[ الفريق الركن علي محسن الأحمر ]
أثارت قرارات نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر بتعيين أولاد مشائخ ونافذين في مواقع ومراكز قيادية بالمؤسسات العسكرية للجيش الوطني ردود أفعال متباينة، في أوساط اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتداول ناشطون صورا لوثائق تعيينات الفريق محسن لنجل الشيخ محمد ناجي الشايف، الشاب العقيد "فهد" والذي يبلغ من العمر 23 عاما قائدا للواء أول مدفعية، ونجل محافظ ذمار المعين من قبل الشرعية علي القوسي الشاب "محمد" الذي يشغل أركان حرب لواء المجد في مدينة مأرب.
وأثارت تلك القرارات حفيظة اليمنيين بعد اعتداء نجل القوسي بالضرب على مسؤول عسكري، بعد أن رفض الأخير صرف مبالغ مالية لعدد 571 اسماء وهميا، باعتبار أنهم مرافقين للأول.
وفي السياق علق المحامي والمستشار القانوني هائل سلام على القرارات وقال "تتكشف وقائع فساد فتنبعث روائحها النتنة لتزكم الأنوف وتثير في الأنفس الشعور بالاشمئزاز والقرف.
وأضاف "استغلال هذه الوقائع لتصفية حسابات مع هذا أو ذاك من المسؤولين، يحرف الاهتمام عن تلك الوقائع باتجاهات أخرى، لاتخدم توجها " قيميا" لمحاربة الفساد، إذ تتخذ الأمور منحى الحملات والحملات المضادة، ردحا ومدحا، هجوما ودفاعا، وخلف غبار وضجيج المعارك الكلامية المثارة تتستر الوقائع ويتخفى الفساد.
وتابع سلام قائلا "المستغرب حقا، هو كيف لمسؤول، ممدوح أو مقدوح، ألا يتفاعل مع ما يقال أو يشاع، مبادرا إما إلى الرد والتفنيد والتوضيح، أو إلى اتخاذ اللازم وفق القوانين واللوائح الناظمة لعمله"، وقال إن "الأكاذيب تحتاج إلى تكذيب والإشاعات تتطلب نفي، والخطأ يقتضي مراجعة والحقائق تستوجب تصرفا مسؤولا".
وقال تعامل "المسؤول" مع ما يثار بالتعالي والتطنيش، يجعله مستحقا لكل ما يطاله من نقد وردح وقدح، حتى لو كان، من حيث سلوكه الشخصي، ملاكا طاهرا مرسلا من السماء.
الناشط سليمان النواب بدوره دافع عن قيادات الجيش وقال "نحن ضد كل التعيينات التي تسيء لجيشنا الوطني وكل أعمال البلطجة من أي قيادي نقف ضدها، ولن نكرر أخطاء الماضي وسنقف ضد كل من يحاولون النيل من القيادات الوطنية، وسنقف مع النائب والرئيس وكل من نؤمل منه استعادة الجمهورية".
الدكتور مروان الغفوري علق قائلا "الشاب فهد محمد ناجي الشائف يبلغ من العمر ٢٣ عاماً، حاصل على الثانوية العامة، فر من مدرسة عسكرية في بريطانيا بعد أن قضى فيها بضعة أشهر، في الـ ٢٥ من يوليو الماضي حصل على تكليف من علي محسن الأحمر بقيادة اللواء الأول مدفعية، من ألوية الجيش الوطني، وقال "هذا هو جيش محسن وهادي، الرجلين اللذين سيعودان بالجمهورية".
عدم اهتمام
أما الصحفي محمد الجرادي فقد أشار إلى عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأيتام والأرامل، وآلاف المعاقين، وملايين من المشردين والفاقدين لأعمالهم ومصادر أرزاقهم، وقال "هل ضحى الناس من أجل تعيين عيال القوسي والشايف ومجلي قيادات ألوية ومعسكرات وسفراء؟!
وأضاف الجرادي "هل تشرد الناس من أجل تعيين عيال المخلافي وبن دغر وكلاء وزارات؟!
وقال "من فضائح الشرعية في الجيش بأن فهد الشايف أصبح برتبة عقيد في ليلة وضحاها،، بل وقائدا للواء مدفعية والسبب أنه نجل الشيخ محمد ناجي الشائف ،مستشار الرئيس هادي، وليس لديه أي مؤهلات أخرى.
من جانبه قال الناشط عبدالقادر الجنيد "بيد الفريق الركن علي محسن الأحمر، سلطات وتأثير، أكثر مما يستحق، وأيضاً، يسيء استعمالها ويسيء اختيار القيادات.
وقال الجنيد "لا توجد نتائج إيجابية ملموسة في المجالات والجبهات والجهات التي يتحكم بها ويسيرها، لكننا ننتقده، بغرض أن يعمل تدقيق ومحاسبة ومساءلة لكل إدارة وجهة وجبهة تحت سلطته".
استثمار الفساد
الصحفي محمد المياحي قال "هناكَ من يُحاربون الفساد بطريقةٍ فاسدة، ثمة نشطاء يُدافعون عن النزاهة بطريقة غير نزيهة، هناك فرق بين من يستهدف الفساد، وذلك حقّه، وبين من يهدف لاستثمار الفساد بشكلٍ رخيص، والنيلِ من قادة الجيش؛ لغرض مشبوه".
وأضاف "هؤلاء فاسدون أيضاً، وكشفهم يتساوى في الأهمية مع كشف الفساد الأصلي، شلّة مغرضين لا شغل لهم سوى التطفل على قضية فساد هنا وهناك؛ لإرباك المشهد وصب الزيت على الجميع".
وتابع المياحي قائلا "أسوأ من الفساد هو استثمار الفساد لتصفية الحسابات السياسية مع قادة الجيش، الأول هو الفساد الإداراي ومشكلة يمكن حلّها، لكنّ الثاني فساد أخلاقي طويل لا أملّ من الشفاء منه" مشيرا إلى أن هناك معيارية حاقدة ومختلة تهدف لاغتيال قادة الجيش وخلخلة الولاء الوطني لهم وسط الجماهير".
وقال "تعيينات فاسدة في الجيش تمت بطريقةٍ أو بأخرى، وحين كُشفت وقفنا ضدّها، هذا شيء جميل وظاهرة صحيّة، عرف المسؤول ورطته وشكل لجنة للتعامل مع القضية، هذه خطوة جيّدة أيضا".
لمصلحة من الحملة؟
الباحث اليمني زايد جابر بدوره تساءل عن الحملة التي تستهدف نائب رئيس الجمهورية وقال لمصلحة من؟.. مشيرا إلى أنه حين كان الأحمر يعلن انضمامه وتأييده السلمي لثورة الشباب الشعبية السلمية في 21 مارس 2011 وحمايتها استمر كثير من شباب الثورة تحت تأثير اللوبي الإمامي وإعلام النظام السابق في توجيه سهام نقدهم لمن وقف إلى جانبهم تحت مبررات واهية وسخيفة.
وقال جابر "وحدهم أعداء النظام الجمهوري كانوا يدركون ماذا يريدون من حملاتهم ضد علي محسن الأحمر والفرقة الأولى مدرع والسعي لإزاحته من أمامهم لتحقيق هدفهم في القضاء على الجمهورية والإطاحة بالدولة ومكتسبات الشعب".
وأشار إلى أن الحملة التي تستهدف الفريق محسن أمر متوقع من قبل الإماميين أعداء الجمهورية والوطن، وقال "حدث ما حدث في 2014 وابتلع الحوثيون الدولة وطردوا الجميع بما فيهم من رحبوا بهم للقضاء على علي محسن وحده كما زعموا".
وقال "إن علي محسن هو الأقدر في هذه المرحلة التاريخية على لعب دور في استعادة الدولة وهزيمة المشروع الإمامي وجاء قرار تعيينه نائبا للقائد الأعلى ثم نائبا لرئيس الجمهورية ليعيد الأمل لكل محب لوطنه وحريص على تحقيق النصر".
وتابع "ليس من الإنصاف التعامل مع هذه القضية وكأننا نعيش مرحلة طبيعية مستقرة أو اتخاذها مدخلا للهجوم على النائب والتقليل من الدور الوطني الذي يقوم به في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا، كما أن النائب ليس ملزما بتوضيح خلفيات ودوافع ومبررات كل قرار يتخذه ويرى فيه تحقيق المصلحة الوطنية للناشطين والمفسبكين.. فهو ليس متهما حتى يثبت لهم براءته".
وقال "الفريق محسن حسبه أنه لم يكن يوما صاحب مشروع أسري أو مناطقي أو سلالي وأنه كان ولا يزال رأس الحربة في مواجهة المشروع الإمامي والأطماع التوسعية لنظام ولاية الفقيه في اليمن والمنطقة العربية".
ثلاثة قرارات خاطئة
الصحفي خليل العمري قال إن هناك من يحاول النيل من المؤسسة العسكرية الوطنية ومن القيادة العليا للجيش مستغلا قرارات خاطئة"، مشيرا إلى أن هذا مؤشر خطير في ظل المرحلة الحالية الحرجة.
وقال "انتقدنا قرارين أو ثلاثة بالكثير تم إحالة ابن مسؤول محلي بارز للمحاسبة خلال الساعات الماضية"، وأضاف "الخطأ نقول له خطأ بدون تعميم ولا استغلال، أما ثقتنا في الجيش الوطني وقادته الأبطال فندعمهم بكل قوة ونحن سندهم ودرعهم من السهام الغادرة، السهام التي تترك اللواء أبو الحاكم والفريق زكريا الشامي وتصوب نحو ضباط الجيش الجمهوري".
وأضاف "هناك ثلاثة قرارات نحن ضدها مثلما نحن ضد قرارات التعينات العشوائية في الوزارات والبعثات والسلطات المحلية وينبغي أن يتم تصحيحها ".
وذكر العمري أن الفريق محسن شكل لجنة بالتحقيق مع نجل مسؤول محلي وشخصية نافذة استجابة لتقارير صحفية ونشطاء على فيسبوك وتم إيقافه من عمله.
وقال "لم يستطيعوا خلال سنوات طويلة إيقاف قرار تعيين لقريب مسؤول حكومي أو التحقيق مع شخصية نافذة، وبدلا من الإشادة بخطوة النائب الشجاعة طالبوا بعد ساعات بإقالة الفريق نفسه وشنوا عليه هجمات اشتركت فيها عدة أطراف من ضمنها السكرتارية الصحفية لأحمد عبيد بن دغر رئيس الحكومة".
هوامير الفساد
الكاتب الصحفي علي الفقيه قال "في اللحظات الفاصلة يصمد الأنقياء من البسطاء وأبناء الفلاحين، وهم وحدهم من يجودون بدمائهم وأرواحهم دفاعاً عن القيم الكبرى، بينما يتحسس المتخمون طريقهم للهرب".
وأضاف "الهوامير الذين لن يقف معك إلا عندما تعينه في منصب كبير وتمنح نجله رتبة عسكرية كبيرة، هذا سيتركك عند أول محطة يجد فيها متعهد آخر، وقد يتحول إلى صانع كعك للحوثي".
وتابع الفقيه قائلا "ينظر بقية الجنود إلى صور الذين يحملون رتبا كبيرة ويستغربون ويجول في خاطرهم أن هذا ربما يكون نتيجة لدخولنا في عصر السرعة وانعدام الحياء، لأنهم كانوا يدركون المحسوبيات لأبناء القادة العسكريين لكن لم يحدث أن حصل شاب عشريني على رتبة عقيد بشخطة قلم".
وقال "هناك عبث وعلينا أن نضغط جميعاً من أجل إيقافه، وإلا فستتوحش الفوضى بصورة أكبر وسنجد أنفسنا غير قادرين على الفكاك من مخالب فساد يتعاظم".
حشود للأحياء والأموات
أما المحلل السياسي عبدالعزيز المجيدي فقال "مشايخ مناطق شمال الشمال يحشدون مع الحوثي بإخلاص ويخوضون الحرب بحقد من يؤمن أنها معركته الوجودية".
واضاف المجيدي "عندما يركلهم الحوثي، يلوذون بالشرعية، للهنجمة واشتراطات تنتهي بحشود للأحياء والأموات في الكشوفات لا تنسى مقاتليهم لدى الحوثي، وقال "الأسوأ أنك ستسمع تيوس كثر يتحدثون عن انحيازاتهم الجمهورية".