اليمني والسكرتير الصحفي السابق بمكتب رئاسة الجمهورية في حديث للجزيرة نت، إن الشرعية حريصة على احتواء حزب المؤتمر الشعبي وألا يكون فريسة سهلة تسيطر عليه مليشيا الحوثي كغطاء سياسي لهم.
ويعتقد الرحبي أن قادة المؤتمر الشعبي المتواجدين في صنعاء إنما هم في حكم الأسرى لدى الحوثيين، ولا يعوّل على أي موقف يصدر باسمهم، حتى وإن تم الإعلان عن قيادة للحزب في صنعاء واستمرارهم في التحالف مع الحوثيين.
خضوع للحوثيين
وكان المحامي الخاص بصالح محمد المسوري قال "إن أي قيادة مؤتمرية في الداخل أو الخارج تستمر في تحالفها مع الحوثيين فهي لا تمثلنا ولا شرعية لها".
واعتبر أن قيادة المؤتمر التي تبقى متحالفة مع الحوثيين في صنعاء "خائنة لأنها تحالفت مع من اغتالوا الزعيم صالح والأمين العام للحزب عارف الزوكا اللذين أعلنا إنهاء التحالف وطالبا الشعب بالانتفاضة ضد مليشيا الحوثي".
إلى ذلك، لا يعوّل الباحث السياسي عبد الحفيظ الحطامي كثيرا على القيادات المدنية والعسكرية الفارة من صنعاء إلى مناطق سيطرة الشرعية أو في دول التحالف العربي هربا من بطش حلفائهم الحوثيين.
واعتبر الحطامي في حديث للجزيرة نت أن القادة المقربين من صالح لا يشكلون أي تأثير على مسار الأحداث، ومن سيحسمها هو الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي قاومت مليشيا الحوثي منذ ثلاث سنوات.
وأشار إلى أن ثمة قادة لا يزال يرتبط بعضهم بمليشيا الحوثي، بينما لا يزال أقارب صالح الذين تمكنوا من مغادرة صنعاء والإفلات من قبضة الحوثيين حتى اللحظة يلوذون بصمت مريب إزاء عدم إعلان مساندتهم للشرعية ممثلة بالرئيس هادي.
وبحسب الحطامي فإنه لا يوجد رهان حقيقي على المؤتمر الشعبي الذي انسلخ عن تحالف الانقلاب، في دعم الشرعية رغم أن جهات في التحالف تحاول أن تلملم أشلاء واتجاهات هؤلاء الذين فقدوا كيانهم السياسي وبات خاضعا للحوثيين في صنعاء.